رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم سوريا.. ومصر أيضا


يشعر المصريون بالقلق البالغ إزاء اتجاه الغرب الأوربي الأمريكي إلى ضرب سوريا بدعوى تأديب النظام السوري وتكسيح القوات السورية بتفويض منحته لهم القوة العسكرية المطلقة.. لا يحتاج المصريون إلى سبب لكي يتألموا أو يحتجوا أو يلطموا على الخراب الذي حل وسوف يحل بدولة شقيقة رفيقة معركة التحرير في 6 أكتوبر..


الألم الحقيقي له سببان جوهريان، يجعلان القلق مجرد واجهة لخوف شامل يمكن تحويله لطاقة غضب واستنكار هائلة.. السبب الأول أنه جرى تطويع المشاعر الوطنية المصرية في اتجاه معاد لسوريا بشار.. واتجهت اﻵلة الإخوانية وقت حكم مصر إلى تسخير الدعاية لمناصرة الثوار والمقاتلين الأحرار.. بعد وقت ظهر جليا أن تنظيم القاعدة هناك.. والإخوان هناك.. والأتراك هناك.. والإسرائيليون واﻷمريكان.. وحتى طالبان هناك!

طبعا ما يسمى بالنخبة المصرية الخائبة ضمت صفوفها وأصواتها إلى المجهود الحربي الإخواني الأمريكاني الطالباني (تأملوا التركيبة العجيبة المتنافرة) ومضت هذه النخبة الغبية في ترويج وتأجيج شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، حصان طروادة العصر، والتبس الوضع على الناس حتى بدأت معالم الحقيقة وهي أن سوريا تتعرض لذات المؤامرة التي تتعرض لها مصر من العملاء والخونة وأن بشار الدكتاتور، يدافع عن وحدة وسلامة الأراضي السورية.. السبب الثاني وراء الألم المصري والقلق، أن دروس التاريخ معادلات في الحكمة والدلالة.. ضرب سوريا يتبعه ضرب مصر.. الدفاع عن مصر يبدأ بالدفاع عن سوريا..

لكن مصر اليوم مطحونة بالعدو الداخلي المتآمر مع العدو ذاته المتحفز لسوريا.. مصر تقاوم وتنتصر وتهزم المخطط القذر الهادف لإعادة تقسيم المنطقة دويلات وكانتونات متحاربة.. يالسفاهة أحلام الخونة.. نحارب في الداخل إرهابا يتمسح في الدين ويتحالف مع قوم يعتبرهم كفارا وهم بدورهم يعتبرونهم مجرد كلاب خائنة نجسة لا تؤتمن.. أوائل القرون تتكرر.. والتاريخ دوار.. نخوض معارك التحرير من أول وجديد تحت قيادة ناصر جديد.. سنهزم التتار الجدد.. على سماسرة الغباء السياسي في مصر رفع أيديهم الآن وفورا عن العقل المصري وأن يلزموا جحور الحسرة أو يلوذ البعض بمكاتب التشغيل الأجنبية لتخريب الدول.
نقلا عن جريدة فيتو
الجريدة الرسمية