رئيس التحرير
عصام كامل

الدستور الذي نريده


الإشكاليات المثارة حول مواد الدستور كلها شكلية.. لا تحدثونا عن الهوية.. فهي باقية وإن نزعت من كل الدساتير.. ولا تحدثونا عن الإسلام فهو في قلوبنا.. وضمائرنا.. وهو محفوظ بأمر رب العالمين.. الثوابت لا يضيرها.. كلمة ضمن بنود الدستور.. في كثير من الدول لا توجد دساتير ولكن توجد ثقافة للعدل والأمانة والإبقاء على الثوابت والقيم الأخلاقية.. في كل الدول العربية الدساتير موجودة وسطورها تحمل كل المعاني الراقية والأهداف السامية.. إلا أن الخراب كله على أرض الواقع.. كم من الدساتير تحدثت عن الإسلام.. فإذا بهم ينتهكون بديهياته.. وكم منها تحدثت عن العفاف والورع والتقوى.. فإذا بهم يرسخون لكل الموبقات وما يمهد الطريق إلى الهاوية.. دعونا من خلافات أثيرت وستثار في المرحلة القادمة.. حول مواد الدستور.. فالدستور الأبقي هو إيقاظ الضمير من غفلته.. واستنطاق كل المعاني السامية التي غابت.. لا نريد شعارات براقة.. ولكن نريد واقعا ملموسا في حياتنا.. وترجمة على أرض الواقع نريد الترسيخ لمنظومة الأخلاق التي جاء بها سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. التغيير نحن جميعا مطالبون به.. ولن يؤتي ثماره إلا إذا اعتقده الناس.. وجعلوه سلوكا في حركاتهم وسكناتهم.. ومن منا لا يريد للشريعة أن تكون حاكمة بيننا.. ولكن في أي بيئة نترجمها.. شعب يعاني من الفقر ولا يجد حد الكفاف في سواده الأعظم.. ثم نقول شريعة الله هي الحل.. المأكل والملبس والمشرب هي ضرورات لابد من توافرها.. والوفرة هنا بمعناها الأعم والأشمل.. عندها لا ضير من تطبيق الشريعة الإسلامية.. وماذا يفيد الدستور إذا حملت سطوره دعوات للحفاظ على كرامة الإنسان وآدميته.. ثم نراها تهدر جهارا نهارا دون وازع من ضمير.. الدستور الذي نريده هو الترسيخ لكل المعاني النبيلة التي جاءت بها شريعة الإسلام.. ومن بديهياتها العدالة والمؤاخاة والإيثار وحب الآخرين والتعايش مع الجميع.. دون تفرقة.. وإلا فلتذهب كل الدساتير إلى مزبلة التاريخ.. والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية