نهاية العجرفة الغربية
صبيحة يوم الخميس 29 أغسطس 2013، كان الجميع يحبسون أنفاسهم انتظارا لبدء العدوان الأنجلوساكسوني على سوريا وكان أن مر اليوم دون حدوث شيء.
لم يتمكن رأس الأفعى البريطاني من تمرير قرار شن الحرب في البرلمان، حيث رفض مجلس العموم القرار لأول مرة في تاريخ الإمبراطورية الاستعمارية المتداعية ومنذ قرنين ونصف القرن من الزمان.
في نفس الوقت، وجد أوباما نفسه مضطرا للتراجع التكتيكي بحثا عن مخرج من الورطة التي وضع نفسه فيها عندما أعلن بوضوح عن نيته شن الحرب على سوريا وما أدت إليه من التحذير من هجمات مضادة من بينها وقف صادرات النفط عبر الخليج أو استهداف الكيان الصهيوني صاروخيا وغيرها من ردات الفعل التي ستحول المنطقة برمتها وربما العالم بأسره إلى برميل من البارود المتفجر الذي لن يبقي ولن يذر.
وبعد أن أعلن أوباما قراره بشن الحرب إذا به يتحدث عن خوفه من توقف إمدادات النفط وقلقه على الاستقرار العالمي وكأن توابع قيامه بهذا العدوان الأخرق لم تكن معلومة له ولا لحلفائه الحمقى وكأنه كان يفترض أن من سيطلق عليهم صواريخه هم شعوب من النعاج التي سترحب بالذبح بأيدى السيد الأسود للبيت الأبيض!!
في سوريا إذًا يتدحرج النظام العالمي ذو القطب الأوحد القادر على فرض إرادته وإملاء رغباته على دول العالم الثالث التي لا تملك حق دحض ما يوجه إليها من اتهامات ولا مواجهة ما يشن عليه من اعتداءات نحو الهاوية.
ها هي الولايات المتحدة التي أصدرت سلسلة من القرارات عبر مجلس الأمن الدولي منحتها تفويضا مطلقا باتخاذ ما يحلو لها من إجراءات ضد العراق، ثم شنت قبل عامين حربا على ليبيا لإسقاط نظام القذافي بقرار منفرد اتخذه حلف الناتو، تواجه الآن معضلة البحث عن حلفاء يقومون بتغطية عملية البلطجة والعربدة التي تريد القيام بها ضد سوريا.
الآن بدا واضحا أن الحرب على سوريا التي امتدت لعامين ونصف العام لم يكن لها من مبرر سوى إجبار النظام السوري على الانصياع الكامل للهيمنة الغربية والرضوخ المطلق للإملاءات الأمريكية وضمان الأمن التام للكيان الصهيوني.
سواء فشل العدوان قبل أن يبدأ أم أنه سيفشل حتما بعد بدئه فالصورة الراهنة تبشر بسقوط الهيمنة الأمريكية المطلقة وقرب امتلاك الشعوب العربية والمسلمة لكامل قرارها السياسي شريطة امتلاكها إرادة المقاومة والمواجهة وهو ما أظهرته المحنة السورية التي ربما كانت خيرا حسبناه شرا لنا.