"النهار": واشنطن أبلغت بيروت عدم استخدام أجوائها في ضرب سوريا
ذكرت صحيفة (النهار) اللبنانية أن السفير الأمريكي الجديد في بيروت ديفيد هيل أبلغ رئيس الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال نجيب ميقاتي ، رسميا قرار الولايات المتحدة بتحييد لبنان عن تداعيات الضربة المحتملة لسوريا وأن الأجواء اللبنانية لن تستعمل تالياً في هذه الضربة منعا لأي ارتدادات على الساحة اللبنانية.
وأكد السفير الأمريكي - خلال أول لقاء مع رئيس الحكومة - أن نظام الأسد يجب أن يحاسب على هجومه الوحشي بالأسلحة الكيميائية على شعبه ، لكنه شدّد على عزل لبنان عن أي مضاعفات تتعلق بالرد على الهجوم الكيميائي والحفاظ على سياسة النأي بالنفس اللبنانية باعتبارها السياسة الصحيحة لاستقرار لبنان والمنطقة.
وأشار السفير إلى "أن فريقا واحدا في لبنان هو حزب الله يواصل انتهاك هذه السياسة بشكل صارخ ، مما يضاعف التحديات التي تواجه لبنان".
ونقلت صحيفة (النهار) عن مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية باشرت اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية حول مقار عدد من البعثات الدبلوماسية تحسبا لأي استهدافات محتملة لها وخصوصا في ظل تهديدات وجهت إلى بعض منها لاسيما البعثة الأمريكية وبعثات أوروبية.
واستأثر هذا الموضوع بجانب مهم من مناقشات المجلس الأعلى للدفاع أمس بعد عرض تفصيلي للوضع الأمني في ظل الاحتمالات التي ترتبها انعكاسات ضربة لسوريا.
وفي خطوة وقائية تحسبا لأي اعتداءات قد تطال منشآتها الدبلوماسية عقب الضربة العسكرية المحتملة لسوريا ، أمرت الإدارة الأمريكية ، دبلوماسييها غير الأساسيين في سفارتها ببيروت بمغادرة لبنان مع عائلاتهم ، وجددت تحذيرها للمواطنين الأمريكيين من السفر إلى لبنان " بسبب المخاوف المتعلقة بالأمن والسلامة".
وحضت مواطنيها العاملين أو المقيمين في لبنان على "أن يتفهموا المجازفات التي تلازم بقاءهم هناك وعليهم أخذها في الاعتبار".
ونقلت (النهار) عن صحيفة (وول ستريت جورنال) أن الاستخبارات الأمريكية رصدت اتصالات تبين أن إيران أصدرت أوامرها إلى عناصر عراقية بمهاجمة السفارة الأمريكية في بغداد وغيرها من المنشآت والمصالح الأمريكية إذا تعرضت سوريا لهجوم أمريكي.
وذكرت أن ثمة مخاوف أمريكية من احتمال مهاجمة (حزب الله) السفارة الأمريكية في بيروت.
وأشارت (النهار) إلى أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ، قال خلال شهادته مؤخرا في مجلس النواب إن ردود الفعل على أي ضربة أمريكية لسوريا قد تشمل مهاجمة (حزب الله) مصالح واشنطن أو مصالح حلفائها.
ويشير نص تحذير تجدده الخارجية الأمريكية بين وقت وآخر ، وخصوصاً بعد حصول أعمال عنف إلى "أن هناك تنظيمات متطرفة تنشط في لبنان لا تقتصر على حزب الله ، صنفتها الولايات المتحدة تنظيمات إرهابية".
ويقول المخططون العسكريون الأمريكيون إن ضرب (حزب الله) الأراضي الإسرائيلية في حال تعرض سوريا لضربة أمريكية ، هو من الاحتمالات التي يدرسونها ويخططون لمواجهتها.
وسيكون أمن السفارات والمنشآت الأمريكية في المنطقة ، وكيفية الرد على أي رد سوري - إيراني ، من المسائل التي سيناقشها وزير الخارجية جون كيري مع الدبلوماسيين الأروربيين في ليتوانيا اليوم ، وفقا للصحيفة.
من جانبها ، لفتت صحيفة (المستقبل) اللبنانية إلى أن الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة الإيطالية بإرسال سفينة حربية لاستخدامها في نقل جنودها العاملين في قوات الطوارئ الدولية في الجنوب ، جاءت تحسبا لتهديدات توعّدت بالرد على الضربة الغربية المتوقعة ضد سوريا.
وذكرت الصحيفة أنه بغض النظر عن جدية هذه التهديدات ، فإن مجرّد التلويح بها يعيد التذكير بمدى هشاشة الوضع في لبنان عموماً، وجنوبه على وجه التحديد.
واعتبرت أن "الخطوة الإيطالية واضحة لجهة التأكيد بأن احتمال الخطر سيعني الانسحاب من (اليونيفيل) ، وهذا بالتأكيد هو ذاته موقف باقي الدول الأوروبية تحديداً ، المشاركة في هذه القوة ، وهذا يعني أن القرار رقم 1701 سيصبح في مهب الريح ، وهذا بدوره يعني أن لبنان برمتّه والجنوب خصوصاً ، سيتعرضان لمخاطر جسيمة ، في حال نفّذ الغاضبون ، المتوعدون، المهدّدون، تهديداتهم دفاعا عن نظام الطاغية في دمشق".