الصحف العربية: النظام السوري تجاوز الخطوط الحمراء.. الأسد يحذر من الهجوم على سوريا.. بشار ينتظر قرار العرب.. دول التحالف البوليفاري تعارض ضرب دمشق.. إسرائيل تتوسع في بناء المستوطنات
توجهت أنظار العالم إلى الحرب المرتقبة في سوريا، وإلى جولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في أوربا، ولقاءاته أمس بوزراء الخارجية العرب؛ للتوافق حول تحديد مصير سوريا.. وبدورها سلطت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الاثنين الضوء على هذه الأحداث.
البداية مع "الشرق الأوسط"، والتي رأت أن الرئيس السوري بشار الأسد استبق انطلاق نقاشات الكونغرس الأمريكي المرتقبة اليوم بشأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا، وخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الشأن نفسه غدا، بالتحذير من أن أي ضربة ستقلب موازين القوى في المنطقة، والزعم بأن لا صلة لنظامه بالهجوم الكيماوي الذي ضرب ريف دمشق الشهر الماضي وأودى بحياة المئات.
ونفى الأسد لشبكة «سي بي إس» الأمريكية أن يكون النظام السوري مسئولا عن الهجوم الكيماوي. ونقل المراسل تشارلي روز الذي أجرى المقابلة التي ستبث مساء اليوم أن «الأمر الأكثر أهمية الذي قاله "الأسد" أنه: لا وجود لدليل على استخدامي أسلحة كيماوية ضد شعبي».
إلى صحيفة "الخليج"الإماراتية، حيث نقلت عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي اجتمع في باريس، أمس، مع وزراء عدد من الدول العربية، تأكيده على وجود إجماع على أن الرئيس بشار الأسد تجاوز "خطا أحمر" باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وقال إن السعودية التي حضر وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل الاجتماع، وقعت الدعوة التي أطلقتها 12 من دول مجموعة العشرين لتوجيه "رد قوي" على استخدام الأسلحة الكيماوية، موضحا أن دولًا عربية أخرى ستعلن موقفها خلال 24 ساعة. وأعلن وزير الخارجية القطري خالد العطية الذي شارك كيري في التصريحات، أن بلاده تدعم إعلان الدول الـ 12 في مجموعة العشرين.
وبدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "لسنا بحاجة ماديًا وعسكريًا لتعهد كل الدول، معظم هذه الدول ليس لديها الوسائل للقيام بذلك، إنه دعم سياسي"، وأضاف "إذا أردنا حلًا سياسيًا يجب أن يكون هناك عقاب وردع لنظام الأسد"، فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الوضع "سيكون مقلقًا إذا قررت مختلف برلمانات العالم" أنه يجب عدم التدخل، معتبرا أن "مخاطر عدم القيام بشيء أكبر من مخاطر التحرك".
كما أدانت الدول التسع الأعضاء في التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا "ألبا" التكتل الإقليمي الأمريكي اللاتيني الذي أسسته فنزويلا وكوبا، "بشدة" احتمال تدخل عسكري في سوريا وأعلنت إرسال مساعدات إنسانية إلى اللاجئين السوريين في لبنان، وطلبت من الولايات المتحدة "الامتناع عن القيام بأي اعتداء عسكري أو تهديد باستعمال القوة ضد الشعب والحكومة" في سوريا، واتهمت واشنطن باللجوء إلى الاستراتيجية التي استخدمتها في ليبيا والعراق ومصر.
إلى صحيفة الوطن السعودية التي أشارت إلى أن المجتمع الدولي يترقب بحذر بداية الضربة الأمريكية لسوريا ردا على استخدام السلاح الكيماوي، إذ أصبح في حكم المؤكد تقريبا أن حكومة الولايات المتحدة اتخذت قرار الضربة وحددت الأهداف والخط الزمني. ومع ذلك تبقى أمور جانبية يجب أخذها في الحسبان في حال حدوث هذه الضربة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأمور تتمثل في عده قضايا الأولى هي احتمال استغلال الكيان الإسرائيلي انشغال العالم بما يحدث في سوريا، ليقوم بإجراءات استيطانية واسعة في الأراضي المحتلة، بل وربما تهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى خارج الأراضي المحتلة تمهيدا لضمها بشكل نهائي إلى إسرائيل، في إطار خطة ترحيل خارج فلسطين يعمل على وضعها اليمين الإسرائيلي منذ زمن بانتظار اللحظة المناسبة لتنفيذها.
وأوضحت أنه ومن ناحية أخرى، حتى لو نجحت الولايات المتحدة في تضييق أفق الضربة ومنع اتساعها، فإن إضعاف القوة العسكرية للنظام السوري ستؤدي إلى حدوث فراغ أمني وسياسي في البلد تكون له تداعيات خطيرة. فهناك مخاوف جدية بأن يؤدي ذلك إلى مذابح انتقامية في مناطق متعددة من سوريا بحيث يحاول البعض تسوية حساباتهم الشخصية في ظل الفوضى الأمنية التي قد تنجم عن الضربة. مثل هذه الفوضى قد تقود، في حال اتساعها إلى تطهير عرقي لبعض المناطق وربما إلى تقسيم للبلد إذا لم يتم التعامل معها ومنعها بشكل فوري.
ورأت الصحيفة أن الضربة الأمريكية لسوريا، قد توفر فرصة تاريخية لإحداث تغيير حقيقي على الأرض إذا تم تنفيذها والإعداد لها بشكل مثالي. بمجرد بدء الضربة، يتوقع المراقبون أن تستغل الفصائل المسلحة ذلك لتحقيق تقدم في مناطق متعددة، خاصة في العاصمة دمشق. وربما يوفر ذلك ظروفا أفضل للوصول إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار والانتقال إلى مرحلة التفاوض في جنيف 2 لتجنب إدخال البلد في مرحلة الفوضى، أو إسقاط النظام الدموي وإنهاء جبروته.