رئيس التحرير
عصام كامل

الاقتصاد الشعبى ضحية لحظر التجوال.. سائق: نعمل بنصف اليومية فقط.. عتال: وردية واحدة والمقابل لا يكفى.. فنى طباعة: بوسترات السيسى ومرسى "مبقتش تأكل عيش"

حظر التجوال - ارشيفية
حظر التجوال - ارشيفية

أمور اقتصادية كثيرة تؤثر على المواطنين في مصر، ويدفع ثمنها البسطاء وهم أغلبية المصريين، حيث المعاناة اليومية في توفير ما يحقق لهم حد الكفاف، منها الركود والتدنى الاقتصادى على المستويين المحلى والعالمى، وإن كان المواطن المصرى لا يلحظ الأخير ولا يلتفت له كثيرا بحكم انشغاله بقوته اليومى، وأكثر الأمور تأثيرا ولم يلتفت إليه أحد هو ذلك الاقتصاد الشعبى الذي يوصف بالعشوائى ويضم الباعة الجائلين والسريحة والعمالة اليومية في المقاهى والمعمار والمطاعم الشعبية والسائقين باليومية وآخرين في مجالات كثيرة، يؤثر عليهم الحظر والانفلات الأمنى ووقف عجلة الإنتاج، وهو ما تكشفه السطور التالية..


قال "خالد رزاق"، 45 سنة سائق على إحدي سيارات الشحن: مستعدون لتحمل الحظر وأكثر منه ولكن بشرط واحد أن يأتي بنتائج طيبة في القضاء على البلطجة والتخريب الذي نعاني منه كثيرا، والأهم من ذلك هو اعتدال مستوى المعيشة وإلا المصيبة ستصبح أكبر وكأن شيئًا لم يكن.

أضاف أن الحظر لو زاد عن حده سيحول دون الحصول على أرزاقنا، موجها رسالته للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي قائلا: "حظر التجوال جعلنا محجمين خاصة أننا من ذوي الأعمال التي تقتضي التواجد في الشارع مدة الـ 24 ساعة والحظر جعلنا نعمل بنصف اليومية، حتي إن أصحاب الشركات التي نعمل بها لجأ معظمهم إلى تقليل العمالة خلال فترة الحظر، فأصبح العامل والسائق الذي كان يعمل لمدة 5 أو 6 أيام أسبوعيًا على الأقل يعمل 3 أيام فقط، ما أثر سلبا على الدخل اليومي ومستوي المعيشة فتحولنا من محدودي إلى معدومي الدخل".

أضاف محمد العريان، 60 سنه أنه جاء من النوبة بحثا عن العمل فوجد فرصة عمله الوحيدة بإحدي شركات الشحن والتفريغ ليعمل "عتال" يكسب قوته اليوم بيومه، لافتا إلى أنه في السابق كان يعمل طيلة الأسبوع وأحيانا أكثر من وردية، ولكن بعد الحظر وتدني الحالة الاقتصادية اقتصر عمله لأيام محدودة أسبوعيا ولوردية واحدة فقط، حتي إنه أصبح يضطر في الكثير من الأحيان للسفر مع السائق والتنقل بين المحافظات رغم كبر وتقدم عمره؛ لتحسين وضعه ودخله اليومي.

أما هشام مجدي، 57 سنة صاحب محل فأكد أنه اضطر للاقتراض من البنك لتحسين أوضاع المحل وبسبب ظروف البلد وخاصة الحظر اضطر للعمل لنصف اليوم فقط، ما تسبب في تراكم الديون عليه فقام بالعمل كسائق على سيارته لتوصيل البضاعة لعملائه بالمحافظات وذلك لتوفير العمالة لديه وتوفير رواتبهم.

أضاف أنه فوجئ بأنه مضطر لتغيير رخصة القيادة الخاصة به لتحويلها إلى مهنية بدلا من الخاصة، ووجد إجراءاتها تتكلف قرابة 3000 جنيه فاضطر للتخلي عن وظيفته كسائق.

وكانت للمقاهي نصيب الأسد في المتضررين من فرض حظر التجول، خاصة العاملين الذين أكدوا أن المتضرر الأول في ذلك هو العامل البسيط الذي أصبح يعمل 3 أيام فقط أسبوعيًا وإلا سيضطر صاحب العمل لتخفيف العمالة لأنه وفقا لحالة حظر التجول أصبحت المقاهي تعمل لنصف اليوم فقط، فيقول أحمد مندور 18 سنه عامل بأحد المقاهي بوسط القاهره بمنطقة باب الخلق: كنت قبل الحظر أحصل على يومية تقارب الـ 40 جنيها وأعمل 6 أيام في الأسبوع، أما الآن أصبحت أعمل 3 أيام فقط بنفس اليومية، ما يعني أن دخلي الأسبوعي تقلص للنصف.

وينضم لدائرة الأزمة عمال الطباعة، الذين اقتصر عملهم على طباعة البوسترات التي تواكب الأحداث السياسية المطروحة على الشارع يوميا، فيقول أحمد عبدالوهاب فني طباعة: في البداية كنا نقوم بطبع آلاف البوسترات للرئيس المعزول محمد مرسي والفريق أول عبدالفتاح السيسي، اليوم أصبحنا لا نطبع يوميا سوي قرابة الـ 100 بوستر لكلا الطرفين وتعود إلينا مرة أخري لانتهاء فاعليات اليوم.

وعن ارتفاع أسعار السلع وخاصة الخضر والفواكه، يقول حماد السوهاجي، صاحب محل لبيع الخضراوات والفواكه بباب اللوق: نضطر لرفع أسعار السلع فيقوم المواطن بشراء نصف متطلباته أو الأقل في بعض الأحيان، ما يصيب البضاعة بالركود والأزمة في النهاية تقع على كاهل "المواطن الغلبان".

تضيف حنان دسوقي، صاحبة محل بقالة: "رضينا بالهم"، مؤكدة أنه رغم ما نعاني منه من أزمة اقتصادية وتدني في مستويات المعيشة إلا أن الحكومة "لا بترحم ولا بتخلي رحمة ربنا تنزل"، حيث تقوم المحافظة بجمع المبالغ الشهرية لصالح عمال النظافة بحجة إزالة القمامة من الشارع ولكنها تكتفي بجمع الأموال فقط والقمامة تتراكم يوما بعد يوم.
الجريدة الرسمية