مؤتمر فيرمونت لدعم السيسى رئيسًا
دُعيت أمس إلى مؤتمر أقيم في فندق فيرمونت بطريق المطار، وكان من المفترض أن يكون ضيوف المؤتمر هم المستشارة تهانى الجبالى والأستاذ حمدين صباحى، ولكن عند وصلنا إلى بهو المؤتمر في قاعة الياسمين قابلنا الدكتور أسامة عامر الخبير الاقتصادى ومنظم المؤتمر، وأخبرنا بأنه قد تم تأجيل المؤتمر وذلك لضيق وقت الضيوف تحت ضغط وظروف مواعيد الحظر وعدم تمكن حضور بعض القنوات الفضائية المدعوة باستثناء قناة اليقين التي جاءت ولكنها بالطبع انصرفت ولم تسجل.
وكنت لم أعرف عنوان المؤتمر إلا عندما حضرت، وعرفت من الدكتور أسامة أنه كان لمناقشة نداء إلى الشعب للمطالبة بدعم الفريق عبد الفتاح السيسى رئيسًا لمصر، وكنا على وشك الانصراف إلا أن جاءتنى فكرة عرضتها على الدكتور أسامة عامر بأنه مادام قد تم دفع فاتورة الفندق فلنستغل القاعة والسادة الحضور ونتبادل أطراف الحوار ربما نخرج بشىء مفيد، فرحب بالفكرة وبدأنا المؤتمر وكان هناك مؤيدون لفكرة النداء السابق الذكر ومرحبون بها ولكنى كنت أول من طُـلب منه الكلمة، فكانت رفضا تاما للفكرة وكان هذا سبب الجدال الكبير الذي حدث في القاعة ولكنى طلبت منهم أن يمهلونى وقتا لكى أفند فيه سبب رفضى لنزول الجماهير للشارع للمطالبة بتعيين السيسى رئيسًا وكانت من ضمن أسبابى هو حبى لسيادة الفريق جعلنى أربأ به من هذا المنصب وخوفًا عليه أن يحرقه المنصب وأكدت في حديثى أن منصب وزير الدفاع اليوم لهو أرفع وأهم وأعلى مقامًا من منصب رئيس الجمهورية وخصوصًا رفضه هو بنفسه التوكيلات التي كان بعض الناس أقدموا عليها لترشيحه رئيسًا لمصر.
وبهذا، سنعطى الفرصة لأعدائنا في الداخل والخارج وهم كثرة ومعروفون أن يثيروا الفتن ضد سيادة الفريق بأن كل ما فعله كان من أجل الكرسى ويؤكدوا أن ما حدث كان انقلابا بالفعل.
فكان تعقبهم على ما سبق بأن الأعداء هم قلة من مجموع الشعب المصرى فقمت دون أن أطلب الإذن بالرد وبلا مكبر للصوت وقلت لا تستهينوا بأعدائنا مهما قل شأنهم فالاستهانة هي بداية الهزيمة، فإذا أردتم السيسى فلتوحدوا صفوفكم جميعًا لتسلموه البلد متوحدة الصف بلا انشقاقات وأمهلوه الفرصة حتى يقضى على الإرهاب تمامًا من سيناء وتأمين حدود مصر ووضع الخطط لمحاربة الإرهاب الغاشم المتربص بنا من أجل هدم قواعد الأمن في مصر وتفتيت وحدتها، وكالمعتاد مع أن الحوار كان جادًا وممتعًا وطُرحت فيه جميع وجهات النظر إلا أننا لم نتفق على شىء واحد فظل المؤيد لترشيح السيسى رئيسًا متبنيا وجهة نظره وآخرون أيدوا الفريق الأول وزادوا عليه بأنه لا لزوم للترشيح فليعين مباشرةً من الشعب وآخرون وأنا منهم رفضوا الفكرة من أساسها.
وفى نهاية المؤتمر، قلت ياسادة إذا فُرض وقبل الفريق وتولى شئون البلاد كما هي الآن ولم يشعر الشعب بالتغيير وبالرفاهية التي ينتظرها في أعماق نفسه وتحطمت آماله التي ينتظرها ولم يتمكن الرئيس بعمل التغيير الذي يريد أن يشعر به رجل الشارع فهل سيخرج الشعب للمطالبة برحيل السيسى؟ يالها من فوضى مدمرة ستلحق بنا إذا لم ننتبه وننظر للأمور من كل الزويا المرئية والمختبئة.
ولم تكن هذه هي المبادرة الأولى من نوعها لدعم السيسى بل في رحلتى بين السياسيين وجدت الكثير من بينهم ما ينظم الآن مسيرات لتجوب الشوارع لمطالبة الفريق السيسى بقبول ترشيحه لمنصف الرئيس.
الشعب المصرى يفكر بعواطفه ورجال السياسة لا يفكرون إلا في المكاسب التي سيجنوها، والإعلاميون لا يرحمون والأعداء يتربصون وأمريكا والغرب لا يريد جيشا في المنطفة غير الجيش الإسرائيلى وحماس وكتائب القسام وجميع الإرهابيين الملتفين بعباءة الإسلام سينقَضون على أجسادنا إن وهنت لو لبرهة كالعقاب المتربص بفريسته.
ارحموا أنفسكم أيها الشعب وفكروا في وحدتكم أولًا وليأتى من يأتى رئيسا لمصر.