الصلح شر يا زياد
سمعنا زياد بهاء الدين، أو بهاء زياد الدين، الله أعلم، ولكنهم يقولون إنه نائب رئيس وزراء مصر الذين يتم الاعتداء عليهم ليل نهار من الإخوان، هذا الأخ اقترح أن نتصالح مع الإخوان الذين لم يطلبوا ذلك، ولذلك ليس لي إلا أن أقول أيتها السياسة كم من الجرائم ترتكب باسمك.
عفوا: أيتها الوزارة كم من الجرائم ترتكب باسمك، الأخ زياد، أو بهاء الذي جاء محمولا على الاقتصاد تحدث في شئون السياسة وهو فيها مثل العبد لله في علوم الكيمياء الحيوية، لذلك فهو لا يعرف المعادلات السياسية، ولم يفهم أن الركائز المنهجية للإخوان تتأبى على الصلح والانخراط في الوطن، وإلا لكانوا فعلوها ـ من باب أولى ـ وهم في الحكم.
أما عن موقفهم من الوطن، فليس خافيا علينا أن مخاوفنا قد تصاعدت إلى عنان السماء عندما اصطدمنا بعبارة المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف القبيحة حينما تحدث بصوته الفظ المبحوح قائلا: طظ في مصر، لا شك أن العبارة كانت صادمة لنا ولكنها في ذات الوقت لم تكن مستغربة من الجماعة، فلم تستنكرها أو تبررها وكأن مصر لا تعنيها من قريب أو بعيد، وبعد أن قال «عاكف» ممثل الجماعة وصوتها الرسمي المعبر عن أفكارها عبارته هذه أردفها بعبارة أخرى هي «نحن كإخوان نقبل أن يحكمنا مسلم من أي بلد في العالم ولو كان من ماليزيا» كانت هذه العبارة متعددة المعاني.
فمنها ومن سياقها نعرف أن الجماعة لا تمانع من أن تحتل مصر دولة أخرى طالما كانت دولة مسلمة متفقة مع الإخوان في المنهج والمرجعية، فلا قيمة للوطن، ولا أهمية للمواطنة، وليس لدى الجماعة وفقا لعبارة مرشدها ما يمنعها من التخلي عن أجزاء من الوطن لكي يتم ضمها لدولة أخرى.
أما عن نظرتهم للفصائل السياسية الأخرى المختلفة معهم ورؤيتهم للديمقراطية؛ فمن خلال أدبياتهم أحكي لكم؛ فحسن البنا الذي أقام بناء هذه الجماعة لا يرى خيرا في أي فصيل أو حزب، كلهم أعداء الله، وتفرق الأمة في العمل السياسي من خلال أحزاب يحمل كل حزب فكرة هي الشر نفسه.
أما الخير فهو أن تتوحد الأمة كلها تحت راية الإخوان، كتب البنا هذا الكلام في إحدى رسائله التي تمثل الراية الفكرية والعقائدية للجماعة، وفيها قال:( إن الإخوان يعتقدون من قرارة نفوسهم أن مصر لا يصلحها ولا ينقذها إلا أن تنحل هذه الأحزاب كلها، وتتألف هيئة وطنية عامة تقود الأمة إلى الفوز وفق تعاليم القرآن الكريم، إن الإخوان المسلمين يعتقدون عقم فكرة الائتلاف بين الأحزاب، ويعتقدون أنها مسكن لا علاج، وسرعان ما ينقض المؤتلفون بعضهم على بعض، فتعود الحرب بينهم جذعة على أشد ما كانت عليه قبل الائتلاف، والعلاج الحاسم الناجح أن تزول هذه الأحزاب، وبعد هذا كله أعتقد أيها السادة أن الإسلام الذي هو دين الوحدة في كل شيء، لا يقر نظام الحزبية ولا يرضاه ولا يوافق عليه! أيها الإخوان لقد آن أن ترتفع الأصوات بالقضاء على نظام الحزبية في مصر، وأن تستبدل به نظام تجتمع به الكلمة وتتوحد به جهود الأمة).
هذا هو المنهج الرئيسي الذي تقوم عليه الفكرة الإخوانية، الإخوان فقط ولا أحد غيرهم، فكيف نتصالح مع هذا التنظيم الذي أصيب بمرض التوحد النفسي؟ صح النوم يا أستاذ زياد، عفوا، يا أستاذ بهاء.