الطبعة الثانية من "التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين".. قريبًا
قررت الدكتورة رشا إسماعيل مدير المركز القومي للترجمة، إصدار الطبعة ثانية من كتاب "التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين" من تأليف مارك كورتيس، وترجمة كمال السيد، بعد نفاد طبعته الأولى.
وتعود أهمية هذا الكتاب، كما تقول رشا إسماعيل، إلى أنه يمكن أن يكون وثيقة دامغة في مواجهة الادعاءات السلفية والإخوانية، التي تتهم القوى المدنية بأنها عميلة للغرب، في الوقت الذي قام فيه الغرب ممثلا في بريطانيا وأمريكا برعاية بل وتأسيس معظم حركات الإسلام السياسي.
يعرض الكتاب للدور القيادي لبريطانيا في التآمر مع "الإسلاميين" ثم تحولها إلى أداة في يد الأميركيين، تقوم بالأعمال القذرة التي يأنف الآخرون القيام بها، وبالإضافة إلى ذلك فهو يوضح الكثير من النقاط المسكوت عنها، ويعتبر هو الكتاب المثالي لتفسير ما يحدث حاليا في مصر والشرق الأوسط.
بحسب المؤلف، فإن من القوى الفاعلة التي تواطأت معها بريطانيا هي الحركات المتطرفة، ومن بين أكثرها نفوذا التي تظهر طوال الكتاب جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر 1928 وتطورت لتصبح شبكة لها تأثيرها على النطاق العالمي.
يورد الكتاب الكثير من جرائم بريطانيا في العالم الإسلامي، ومع ذلك لم ينس انجازات الأمريكيين الذين تفوقوا على البريطانيين في هذا الصدد، فقد اعترفوا بأن عبد الناصر أجبرهم على مساندة نظم ظلامية ورجعية وأنهم جعلوا القومية عدوهم الأول، ونال اليساريون الجزء الأول من اهتمامهم فقد لعبوا الدور الأساسي في ذبح أعضاء حزب توده الإيراني في 1953، وفى إبادة الحزب الشيوعي الاندونيسي الذي كان يضم مليوني عضو على أيدي صديقهم سوهارتو، ومن معه من المتأسلمين، كذلك فعلوا في العراق والأردن، وفي أفغانستان، الذي كان عميلهم قلب الدين حكمتيار فيها يسلخ جنوده أعداءه اليساريين أحياء.
وجندت مخابرات أمريكا كثيرين من قادة المتأسلمين منهم سعيد رمضان مؤسس التنظيم الدولي للإخوان الذي يقال إنهم مولوه بمبلغ 10 ملايين دولار، وأجبروا الأردن على منحه جواز سفر، وورد أن أمريكا بدأت من أوائل الخمسينات تمول الإخوان في مصر ومساعدتهم في سوريا وتعاونت معهم لتكوين خلايا منهم في السعودية لمحاربة القومية العربية، وهذا قليل من أمثلة يذخر بها الكتاب.