"واشنطن بوست": الولايات المتحدة انشغلت بسوريا عن أحداث مصر
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الولايات المتحدة انشغل تركيزها عن مصر، بتداعيات توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية كانت على وشك مراجعة سياستها تجاه مصر ولكن انشغلت بالهجوم الكيميائي الذي وقع في سوريا من قبل النظام السوري للرئيس بشار الأسد.
وأكد مسئولون أمريكيون أن إدارة أوباما لم تتخذ قرارًا بتعليق أو قطع المساعدات نهائيًا عن مصر وأعلنت فقط تأخير تسليم الطائرات المقاتلة "إف 16" وأسلحة أخرى مفترض أن تسلم لمصر الشهر الماضي.
وأشارت إلى أن هذا التأخير بسبب الأزمة الأخيرة التي وقعت يوم 14 أغسطس الماضي وجعلت الحكومة الأمريكية تأخر تسليم مساعدتها لمصر ومن المرجح أن تخفض واشنطن حجم المساعدات العسكرية التي تقدر بـ 1.3 مليار دولار سنويا.
وأضافت الصحيفة أنه في الأسبوع الماضي شن نظام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي حمالات اعتقالات موسعة وملاحقات قضائية ضد قادة جماعة الإخوان، بموجب قانون الطوارئ الذي كان يشكل دعامة قوية للحكم المطلق للرئيس الأسبق حسني مبارك.
وفي ذات الوقت تتخذ السلطات خطوات لحظر جماعة الإخوان وبذلك قد تحرم الأطراف السياسية ذات الهوية الدينية من المشاركة في الانتخابات البرلمانية ويصبح الوضع في صورة انتخابات صورية بعد حرمان الاحزب الإسلامية من المشاركة السياسية.
ونوهت الصحيفة إلى غلق ثلاث شبكات تليفزيونية بسبب تعاطفهم مع الإسلاميين، وكذلك قناة الجزيرة في مصر، كما اتهمت صحيفة الأهرام سفيرة الولايات المتحدة التي انتهي عملها في مصر، آن باترسون بأنها تتآمر مع الإخوان وتنشر الفوضي في مصر من خلال تهريب المسلحين من قطاع غزة لمصر ووصفت باترسون المقالة بأنها سخيفة وخطيرة.
ولفتت الصحيفة إلى موقف الإدارة الأمريكية والضغوط التي تمارسها على الحكومة المصرية المؤقتة للتصالح مع الإسلاميين والإفراج عن مرسي وغيرهم من السجناء السياسيين لإجراء تحول ديمقراطي حقيقي ولكن تم تجاهل نداءات واشنطن وانغمست الحكومة في الدعاية المعادية للولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن أمريكا لن تسمح بما وصفته بالممارسات الديكتاتورية في مصر وأنه لا يوجد أمامها لاستخدام النفوذ الأمريكي سوي الضغط من خلال المساعدات وربط استئنافها لاستعادة الديمقراطية في مصر، موضحة أن الأمر يتطلب من أوباما إطلاق ضربة تحذيرية ليست في سوريا فقط وإنما أيضًا في مصر قبل فوات الأوان.
