رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مبادرة "موسكو" تغير معادلة "واشنطن" لضرب "دمشق".. روسيا تتيح لنظام الأسد انتهاج سياسة شد الحبل.. الانتخابات البرلمانية تتسبب في عدم وضوح موقف ألمانيا من الأزمة السورية

الصحف الأجنبية -
الصحف الأجنبية - صورة ارشيفية

تتصدر الأزمة السورية اهتمامات الصحف العالمية بعد صراع دام لأكثر من عامين ونصف العام، حيث ترى صحيفة "الجارديان" أن سوريا مسار جدير بالاستكشاف، حيث أنه مازال هناك تضارب في الآراء حول التدخل العسكري في سوريا.


وتقول "الجارديان" البريطانية إن جميع الأطراف في الصراع الدائر في سوريا، باستثناء المتمردين، يبدو أنهم متفقون، للمرة الأولى منذ عامين ونصف أي منذ بدء الصراع.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في غضون 24 ساعة من تقديم الخطة الروسية- الأمريكية، أبدت الصين وإيران دعمهما لهذه الخطة التي توجب علي سوريا تسليم ترسانتها الكيماوية، مضيفة أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الذي يلمح بشكل متزايد إلى إمكانية عدم موافقة الكونجرس على الضربة الأمريكية لسوريا، يضع الفكرة جانبًا، موضحًا أن توقيع سوريا على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية إنجاز لا يستهان به.

وشددت "الجارديان" على أن الخطوات القادمة ستكون الأصعب، وذلك لأن الخيار الدبلوماسي لديه الكثير من المزايا الحقيقية، فالخطوات الأولى تعتبر واضحة، إذ إن توقيع الأسد على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية والانضمام إليها، يعتبر خطوة قريبة المنال.

وترى صحيفة " هاآرتس" الإسرائيلية أنه إذا نجحت روسيا في إقناع النظام السوري بتسليم أسلحته الكيماوية، فإن ذلك يغير المعادلة التي تعمل عليها الولايات المتحدة منذ أسابيع من أجل إقناع المجتمع الدولى بتوجيه ضربة عسكرية لدمشق.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال التزام سوريا بما تمليه عليها روسيا، فإن ذلك لن يكون مبررا لتدخل خارجى من جانب الغرب، ونقلت عن مايكل ألمين، رئيس المعهد الدولي للبحث الإستراتيجي في بريطانيا قوله: إن هذه بداية جيدة يمكن أن تؤدي إلى تعزيز اتفاقية الأسلحة الكيماوية، رغم أنه يستبعد أن ينجح بوتين في إقناع بشار بذلك، مضيفًا أن عملية تفكيك الأسلحة الكيماوية في سوريا صعبة للغاية وتكاد تكون مستحيلة.

وأضاف ألمين: أنه من غير المعلوم حتى الآن كم من الوقت يستغرق لبدء العملية العسكرية، وما إذا كان الحديث يدور عن مستودعات السلاح الكيماوي فقط أو عن منظومة التصنيع جميعها.

وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن الشعب الأمريكي يعارض رئيسه الذي يرغب في التدخل العسكري بسوريا، وأن آخر استطلاع رأي أجري مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية، أظهر أن63% من الشعب الأمريكي يعارضون التدخل العسكري في سوريا، في حين عبّر16% عن دعمهم للتدخل العسكري.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن الاستطلاع جاء بعدما ألقى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كلمة السبت الماضي، في السبت من كل أسبوع، أكد خلالها على ضرورة توجيه ضربة عسكرية لسوريا، بسبب استخدام السلاح الكيماوي.


أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فقالت: إنه في الوقت الذي يوشك العالم على التوصل إلى حل وسط لمنع توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، طالب السفير الأمريكي في إسرائيل "دان شابيرو" بأن يكون هناك موقف حازم وعمل عسكري رادع لسوريا.

وأوضح شابيرو خلال مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب في ذكرى مرور40 عاما علي حرب أكتوبر1973م أن الهجوم الكيماوي في 21أغسطس ارتكبه النظام السوري، وأنه من المهم أن يقوم المجتمع الدولي بلجم استخدام الأسلحة الكيماوية، وإذا استطعنا القيام بذلك دون هجوم عسكري فهذا أمر مفضل، ولكن الردع بالقوة العسكرية مازال مطروحا على طاولة الكونجرس كخيار أمثل.

وأوضح شابيرو خلال كلمته أنه يجب عدم تخفيض الضغط على الرئيس السوري، موضحًا أن الولايات المتحدة لن تسمح للأمور التكتيكية بعرقلتها، مطالبا بالرد بالقوة حتى لا يتجرأ النظام السورى علي اعادة  استخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى.

في حين ترى صحيفة "دى بريسة" النمساوية، أن روسيا تتيح لنظام الأسد انتهاج سياسة شد الحبل، خاصة بعد المقترح الذي تقدمت به الخارجية الروسية بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت الرقابة الدولية، وذلك كبديل عن المقترحات حول الضربة العسكرية ضد سوريا.

وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء، إلى أن خطة تسليم الأسلحة الكيماوية إلى الأمم المتحدة على مراحل ستسمح للنظام السوري باللعب على الوقت وممارسة لعبة القط والفأر، ومثل هذه الإستراتيجية هي تماما ما كانت واشنطن ترغب في منعه.

وألمحت "دي بريسه" إلى أن المقترح الروسي جاء لحماية الرئيس السوري "بشار الأسد" من تداعيات الضربة العسكرية الأمريكية ضده، لافتة إلى أن سوريا تعد أحد أكبر حلفاء روسيا في الشرق الأوسط.

وفي الشأن ذاته ترى صحيفة "زود دويتشه" الألمانية أن موقف ألمانيا من الحرب ضد سوريا غير واضح، وأن الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين لا يزالون يعتبرون استخدام القوة العسكرية عملا ضروريا ومشروعا حتى بدون تفويض من مجلس الأمن الدولي.

وانتقدت الصحيفة اليوم الأربعاء موقف الإدارة الأمريكية، مؤكدة أنه لا يوجد موقف ألماني واضح مناهض، يستند وبقوة إلى القانون الدولي لرفض أي عمل عسكري دون تفويض أممي. فلا يوجد إطلاقا أي موقف ألماني واضح".

وتابعت الصحيفة تعليقها بالقول: "وهكذا تعطي ألمانيا صورة مرتبكة قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات البرلمانية الألمانية، فلا هي تريد الخروج عن الصف ولا هي تريد أن تشارك، مضيفة أن ألمانيا تود لو أنها اختبأت في منطقة الوسط أو على حد قولها "البين بين" لكنها ببساطة أكبر من أن تختبئ.

ونشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم، الأربعاء، تحقيقًا لمراسلها كيم سينجوبتا بعنوان "كيف اختار الأسد أهدافه القاتلة"، ويقول فيه إن الغوطة التي تعرضت لقصف بالأسلحة الكيماوية الشهر الماضي كانت تمثل أكبر تهديد على الأسد، وأن نيته تسليم أسلحته الكيماوية تعد تكتيكًا ومماطلة.
ويضيف أن الغوطة،التي تبعد أقل من 10 كيلومترات من وسط دمشق، تمثل نقطة إستراتيجية مثالية للمتمردين لضرب قلب النظام السوري، وكان سيكون لها دور كبير في المراحل القادمة والحاسمة للصراع الدائر في سوريا، وليس من الغريب اختيارها لتكون هدفًا لأكثر جرائم الأسد بشاعة حتى الآن خلال الصراع الدائر في سوريا.

ويرى الكاتب أن العديد من قوات المعارضة يأملون في أن يؤدي مقتل أكثر من ألف سوري في الغوطة بالأسلحة الكيماوية إلى تحول جذري في الصراع الدائر هناك، مشيرًا إلى أنه حتى في حال عدم توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا، فإن قوات المعارضة تأمل في تدفق مزيد من الأسلحة من دول الخليج.

وألقى سينجوبتا الضوء على رجل أعمال ثري يدعى مصطفى عمر أنفق الكثير من ماله في تمويل كتائب المقاتلين المعارضين في المنطقة وأنه الآن في مهمة في الأردن وتركيا للحصول على أسلحة من المساندين الدوليين.
الجريدة الرسمية