حزب النور.. ولكم فى الإخوان عبرة
"أعضاء لجنة الخمسين يعادون المشروع الإسلامي.. لجنة الخمسين كافرة.. لن نصمت على حذف المادة 219 من الدستور المعطل.. نعترض على تمثيل القوى السياسية في لجنة الخمسين.. نريدها إسلامية إسلامية.. تصريحات رئيس لجنة الخميسن خطيرة".
هذه عينة من تصريحالت قادة حزب النور، التي فرضت نفسها على الساحة السياسية خلال الفترة الأخيرة منذ إعلان تشكيل لجنة الخمسين لتعديل الدستور، باختصار شديد حزب النور لا يريد استقرار هذا الوطن، هذا الكلام ليست اتهامات ملفقة، مواقفه تؤكد إصراره على السير في هذا الطريق، يرفع شعار "مش لاعبين" من أجل إعادة التقسيمة من جديد على طريقة الطفل الذي يريد أن يلعب بالكرة بمفرده دون أن يشاركه أحد، قادة حزب النور لا يعرفون ما يريدون بالضبط، مواقفهم متناقضة، وأهدافهم ليست واضحة، وأغراضهم غامضة، ونواياهم لا يعلمها إلا الله حتى لو صرخوا بأعلى صوت، قائلين نحن مع الشعب فيما اختاره، وأمنوا خلف الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
شخصيا، أري أن عقولهم مع الإجماع الوطنى من أجل تحقيق مصلحتهم وقلوبهم مع الرئيس المعزول وأنصاره، يريدون الذبح دون إراقة نقطة دم واحدة، يريدون شرعا جديدا.
أرى الفارق الوحيد بينهم وبين الإخوان، أن أنصار المعزول وجماعته يتحدثون بتجهم، أما قادة النور يرددون نفس الكلام وهم يبتسمون، وإلا لماذا أعلن خالد علم الدين المستشار السابق للمعزول حزنه عليه ورفضه لما حدث ووصفه بالانقلاب رغم اتهام مرسي له بالتربح من وظيفته وأنه قرر إقالته لسوء سلوكه، واستغلت جماعته الفرصة وشهرت بالرجل في كل مكان.
قادة حزب النور يعتقدون خطأ أنهم حماة الشريعة، وأن المصريين يجب أن يسجدوا لله شكرا أن منحهم حزبا بهذه المواصفات يدافع عن شريعة الله في الأرض، ونسي أن يقول هؤلاء للمصريين ما الذي قدموه للشريعة الإسلامية سوي توزيع الاتهامات، هذا مؤمن، وهذا كافر، وهذا ناقص إيمانه، ماذا قدم حزب النور للشريعة سوى الصمت على الجرائم والفتنة الطائفية والقتل والتخريب والدماء التي أسالها محمد مرسي باسم الدين وحمايته للشريعة.
لماذا صمت قادة حزب النور على أخطاء مرسي طوال عام كامل؟ ولماذا ابتلعوا ألسنتهم وكأن ما يحدث وقع في بلد آخر؟، كما أن قادة حزب النور وعلى رأسهم الطبيب ياسر برهامي لا يتوقف عن الحديث بلغة الوصاية عن الشعب المصري وأنه سيرفض الدستور إذا خالف الشريعة، ولم يقل لنا الدكتور ياسر ما هي الشريعة التي يريد أن يطبقها هل هي الشريعة نفسها التي يتحدث باسمها صفوت حجازى وعاصم عبد الماجد وطارق الزمر؟
إذا كان حزب النور يدعى الحياد خلال الفترة الحالية ويعتبره إنجازا كبيرا فنحن لا نريد هذا الحياد الذي يصبح في المواقف الحاسمة خيانة ومتاجرة بالقضية والإمساك بالعصا من المنتصف، هي الخيانة بعينها إما أن تكون مع الحق أو الضلال، أيها السادة قادة حزب النور، المواقف لا تنسي ولكم في الإخوان عبرة إما أن تكونوا معنا أو علينا وإما أن تكونوا مع الإجماع الوطنى أو ضده وعليكم أن تتحملوا النتيجة.
Essamrady77@yahoo.com