رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: السوريون ينتظرون الموت بسبب الهجوم الأمريكي الوشيك.. روسيا تعزز قواتها والصين تتبنى"المقايضة" في الأزمة السورية.. ذاكرة العراق سبب رفض البرلمانات الأوربية ضرب دمشق

الصحف الأجنبية -
الصحف الأجنبية - صورة ارشيفية

احتل الشأن السوري افتتاحيات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم السبت وتداعيات توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

اهتمت صحيفة «الجارديان» البريطانية، بالوضع الإنساني للأزمة السورية، وتهديدات الغرب بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى استعدادات دمشق من الضربة المحتملة من القوى الغربية التي تتبناها الولايات المتحدة، ضد نظام الرئيس بشار الأسد، كضربة عقابية لاستخدام الأسد الأسلحة الكيميائية يوم 21 أغسطس الماضي ضد المدنيين الأبرياء، وراح ضحية الهجوم الكيميائي ما يقارب من 1500 شخص.

وأوضحت الصحيفة، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستوجه ضربتها ضد المنشآت ومبان خاصة، وما يتعلق بقوة الأسد من قوات جوية دفاعية ولن تتوجه لساحة المعارك بين المعارضة والقوات النظامية.

ولفتت الصحيفة، إلى الشيخ أبو عيسي وهو في السبعين من عمره يحمل السلاح مستعدا لمواجهة الضربات الأمريكية وهجمات المعارضة المسلحة الذين سيغتنمون فرصة الهجوم الأمريكي على العاصمة ويشنون هجمات قاتلة ضدهم.

وأضافت الصحيفة، أن العائلات السورية تعيش في رعب وذعر للهجوم الأمريكي الوشيك وبعض العائلات تركت منازلها خوفا من قذف منازلها، ويبقون ليلا في حديقة عامة بجوار مبني حكومي، وهناك بعض التقارير التي تؤكد على بدء حفر أنفاق ومخابئ حول منشآت حكومية وعسكرية حساسة، وأخبار أخرى عن إخفاء طائرات ومدرعات حتى لا تطولها ضربات صواريخ الدول الغربية.

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن روسيا قامت بتعزيز قوتها بكلمة "لا " للحرب على سوريا في قمة العشرين التي عقدت في مدينة سان بطرسبورج بروسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة السورية كانت دائرة النقاش في قمة العشرين على الرغم من أنها لم تكن مدرجة على قائمة جدول القمة، ولم يتوصل إلى أمر واضح تجاه سوريا، ولم تتفق الدول المجتمعة على قرار موحد تجاه الحرب الأهلية السورية.

ورأت الصحيفة أن القمة فشلت بخروج اتفاق حول القضية السورية على الرغم من تقارب وجهات النظر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما. 

وأكدت أن القمة كشفت عن توازن القوى العالمية اليوم، إذ أيدت فرنسا موقف أوباما في توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، في حين تبنت الصين موقفا موحدا رافضا توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري وأعلنت نشر قواتها الحربية في مياه البحر المتوسط تحسبا لأي هجوم على سوريا لم يقره مجلس الأمن الدولى.

وأضافت الصحيفة أن قمة العشرين أوضحت صورة الصين في تبنيها منهج المقايضة حتي لا تخاطر بمصالحها الاقتصادية، وأكدت القمة أيضا على قوة روسيا في المسرح الدولي وكشفت عن ضعف وعجز أوربا في التصرف بمفردها بدون تأييد ودعم كامل للمخططات التي ترغب الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية في تحقيقها.



أكد مسئول أمريكي لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الضربة العسكرية ضد سوريا التي تخطط لها الولايات المتحدة لن تغير جذريا التوازن العسكري في سوريا ومن المرجح أن تعقبها حرب استنزاف طويلة بين النظام السوري للرئيس بشار الأسد والثوار السوريين.

وأشار مسئول رفيع المستوي بوزارة الخارجية الأمريكية الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أنه سافر لحضور اجتماع وزراء الخارجية للاتحاد الأوربي مع وزير الخارجية جون كيري لمناقشة شئون الشرق الأوسط ولم يتوقع الاجتماع أن الضربة ستغير أرض الواقع، وسيتحول الأمر في سوريا إلى حرب استنزاف بين القوات النظامية والثورية وسوف يستمر تراجع قوات الأسد.

وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تشهدا حاليا جدلا حول الضرر الذي يمكن أن يتسببه التدخل الأمريكي في سوريا إذا وافق الكونجرس لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري لاستخدام القوات النظامية السلاح الكيماوي ضد المدنيين، ليكون رادعا عقابيا لقوات الأسد لاستخدامها الأسلحة الكيميائية في أي هجمات بالمستقبل، في حين ترغب واشنطن في هجمات محدودة ولكن حلفاءها المؤيدين للحرب يرغبون بهجمات تقضي على نظام الأسد في البلاد.

اتهمت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنها تخدم مصالح الإسلاميين المتشددين، وهذا ما أكدته سياسته في الفترة الأخيرة تجاه موقفه إزاء مصر وليبيا ورغبته الآن في توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومات في كل من مصر وليبيا وسوريا هي حكومات علمانية ولكن بعد التدخل الأمريكي فإن الدول الثلاث سيحكمها بعد وقت قريب المتطرفون الإسلاميون، موضحة أن جماعة الإخوان طرف قوي سياسيا في الدول العربية وسعت للحكم في مصر وتونس وليبيا والآن سوريا وبسبب تدعيات الإجراءات لإدارة أوباما مكنت من قبل الإخوان في حكم مصر ولقد أشار من قبل أوباما والسيناتور جون ماكين أن الإخوان جماعة معتدلة ينفي ذلك شعارهم بأن الجهاد طريقهم والموت في سبيل الله أمس تطلعاتهم.

وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية نجحت في الإطاحة بالقادة العلمانيين لكل من مصر وليبيا في ثورة عام 2011 وكان قادتهما من أقوي القوى العلمانية في المنطقة وكانوا أيضا حلفاء استراتيجيين لأمريكا منذ عقود طويلة.

وقالت الصحيفة إن وضع مصر وليبيا بعد التدخل الأمريكي أصبحا أسوأ عما ما كانوا عليه في عهد حسني مبارك ومعمر القذافي حيث كانت تعلم واشنطن جيدا أن الحكام العرب لا يهتمون برفاهية مواطنيهم وأيضا في سوريا لعقود ولكن بدأت تغير استراتيجيتها وتمكن الإسلاميون المتطرفون من الحكم ويصبح الوضع أسوأ ما كانت عليه البلاد من قبل.

وعلي الرغم من الإخفاقات الأمريكية الواضحة في قررها بعد الإطاحة بمبارك الذي كان حليف السلام الرئيسي لها في معاهدة السلام مع إسرائيل إلا أن أوباما دعي لتغير نظامه وجاء الإخوان للحكم وكانت تعلم الإدارة الأمريكية جيدا أن الإخوان سيسعون لخرق معاهدة السلام لو وصلوا إلى السلطة، إلا أنها الآن تعيد السيناريو بشكل أكبر وتصر على ضرب سوريا على الرغم معارضة المجتمع الدولي في دخولها بالحرب الأهلية السورية.

قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن المجتمعات الغربية أصبحت أكثر تحفظا على استخدام القوة العسكرية أكثر مما كانت عليه وأصبحت أكثر تشكيكا في فاعلية مما يسمي بالضربات الجراحية، بعد الإخفاق في الحروب السابقة في العراق وأفغانستان.

وأشارت الصحيفة إلى إخفاق الحكومات الغربية في إقناع برلماناتها بضرورة استخدام القوة العسكرية في سوريا، لأن ذاكرة الحرب على العراق والغضب الذي تثيره الحرب عموما في المجتمع هو الذي جعل الحكومة البريطانية تهزم في مجلس العموم بخصوص استخدام القوة العسكرية في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن الحكومتين الأمريكية والفرنسية واجهتا صعوبات مماثلة أمام البرلمان لإقناع الهيئة التشريعية بتوجيه ضربة إلى سوريا وخاصة أن تقليص ميزانيات الدفاع للدول الغربية جعل جيوشها غير قادرة على إنجاز المهام التي تطلب منها وتتناقص إمكانياتها باستمرار.

ولفتت الصحيفة إلى أن نظرة العالم الغربي للجندي اختلفت عن الوقت الماضي فأصبح الأوربيون غير راغبين في الانخراط في الجيش مما جعل أعداد الجيش في تناقص يوما بعد يوم.
الجريدة الرسمية