رئيس التحرير
عصام كامل

«أردوغان وإسرائيل.. حب بلا نهاية».. رجب يزور مؤسس الكيان الصهيوني ويتاجر بالقضية الفلسطينية.... فضيحة «نجله» تؤكد كذب الوالد.. سفينتا «سفران 1» و«سكريا» شاهدتان

فيتو

يعيش رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الآن حالة من التخبط، حيث يقوم باقتناص أي فرصة للتحدث عن الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، ويستعدي كل عواصم الغرب ضد الجيش المصري.


بل إن الأمر يصل لاتهام المصريين بأنهم لم يكونوا سببا في لإطاحة بمرسي والسبب في ذلك إسرائيل، الغريب في الأمر أن أردوغان يتناسى أن هناك علاقة حميمية تربطه بإسرائيل وأنها لم تكن وليدة اللحظة ولكنها منذ سنوات، فعندما كان شارون رئيس وزراء إسرائيل زار أردوغان تل أبيب وزار ضريح تيودور هرتزل مؤسس الكيان الصهيوني والسبب في احتلال فلسطين وسفك دماء شعبها وتهجيرهم، كما أن أردوغان يتاجر بدعمه للقضية الفلسطينية وفي أحد مؤتمرات "دافوس" ترك إحدى الندوات اعتراضًا على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.

كما أن الأمر يصل إلى متاجرة رئيس الوزراء التركي بأحلام شعبه، ومؤخرًا قال لأعضاء في حزبه "العدالة والتنمية" إن لديه أدلة على أن إسرائيل شاركت في الإطاحة بمرسي.

وأضاف في قوله لتليفزيون "تي. ار. تي" التركي: "ماذا يقولون في مصر؟ يقولون إن الديمقراطية ليست صناديق الاقتراع.. من يقف وراء ذلك؟ إسرائيل.. نملك توثيقا بين أيدينا"، كما أن الوثائق التي قيل إنه يمتلكها والتي زعم أنه حصل عليها من مسئول فرنسي لم تكن صحيحة وأكدت ذلك الصحف الفرنسية.

وعلاقة أردوغان بإسرائيل علاقة حميمية وتاريخية، أرجعها أردوغان إلى اعتراف خصمه، حزب «الشعب الجمهوري» بإسرائيل، معتمدًا على تعتيم معلوماتي على طبيعة علاقة «تياره» بالغرب وأداته الصهيونية.

وبالرغم من أن المفكر الإسلامي فهمي هويدي، يذكر أن إخوان تركيا أحدثوا، منذ سنوات، «انقلابًا تاريخيًا» في العلاقة مع تل أبيب، تؤكد الوقائع أنّ أول موقف «حاسم» من أنقرة ضد الصهاينة جاء ردًا على قمع الانتفاضة في إبريل 2002، حينها استدعت حكومة بولند أجاويد اليسارية سفير إسرائيل ووبخته، ورصدت وكالات الأنباء وقتها «نزول آلاف الأتراك إلى الشوارع، يتقدمهم زعماء عمال ومنظمات مدنية»، يهتفون: «إسرائيل قاتلة» لم يكن الإخوان وقتها بينهم.

وفي أزمة «مرمرة» ذكر أردوغان تصريحًا لفضائية «دريم» قائلًا: «لا أُعادي إسرائيل وعلاقاتي كانت جيدة مع حكومة أولمرت- التي حرقت غزة بالرصاص المنصهر-، فـ«المشكلة هي حكومة نتنياهو».. وشكا استغلالها لـ«تجميد» التعاون لوقف إعادة سرب طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع، استخدمتها أنقرة في قصف الأكراد بالعراق، فلتركيا منصة خدمة طائرات «خاصة بها» في تل أبيب.

وفي الأمم المتحدة، بالتزامن مع طلب فلسطين عضوية كاملة، يؤكد أردوغان قائلًا: «لا نعادي إسرائيل»، مُفرقًا بين نتنياهو وشيمون بيريز، الذي يُفضل التعامل معه.

يتسق أردوغان مع سياسة مُترسخة في الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، من برجماتية تصويت حزبه لمصلحة «التصفيق» لرئيس إسرائيل، خلافًا لأعراف البرلمان، وكان ذلك عندما أعلن وزير الطاقة التركي تدشين "مشروع القرن، خط أنابيب يربط البحرين الأسود والأحمر" في 2006، في حين أن هذه الخطوة رآها «تعزز أمن طاقة إسرائيل ودور تركيا كمركز لها».

وهناك عرض دائم بتوصيل أنابيب ضخمة لتل أبيب، من خزين شبكة سدود العملاقة وبحيرات ضخمة أقيمت على روافد دجلة والفرات، لتأكل حصتي سوريا والعراق من المياه، والأخيرة انخفضت حصتها للنصف، ثم لنصف النصف في 2013، ومرشحة لجفاف حصتها في 2040، كما تقديرات منظمة المياه الأوربية- وبذلك تكون تركيا بقيادة أردوغان هي المستفيدة من تفكيك سوريا وتطاحنها في حرب أهلية.

وقطاع الإعلام الذي يروج لزعامة العثمانيين، يتجاهل تطبيق تركيا «الأمين» لحظر وصول الأسلحة لحزب الله، بإجبار ثلاث طائرات إيرانية على الهبوط لتفتيشها في 2006، وإحباط هجوم لحزب الله على أهداف صهيونية في 2009، وكذلك شراء صواريخ روسية، تسعى إيران إلى شرائها، لتدريب صهاينة على تحييدها في قواعد تركية- حسبما جاء بالقدس العربي عام 2008 " وضمن اتفاقية «قديمة» شملت بناء إسرائيل 3 قواعد تنصت على حدود سوريا وإيران، وتدريب طياريها في قواعد تركية. وفي المقابل، شارك خبراؤها في هجمات على شمال العراق.

وفي نفس أسبوع أحداث قافلة مرمرة، تسلمت أنقرة 10 طائرات من دون طيار صنعتها شركة «هيرون» برأسمالها المشترك، مع تعهد بتصنيع 102 طائرة مماثلة يتقاسمها الطرفان، وتوسيع رحلات طيرانهما لتشمل خمسة مطارات تركية وثلاثة إسرائيلية، وأيضًا عبور طائرات عسكرية صهيونية مجال تركيا الجوي إلى المجر ومنها في 17 مارس 2010.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية النقاب عن مواصلة نجل رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عقد الصفقات التجارية مع إسرائيل خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، حين كانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في الحضيض سياسيًا!!

ونقلت الصحيفة عن أعضاء في المعارضة التركية آنذاك "2009" أن أحمد براق أردوغان- نجل أردوغان- هو أحد أصحاب شركة " MB " للنقل البحري التي تملك سفينتين تجاريتين: "سفران 1 وسكريا"، كاشفة أن سجلات سلطة الموانىء في تركيا، أظهرت أن السفينة "سفران 1" أبحرت عدة مرات بين موانىء تركيا وإسرائيل ونقلت البضائع ذهابًا وإيابًا.

وهاجمت مساعدة رئيس كتلة CHP البرلمانية التركية المعارضة-آنذاك- أمينة لوكر طرحان، أردوغان على ازدواجيته، وفي مؤتمر صحفي عقدته في أنقرة، توجهت طرحان ورفاقها في المعارضة لرئيس الوزراء التركي بسلسلة أسئلة منها:"هل إبنك معفي من الحظر التجاري على إسرائيل؟ هل هذا أخلاقي؟ أي نسبة من حجم التجارة مع إسرائيل حصلت عليه السفينة التي يملكها ابنك؟".

صحيفة "يديعوت" بدورها، أشارت إلى أن تركيا لم تعلن عمليًا عن حظر تجاري مع "إسرائيل" حتى في ذروة الأزمة الدبلوماسية، مضيفة أن أردوغان أعلن في عام 2009 عن تجميد التجارة مع إسرائيل، إلا أنه تراجع بعد ذلك وأوضح بأنه قصد التجارة العسكرية فقط وفي فترة الأزمة بين إسرائيل وتركيا أزدهرت العلاقات التجارية بين الدولتين وبلغت ذروة 4 مليارات دولار- أي ارتفاع بنسبة 30 في المائة.
الجريدة الرسمية