رئيس التحرير
عصام كامل

ربنا يُعينك على دينك !


"متشكرين يا عم ... إنت ما تعرفش إحنا بنتعب علشان نحميك قد إيه... إذا كان ده دينك فربنا يعينك عليه"، بهذه الكلمات القليلة الناجزة عبَّر أحد رجال الشرطة عن حزنه تجاه الإرهاب الذي استهدف رِكاب وزير الداخلية، كان القائل على سرير المرض ضمن حرس الوزير المصابين والجروح والإصابات قد أحاطت وجهه وجسده بشكل ملحوظ، وخرجت الكلمات بأسلوب أدمى العيون الراصدة الرافضة لكل ما غزا مصر مؤخراً من إرهاب وقتل وعنف لهذا الشعب الجميل البسيط وهذه المُنشآت المُقامة بأموال الفقراء قبل الأغنياء، وكأنه لا يبغي التحدث عن واقعته فقط، وإنما عن عموم المسألة والمبدأ.


ما كل هذا الغل في التعامل مع الشعب من قِبل هؤلاء الإرهابيين الرافضين، وكل هذا التحريض من قِبل بعض أُناس كنا نسميهم دعاة إسلام وسلام ونهضة ويتخذون من السلفية كُنية لهم! وهم الذين أفهمنا بعضهم منذ سنين وفسروا لنا قول الحق عز وجل في سورة آل عمران: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾، وفي سورة طه: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾، وفي الحديث القدسي: (إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي) ... ما هذه الغلظة والتشفِّي والعنف في مواجهة أخواتهم وأبنائهم من هذا الشعب الذين هم مطحونون مثلهم ... مكتوون بنار الظلم مثلهم لسنين طويلة مضت ... ويلتحفون بنفس الفقر وذات الأمراض وخلافه ... غلظة غلفها الغدر والنذالة والخيانة.

وأكثر ما يستفذني في هذا أن أرى الأحزاب الناسبة نفسها للإسلام - والتي عادت تطفو على الساحة خلال الأيام الماضية بفضل ميوعة النظام المؤقت الحاكم ورجاله وعجزه عن اتخاذ مواقف وإجراءات حاسمة تجاه الواقع الحادث!-  أن تُقابل هذه الحوادث ببيانات شجب واعتراض من قِبلهم، وكأن الأمر لا يعنيهم إلا من خلال الأوراق الرافضة التي تُرفع إلى الجهات الإعلامية والسياسية لا أكثر! وكأن سكوتهم منذ البدايات الثورية ما كان سبباً فيما آلت إليه البلاد والعباد، أو على الأقل عنصرا فيه! بل وتخرج بعض التظاهرات الإخوانية وأنصارهم يوم الجمعة لتتوعد وزير الداخلية من جديد، غير عابئين بالخسائر البشرية الناجمة عن تلك العملية الإرهابية!

لقد كنتُ من الداعين إلى التريث في استخدام القوة في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حرصاً على حياة آلاف من أهل مصر المُغيَّبين أو المحتاجين القابعين هناك، العُزَّل من السلاح وسط القيادات والمحرضين والمسلَّحين، وأن تعاملنا معهم كان يقتضي التحلي بأحكام الإسلام وتعاليمه حرصاً علي أرواح الأبرياء منهم، ولنُريهم الفرق بين إسلامنا وإسلام من حولهم من الدعاة والقيادات، وعلى أساس أن البقية المحرضة والإرهابية ينبغي محاولة القبض على أكثرهم قبل فض الاعتصاميْن، خشية من انتشار إرهابهم وجرائمهم في ربوع البلاد! وأنني الآن أطالب القيادات الشرطية بالضرب بيد من حديد على هذه المجاميع الإرهابية التي تستبيح الأرواح والممتلكات المصرية، وتعيث في شعب مصر ترهيباً ودماءً ...!


Poetgomaa@gmail.com
الجريدة الرسمية