الرئيس الكاذب
أتفق تماما،مع الكاتب "عبد الحليم قنديل"،فى أن "رذيلة الكذب"،تحولت عند الجماعة "إياها"،من "عادة"،إلى "عبادة"،فأكابر الجماعة،وصغارها،يتنفسون "كذبا".
كبير الجماعة مثلا،قال يوما "كلاما غليظا وفجا"،ينال من رجال قواتنا المسلحة،وعندما تفاعلت الأزمة،ادعى أنه لم يقل شيئا،ولما ثبت "كذبه"،راح يخطب ودهم،ويزعم أن تصريحاته تم تحريفها.
نواب كبير الجماعة،على الدرب،سائرون،يقولون فى الصباح كلاما،وفى المساء،يتبرأون منه،ويتهمون وسائل الإعلام،التى تناقلت تصريحاتهم،بالكذب،ويتآمرون على التضييق،على أية "وسيلة إعلامية"،لا تجاريهم فى الكذب والتضليل.
الكوادر النافذة فى الجماعة،يتكتمون على أسرار وتفاصيل خاصة بالدولة،ولما تكشفهم وسائل الإعلام الغربية،يتهمونها بعدم المهنية،وبممارسة التلفيق،ثم سرعان ما يثبت بالصوت والصورة،أنهم "هم الكاذبون".
مندوب الجماعة فى القصر الرئاسى،يعد وعودا كثيرة،فيصدقه الشعب،الذى يخدعه،كل مُتمسح بالدين،أى دين،وعندما يأتى وقت الحساب،يتحلل من وعوده،غير خجلان.
كما لم يخجل مندوب الجماعة فى القصر الرئاسى،من أن يتراجع عن "تصريحات مهمة"،قالها فى حق "الكيان الصهيونى"،قبل أن يصير "مندوبا"،وعندما وجد نفسه فى مرمى النيران "الأمريكية-الإسرائيلية"،صنع صنيع كبيرهم،الذى علمهم الكذب،وراح يعتذر،زاعما،أن تصريحاته،تم اجتزاؤها!
من العار على وطن كبير،أى وطن،أن تحكمه وتدير أمره،عُصبة من الكاذبين،المخادعين،المضللين،الذين عاشوا جُلّ عمرهم،فى الجحور والظلام.
والغريب،أن تلك الجماعة،تتمسح منذ أن أبصرت النور،بالإسلام،الذى يُحرم الكذب،أيما تحريم،حتى أن الرسول الكريم،يرى أن المسلم قد يفعل كثيرا من الآثام،ولكنه لا يليق به أبدا،أن يكون "كذابا"،فلا يزال الرجل يكذب،ويتحرى الكذب،حتى يُكتب عند الله "كذابا".
ورغم ذلك،فإن الجماعة،تتحرى الكذب،فى جميع أعمالها،ولا تخجل ،ولا ترى حرجا فى ذلك.
وإذا تغاضينا عن الجماعة وأهلها،فهم أحرار فى شأنهم،فإنه لا يليق بمندوبها فى القصر الرئاسى،أن تتحول رذيلة الكذب،عنده،إلى فريضة،يؤديها،كما يؤدى الصلاة فى جماعة،خاصة "صلاة الفجر"،فلا يصح أن يكون رئيس الدولة،" أى رئيس،وأية دولة"،كاذبا،لأن الرئيس،يبقى بلا قيمة أمام شعبه،وأمام أقرانه من رؤساء الدول، فيا أيها الرئيس،لا تكن كاذبا،فإن هذا يجافى أخلاق الرجال،ونحسبك واحدا منهم.