رئيس التحرير
عصام كامل

تقارير أمنية إسرائيلية: الجيش المصري الوحيد القادر على مواجهة إسرائيل بالمنطقة.. القدرات الأمنية المصرية تثير الإعجاب.. تل أبيب قلقة من إلغاء اتفاقية السلام.. القاهرة أدركت خطورة حماس على أمنها القومي

قوات من الجيش - صورة
قوات من الجيش - صورة أرشيفية

في ذروة القلق الإسرائيلي من احتمالات تعرض تل أبيب لرد سوري انتقامي على ضربة عسكرية أمريكية وانضمام حزب الله إلى الضربة، أقحمت الأجهزة الأمنية الجيش المصري في أجندة أبحاثها وراحت تقلل من أخطار سوريا و"حزب الله"، ونشرت ما سمّتها خريطة الأخطار التي تهددها في منطقة الشرق الأوسط.


وحرص الأمنيون الإسرائيليون الذين شاركوا في مؤتمر في هرتسليا، لبحث التطورات الأمنية في المنطقة، على إثارة ملف الجيش المصري، واعتبار أن العمليات التي ينفذها في سيناء تعكس قدراته العسكرية والأمنية ووصفوها بـ "المثيرة للإعجاب" وقالوا: "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها التصرف الحازم من الجانب المصري ضد الجماعات المسلحة في سيناء، وبغض النظر عن المصالح الإسرائيلية حول ذلك، فإن المصريين يدركون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ عام 2007 تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي المصري ونحن سعداء بهذا الردع، بحسب ما ذكر تقرير بصحيفة الحياة اللندنية اليوم".

وقال التقرير إن ما يجعل إسرائيل تتنفس الصعداء ما خلص إليه خبراء عسكريون في تلخيصهم للأوضاع الأمنية المحيطة بإسرائيل في المنطقة، مع انتهاء السنة العبرية، أن "الربيع العربي" الذي عصف بالمنطقة لم يبق أي جيش عربي نظامي يهدد إسرائيل وقادر على مواجهتها، سوى الجيش المصري الذي أثبت قدراته منذ عزله الرئيس محمد مرسي.

وبموجب هذا الاستخلاص، تكون خريطة الأخطار المحدقة بإسرائيل قد تعدلت مع بداية السنة العبرية، ففي حين انخفضت احتمالات اندلاع حرب بين جيوش نظامية، من الدول العربية المجاورة وبين الجيش الإسرائيلي، في شكل حاد، ارتفع عدد التنظيمات "الإرهابية" في الدول المجاورة باستمرار، كما تحسنت في شكل كبير القدرات القتالية لهذه التنظيمات القتالية وتحسن عتادها العسكري ووسائلها القتالية.

وعلى ضوء هذه التغييرات، تستخلص الأجهزة الأمنية أن هناك حاجة لإجراء تعديلات تتلاءم والتغييرات الجديدة، خاصة على صعيد بناء القوة العسكرية والتدريبات لمواجهة تهديدات لم يُعد جنود الجيش الإسرائيلي لها، إلى جانب الاستخبارات والتكنولوجيا.

أما الخريطة التي تضعها إسرائيل للأخطار المحدقة بها، فقال التقرير إنه بموجب تقدير إسرائيل للجيش المصري، فإنه الوحيد في المنطقة القادر على مواجهة الجيش الإسرائيلي في ميادين الـقتـال، ويـقول مـعدّو هـذه التقديرات إنه برغم الهزات السياسية التي تعصف بمصر في العامين الماضيين، فقد حرصت الجهات الأمنية في إسرائيل ومصر على توضيح أن العلاقات بين الجيشين جيدة، وأن الدولتين تعملان من خلال مصالح متشابهة في محاربة منظمات الإرهاب.

ويقوّم الإسرائيليون الجيش المصري بالقول إنه كان دائمًا يشكل تهديدًا حقيقيا لإسرائيل، وبعد اتفاقيات السلام مع مصر، ترك الجيش المصري عقيدة القتال السوفييتية وتبنى أسلوب القتال الغربي المتطور، وذلك بفضل المساعدات الأمريكية في الأساس، لكن اليوم تغير الوضع مع تجميد المساعدات الأمريكية في أعقاب الأحداث التي شهدتها مصر بعد عزل مرسي، وهو قرار عزز قوة الأصوات الداعية إلى إلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، ويكمن القلق الإسرائيلي إذا ما تحقق السيناريو الذي يتوقع فيه الإسرائيليون أن تؤدي خطوة كهذه إلى إلغاء اتفاقية السلام، عندها يصبح التخوف من أن توجه بنادق الجيش المصري إلى إسرائيل حقيقيا، وبما أنه القوة الأكبر القادرة على مواجهة إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه أمام تحد جديد لم يعتد عليه خلال السنوات الماضية.

أما سيناء، فهذه أيضًا تتربع على رأس خريطة الأخطار، فاليـوم وبعد أن استقرت فيها التنظيمات الجهادية مع غياب السيطرة الأمنية على هذه المنطقة المحاذية لإسرائيل جنوبًا، تتحدث تقارير الاستخبارات الإسرائيلية عـن تحول هـذه المنـطـقة إلى وكر للإرهابيين وسوق غنية بالأسلحة والوسائل القتالية المتطورة، التي تدفقت إليها من مختلف الدول، خاصة ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي.

وتقود التنظيمات الجهادية حربًا متواصلة ضد الجيش المصري، مما يكسبها المزيد من الخبرة والمهارات في زرع العبوات الناسفة، والتدرب على مختلف أنواع الأسلحة النارية، وإطلاق صواريخ "جراد"، في المقابل، استغل كبار الناشطين في حماس، الذين سبق أن تدربوا في إيران، صناعة الأنفاق لنقل الأسلحة والخبرة العسكرية إلى سيناء، مما زاد التعاون والتنسيق بين الطرفين – إرهابيو سيناء ونشطاء حماس.
الجريدة الرسمية