رئيس التحرير
عصام كامل

رموز الخيانة فى سوريا


ما نطق به أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض بالمطالبة بدعم عربي للعملية العسكرية الدولية المرتقبة ضد النظام السوري، هو عمل أشبه بالكفر لأن أي عمل عسكري ضد سوريا لن يكون موجها ضد النظام بقدر ما سوف يدفع ثمنه الشعب السوري وسوريا نفسها كوطن.


والجربا، ما هو إلا نموذج من نماذج الطابور الخامس الذي يعيش ويحمل داخله هدفا بالطبع ليس هدفا خاصا به ولكنه منفذ لما يملي عليه، فهو أشبه بعلماء الغرب الذين جاءوا خلف دبابات الأمريكان إلى أرض العراق فتحولت من دولة كان من الممكن أن تتخلص بنفسها من حكم صدام حسين بسواعد شعبها ولكنهم جاءوا بالأمريكان ليحلوا محل النظام وليفككوها ويجزئوها ويحولوها إلى مجرد دويلات وحتي يسهل للاستعمار السيطرة عليها جاءت كلمات الجربا لتكرر ما قاله سلفه في الخيانة "ادعموا العملية العسكرية ضد النظام المجرم واتركوا بعدها مهمة تطهير سوريا إلى الجيش السوري الحر".

وباعتباره البديل الجاهز بينما هو لعب في يد الخارج لتحقيق هدف واحد هو تفكيك الدولة لأن الجيش الحر أو المعارضة والتي دائما ما تجعل الخارج قبلتها لن تتواني في تنفيذ ما يطلب منها. 

والأهداف الخارجية تجاه كل الدول العربية لا تقدم وتدعم إلا لتحقيق أهداف عدة، هي إضعاف العالم العربي بتحويل دولة إلى دويلات وطوائف حتي يسهل القضاء عليها من خلال صراعات قبلية وطائفية..

وهي نفس خطة التفكيك التي تمت على يد الحروب الصليبية. ويساهم في تنفيذ مخطط الغرب حالة الفشل من جانب الأنظمة التي تتسم بالديكتاتورية في إصلاح الأوضاع المعيشية لشعوبها بينما الحريات تمت مصادرتها لصالح أمن النظام وتأمينه وليس أمن تلك الدول، فتحول النسيج الرخو لدي المجتمعات إلى قوة هائلة تنقض على أنظمتها لتسقطها في بعض الدول أما البعض الآخر والذي استخدم القوة بإفراط في ردع الخروج عليه فكان الغرب أسرع إلى الدعم المادي والعسكري ليس للتكتلات الشعبية ضد أنظمتها ولكن ضد الدولة وكيانها نفسه.

فالدعم العسكري والمعنوي يقدم بكلتا اليدين، فإحداها تمتد للتنظيمات القبلية والمجتمعية المتفككة واليد الأخري للنظام حتي تكون النهاية للدولة وليس للأنظمة فقط.. وعلينا أن نتدبر ما حدث للدول التي تم التدخل فيها عسكريا من العراق وليبيا، فالأولي تفككت إلى كيانات والثانية تعيش فوق صفيح ساخن تحاول أن ينفرط عقدها إلى كيانات مفككة..

بينما سبق الأخيرة السودان والذي عاش تحت النزاعات القبلية والتمرد في الجنوب لما يزيد على 5 عقود من الزمن مدعومة بتدخلات ودعم خارجي لينهي الدولة إلى شمال وجنوب ويسعي الغرب وبتدخله مستعينا بغباء النظام الحاكم ليحيل الشمال إلى دولتين وليستمر مسلسل التفكيك.

والخوف كل الخوف أن سوريا تسير على نفس خطي الدول التي سبقتها وتفككت لتلقي نفس المصير تحت مزاعم التحرر من النظام الديكتاتوري ثم حق التحرر وتقرير المصير، بينما العالم العربي مشغول كله بنفسه ويعيش على وهم أن الخطر بعيد عنه، لكن هنا ينطبق المثل القائل أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
الجريدة الرسمية