رئيس التحرير
عصام كامل

مفيش فايدة


جملة من كلمتين قالها الزعيم الوطني سعد زغلول ... مفيش فايدة ... وها هي بحروفها تعيش بيننا هذه الأيام ... لقد كان الرجل على حق ... وصدق في مقولته .


الإخوان تولوا السلطة وجاءوا بمفردات ما أنزل الله بها من سلطان... منها الإقصاء والتحقير والتكفير ... وذهب الإخوان وجاء من بعدهم من لا نعرفهم ... فحملوا نفس المفردات .. الإقصاء والتحقير والتخوين .

في زمن الإخوان كنا نسمع أن فلان ابن فلان كان من المقربين من الحزب الوطني .. مع أن الرجل لا دراية له بالعمل السياسي .. وعلاقته بما كان يدور كعلاقة عم عطا الله الرجل الغلبان بما يدور في مؤسسة الرئاسة ... وبهذه الطريقة كانت خطاياهم التي عجلت بهم وكانت نهايتهم المأساوية والمؤلمة .. وعلى نفسها جنت براقش.

واليوم نسمع نفس الاسطوانات المشروخة .. في كل الهيئات والمؤسسات ... فمن السهل أن تطاردك الشائعات مثلاً ... أنك كنت من المقربين للإخوان ... وإن كان الإخوان أنفسهم يدركون أنك من ألد أعدائهم .. وربما نسبوا إليك شرف لا تستحقه .. أنك أحد أسباب قيام ثورة 30 يونيو 2013 ..

الذين حكموا البلاد في زمن الإخوان فاشلون .. والذين جاءوا من بعدهم أكثر فشلاً ... ومصر للأسف الشديد هي الضحية .. من صدعونا أنهم يحكموننا باسم الإسلام ... ومن يدعون الليبرالية والمدنية هم بشخوصهم ولحومهم من رسخوا لكل الأمراض الاجتماعية التي نعرفها ولا نعرفها .. وفي كل الأحوال لا تنتظر لبلد يحكم بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع .. علواً ولا مكانة بين الأمم .

هؤلاء لم يتعلموا الدرس ... ولم يقرأوا التاريخ وإن قرأوه فليس لهم في الفهم نصيب.. لم يكلف أحدهم عناء التفكير فيما فعله الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا ... عندما رفع شعار لا للإقصاء ولا للتحقير ... والثمرة أن القلوب قد اجتمعت ... والألسنة دائمة التضرع بالدعاء أن يطيل الله في عمره ..

مصر الآن لا تختلف عن زمن الإخوان .. فالعدالة مفتقدة .. والخونة هم من يتقدمون الصفوف ... ومعسول اللسان عديم الضمير... هو الأقدر والأكفأ على تحمل المسئولية ... هكذا يرون... أما الأنقياء الأصفياء من يحلمون بغد أفضل لهذا البلد ... فمصيرهم جهنم وبئس المصير ..

دولة يحكمها فاجر يقيم العدل بين الناس أفضل عند الله من دولة يحكمها مؤمن يتبارى بالورع والتقوى ولا يساوي  بين رعيته ... ويامصر كم فيك من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .

الجريدة الرسمية