صانعو دولة المستحيل
عندما أشاهد وأسمع كلام المسئولين والسياسيين عن دور الشباب، وكيف أن دورهم له أهمية كبيرة، يراودني سؤال هام متي ترحلون وتتركوها للشباب؟ أعرف أن هذا حلم من ضمن الأحلام التي من الصعب أن تتحقق، لكن الشباب خلق لبناء دولة المستحيل .
وهناك أحداث موثقة تؤكد أن الشباب هو الأفضل، فهم من تصدوا لبقاء المخـلوع وتصدوا لمجلس طنطاوي وهدموا عرش الإخوان وأحلامهم الطامعة في مصر .
وبدلا من أن يحاول رجال السياسة والإعلام الوقوف معهم ومساندتهم، يقـومون بتوجيه ضربات لهم كل هذا تحت غطاء دولة الشباب وأحلامهم، وحتي تتأكد مما أكتبه .. متي شاركت الشخصيات البارزة فى مظاهرات من بدايتها إلي نهايتها؟ متي شاركوا فى مظاهرات شهدت عنفا وتم الاعتداء عليهم؟؛ أليس الشباب هو من يدفع الثمن غاليا شهداء وجرحى!! كل ما يفعله هؤلاء هو الوقوف لحصد ما زرعه الشباب.
إنها الحقيقة التى لابد أن يعترف الجميع بها، إنهم يستغلون الشباب والزج بهم فى صراعات منها الخاصة والعامة، كل ما نسمعه شوية كلام لا يحقق أي شيء لنا، كلام معسول وشعارات عن الشباب ودورهم وحتي تؤمن بكلامهم يدفعون بشاب أو اثنين لإقناعك بأن الشباب قد أصبح لهم دور ومن حقهم أن يجلسوا هنا وهناك ويناقشوا مستقبلهم بأنفسهم .
المصلحة هي من تحكم الكثير ممن فى الساحة، يؤمنون بأن الشباب دورهم قادم؛ لكن ليس وهم في المشهد... ولدينا أدلة كثيرة فأجهزة الإعلام وأجهزه الدولة والعمل السياسي الخاص والعمل الحزبي كل هؤلاء قليل ما نشاهد الشباب هو المسئول، فقط دولة العواجيز هي من تتحدث وتصدر تصريحات وكما لو أنهم الإله من الواجب علي الجميع السمع وترديد كلامهم .
أعلم جيد أن لهؤلاء العواجيز أنصار لا يستطيعون الاستغناء عنهم، وهناك من يبرر وجودهم بأنهم الأكثر خبرة وهم أفضل الممارسين للسياسة وهم الشرفاء، لكن نسوا هؤلاء أن الشباب يطالبهم بالرحيل عن المناصب التي شغلوها في عهد المخلوع أو عهد طنطاوي ولم يحققوا شيئا فهل من العقل الدفع بهم مرة أخري؟! الشباب هو الأنشط هو الأفضل خاصة أن الشباب لم يتحالفوا أبداً مع أى فصيل من أجل مصلحة خاصة مشتركة، تاريخ أبيض لا أثر للنقاط السوداء، ولا يوجد أى دليل علي أنهم يريدون السلطة بجنون أو أنهم يريدون هدم الدولة .
إتركوها وابقوا كمستشارين للشباب إذا كنتم تؤمنون بالشباب صانعي دولة المستحيل، أو تهافتوا علي السلطة واظهروا علي الشاشات؛ وسيأتي يوماً يدرك الكثير من الشباب أنكم تريدون الحياة بجنون وغير قادرين علي الرحيل بهدوء.
Lovers.fares@yahoo.com