رئيس التحرير
عصام كامل

لأنه إخواني!


صيحات الاستنكار تتعالى في كل مكان .. لماذا تنادون بإقصاء الإخوان؟ أوليسوا من عامة الشعب المصري ؟ هل هي سياسة انتقامية من فصيل وطني؟!

هل يختلف أحد على أن تأهيل الفرد ليكون منتجاً وقادراً على العطاء يتطلب إرفاده بالعلوم والمعارف المُعينة على فهم تخصصه الذي سيعمل به، وإن أول متطلبات العمل هو تحلي الفرد بالولاء للمنظومة التي سيعمل فيها ومن أجلها؟ وهل الإخوان يدينون بالولاء لمصر؟

لقد برهن المتأسلمون – بكافة تنوعاتهم الوظيفية- على ولائهم ( للجماعة ) من خلال الممارسات الواضحة والتأهيل الفكري الممنهج الذي يؤهلهم لأداء مهام ( لمصلحة الجماعة) واضعين نصب أعينهم الولاء لقادتهم .. فالولاء ليس للوطن .

والآن نقول لأنه إخواني لا بد أن يستبعد من المنظومة الشرطية تماماً .. لماذا ؟ لأنه ثبت وبالأدلة القاطعة خيانة من أكثر من ضابط شرطة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:

- رئيس المباحث الذي أرسل رسالة تحذيرية للإرهابي عاصم عبد الماجد، وتمكن الأخير من الهرب بموجبها من قبضة الشرطة .

- الضابط الذي أرسل بمعلومات للإرهابيين بخط سير وزير الداخلية .

وأيضاً لأنه (طبيب) إخواني لا بد من المتابعة الدائمة والتدقيق في كل ما يصدر عنه .. والأمثلة أيضاً كثيرة ومفزعة .. في وقائع أغرب من الخيال تخلى فيها أطباء عن الإنسانية وحنثوا بالقسم منها الطبيب الذي انهال على ضابط شرطة بطفاية حريق ولم يتركه إلا جثة هامدة حينما عرف هويته .. والطبيب الذي حرض طالبا على إلقاء قنبلة وسط تجمعات لمواطنين بالمنصورة خلال جمعة الحسم التي دعا لها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي..
والأطباء الذين شاركوا في تعذيب المواطنين بل لم يتورعوا عن تعذيب رجال شرطة في حادثة هي الأغرب على الإطلاق لأنها تؤكد على شعورهم بأنهم الأقوى والأشد نفوذاً.. وبالتالي فهم لا يتورعون عن عمل أى شيء بلا خوف من رادع أو عقاب . 

أيضاً لأنه إخواني فاحذروه حينما يتولى مهمة تعليم أولادكم .. لماذا؟ لأن الجماعة قد عمدت إلى تطويع الجانب الديني باستخدام هذا الكم الهائل من الروايات الحديثية – صحيحها وسقيمها – لصالح تثبيت وجودها في الحكم ولصالح تصوير الآخر على أنه عدو الله والدين.. وعندما تُختزل الهوية في كونها مجرد النقيض للآخر الذي يهددها فهذا فكر عنصري أو عرقي.. وبالتالي هو مُنتجٌ بالضرورة للإقصاء .

وقد رأينا المدرس الإخواني الذي ضرب الطلبة ووصف المسيحيين بالكفرة.. وبغض النظر عن الممارسات التعليمية التي سينتهجها هذا المعلم وغيره في دس السم بالعسل .. هناك ممارسات أخرى فجة حدثت وقرأناها وسمعنا عنها .. مثل المعلمة التي قصت شعر طالبتين في المرحلة الابتدائية رفضتا الانصياع لأوامرها بارتداء الحجاب!!

ولأنه إخواني فهو يفتي بما يزعزع الأمن المجتمعي .. وبغض النظر عن فتاوى الكبار أمثال مفتي قطر ومن هم دونه؛ فقد رأينا من يفتى للمرأة بجواز الامتناع عن زوجها إذا كان من معارضي مرسي !!

أما عن الإعلامي الإخواني فحدث ولا حرج .. وقد انتبه الوليد بن طلال لهذه الظاهرة وقام بفصل "السويدان" لأنه وجد أن توجهاته الحزبية تغلب على رسالته الإعلامية .. فالإخواني يرى دائماً المجتمع إما معه أو ضده فهو عدوه .

إن عبارة "إما أَو" هي خلاصة فلسفة الإقصاء الإخوانية وهي نفي للمشاركة، وهم الذين ابتدعوها فليكتووا بنارها .. فهم الذين أدمنوها بتراكم ما يعتقدون أنه استحقاقات دخول مندوبهم قصر الرئاسة والشعور بالسيادة، لهذا فالإقصاء من صميم ثقافتهم المنعزلة، ولا يريدون حتى مجرد التذكير به لأنه يوقظ وعياً لمن تم إقصاؤهم، ونبذهم، وبالتالي صدر قرار حذفهم هم من المعادلة المصرية.

الجريدة الرسمية