ليس بالإرهاب يموت الكبار
ليس بالإرهاب وحده يموت الإنسان، وقد كتبت حياة جديدة أكثر إرادة للسيد وزير الداخلية بعد محاولة اغتياله، والتي عبر عنها ببطولة وشجاعة لا تجد نظيرا لها لدى الإرهابيين من الإخوان عندما قال: "لو اغتالوني سيأتي وزير بعدي يحارب الإرهاب".. هكذا وببساطة أراد الوزير أن يقول للقتلة والإرهابيين: إنه لن يموت برصاصاكم حتى لو نالوا منه إنما سيأتي من بعده وزير مصري يؤمن أن بلاده أبقى وأعظم لديه من حياته الشخصية.
وليس بالإرهاب يموت الكبار وإنما يموت غيرهم من الصغار.. صغار الوطنية الذين يموتون وهم على قيد الحياة.. مات محمد مرسي عندما أصبح على أعلى مقعد فى مصر؛ لأنه اختار الانتحار الوطني.. وأصبح الشاطر وبديع وعزت والعريان والبلتاجي وحجازي في عداد الأموات عندما اختاروا طريق مواجهة الشعب.. ماتوا عندما فقدوا وطنيتهم وباعوا أنفسهم للشيطان.. ماوتوا عندما عزلهم الشعب وأقصاهم وطردهم شر طردة خارج حدوده الوطنية.
ماتوا عندما مارسوا الكذب وسيلة للضحك على الناس.. ماتوا وعاش الشعب الذي أرادوا وأد تجربته.. ماتوا بالحصار وليس بالرصاص.. ماتوا عندما حرسهم الأمن خوفا عليهم من فتك الشعب بهم.. ماتوا وعاش كل من فقد روحه في هذا الحادث الغشيم.. ماتوا عندما ضغطوا على أول زناد في مواجهة الناس .. ماتوا عندما قرروا بيع الوطن لليهود والأمريكان، وماتوا عندما سلموا مفاتيح الوطن لدويلات لا ترى بالعين المجردة.
ماتت جماعتهم ولن تعود.. دفنت علانية وبقرار شعبي ولم يجدوا فيها الحياة عند دفنها.. ماتت جماعة الدم ولن تعود بمسدس ولا قنبلة ولن يعود صوتها مع أصوات المدافع.. ماتت بقذائف المتظاهرين وبرصاصات حناجر الثوار.. لم نطلق عليها رصاصة وإنما أطلقنا عليها هدير الجماهير، وفتحنا عليها صنابير الرعد الثوري.. ذهبت إلى غير رجعة، وذهبت إلى حيث مقالب القمامة العفنة.
رحلت الجماعة وعاش المواطن محمد إبراهيم.. رحلت الجماعة وبقيت أرواح من صعدوا إلى سماء المجد والعزة والخلد.