رئيس التحرير
عصام كامل

لتغطية فشلها مع الإخوان.. أمريكا تدعم تنظيم «السابع - مكرم» !

فيتو

كانت السفيرة الأمريكية بالقاهرة "آن باترسون"، تقف في أحد ميادين القاهرة عندما لفت انتباهها- وهى المهتمة بكل تفاصيل الحياة المصرية- عددا كبيرا من سيارات الميكروباص يخرج أحد ركابها يده من النافذة ويشير بأصبعيه بعلامة النصر، وبعد جولة لها في عدد من الميادين وجدت أن هذه الحالة موجودة بكثرة...

هرشت 'باترسون' رأسها وكأنها تتذكر 'أوه.. احنا في شهر سبتمبر وأكيد الناس دول متأثرين بمشروع الديمقراطية الأمريكية في المنطقة وبيشاركونا ذكرى انتصارنا على الديكتاتورية في أفغانستان والعراق'...

بسرعة أمسكت 'باترسون ' بالهاتف المحمول وطلبت رقما وهى في حالة نشوة قائلة: هاللو.. صباح الخير مستر بريزيدنت معاك 'باترسون ' من القاهرة.. أحب أبشرك بأن مقولة سيادتكم إن مصر هي الجائزة الكبرى في مشروعاتنا لنشر الديمقراطية ودعم الحكم الإسلامى قد حققت نجاحات هايلة..

أوباما على الطرف الآخر: صحيح يا 'باتي'.. نفسى من زمان أسمع خبر كويس بدل الأخبار الطين اللى نازلة ترف فوق دماغى.. ومرسي وكسنا وكسة سودا.. والكونجرس ناوى يشبح أهلي بسبب الفلوس اللى الإخوان شفطوها وفى الآخر الشعب قلبهم.. وبدل ما ننشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير رحت أنشرها في (ميانمار).. لازم نلاقى بديل سريع لتنظيم الإخوان اللى طلع زى "الفنكوش"..يا 'باتي' شفتى الوكسة.. أنا خايف مالقيش حاجة أنشرها أبقى أنشر الملابس الداخلية.. بليز 'باتي'.. اعملى حاجة...

'باترسون' في ثقة: يا مستر بريزيدنت الميكروباصات اللى مليانة ناس وبترفع علامة النصر دى كتير جدا.. وبمعرفتى بثقافة الميدل إيست فيه واحد بيقول (السابع - مكرم).. وبدراستى للموضوع اكتشفت.. وده في حكم المعلومة.. اعتمدت فيها على تقارير من أقوى جهاز مخابرات في العالم وهو الـ 'سى. آى. إيه'- أن كلمة السابع دى معناها أن مصر رقم سبعة في مشروع نشر الديمقراطية لأنها الجائزة الكبرى.. ومكرم دى مرتبطة بجامع قريب من السفارة الأمريكية اسمه (عمر مكرم) وده مكان انطلاق الثورة.. وبالمناسبة أنا اخترت لها اللون الوردى علشان بيهدى أعصابى ونسميها الثورة الوردية.. بعد البرتقالية في أوربا الشرقية..

أوباما: يا 'باترسون' اختارى أي لون بس حاولى تعملى أي حركة.. الانتخابات قربت والديمقراطيين أسنانهم حامية.. وأنا شكلى بقى عفش قوى..
'باترسون ': طيب أنا رصدت للمهمة دى 100 مليون دولار لدعم مشروع أطلقت عليه مبادرة القرن لنشر ثقافة (السابع - مكرم)...

أوباما: المبلغ حالا هيكون تحت تصرفك.. وأنا هاعمل مؤتمر صحفى بكرة... ذهبت 'باترسون' إلى السفارة واتصلت بعناصر اللوبى الصهيونى ومراكز الـ(Think Tanks) ومراكز دراسات الشرق الأوسط والأدنى ومؤسسات دعم الديمقراطية... وفى الصباح كان أوباما يعقد مؤتمرا صحفيا في البيت الأبيض وهو يشعر بالفرح قائلا: 'إن النظام المصرى يجب أن يستجيب لنداءات الديمقراطية.. إن مصر دولة كبيرة وهى نموذج إذ حققت تقدما في مجال حقوق الإنسان.. إن هناك نماذج تتعرض للاضطهاد مثل المثليين.. لكن أبشركم بأن مبادرة نشر الديمقراطية أثمرت.. فهناك الآن في مصر مجموعة مبشرة.. هي (السابع - مكرم).. إنها ستكون النموذج في مبادرة نشر الديمقراطية.. وإننى أشكر مسز 'باترسون' على ما تبذله من مجهود خارق في هذا المجال'.

وفى خلال أيام، كانت عناصر المخابرات الأمريكية تمسح شوارع القاهرة ترصد وتجمع المعلومات.. أشكال السيارات ماركاتها.. عدد ركابها.. خطوط سيرها.. ارتباط سائقيها بأسامة بن لادن والظواهرى.. هل يمكن لهذا التنظيم أن يتم اختراقه من جانب روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران؟

خبراء المخابرات فسروا تكدس الناس داخل خطوط الميكروباص في الصباح وقت الذروة وساعة خروج الموظفين بأنه احتشاد من جانب مؤيدى مبادرة نشر ثقافة (السابع -مكرم)...

البعض الآخر قال إن هذا التنظيم يتمتع بقدر هائل من الديمقراطية الداخلية.. فقائد الخلية السائق لا ينفرد بالقرار ولكن لديه شخصا (نائب) أو مساعدا هو الذي يجمع من الأعضاء (الركاب) التبرعات طوال الرحلة.. وهو مبلغ موحد.. أي أن لديهم (سيستم).. هذا رائع.

وكانت المشكلة لدى الخبراء الأمريكان أن التنظيم يتكتل في اتجاه واحد فقط إلى مدينة نصر.. فلماذا لا تنتقل هذه التجربة ويتم تعميمها في الجيزة وشبرا والمعادى وحلوان والمرج وميدان المؤسسة؟.. أي أن أعضاء الحركة يركبون ميكروباصات (السابع- مكرم) ولكن يذهبون إلى شبرا والمعادى وغيرهما.. لنشر مفهوم الديمقراطية في هذه المناطق.

وعندما رأت الإدارة الأمريكية أن الأمور تحتاج إلى المزيد من الضغوط فكرت في إنشاء قناة فضائية على غرار (الحرة).. وفى أحد الأيام قررت 'باترسون' وأحد مستشاريها أن يقوموا بعملية (طرق أبواب) مع أحد أعضاء التنظيم الجديد.. قبل فتح قنوات اتصال مباشرة.. فاستوقفا أحد الميكروباصات (السابع- مكرم) وجلسا بجوار قائد الخلية.. أقصد السائق.

قالت له 'باترسون': باين عليك سياسي محنك.. التنظيم بتاعكوا محل تقدير عند الرئيس أوباما.
صرخ السائق وهو يضغط على دواسة الفرامل، فسمع صراخ الإطارات.. قائلا: يا نهار طين.. سياسة إيه وتنظيم إيه يا ختى.. أنا لاقى آكل.. دا أنا متخرج من سنة 90 ومعايا ماجستير علوم سياسية وشغال سواق ميكروباص علشان ألاقى أصرف على العيال.. وبعدين اللى بيتغطى بأمريكا عريان...

ابتسمت 'باترسون' ابتسامة هادئة وهى تهز رأسها.. "وكمان معاك ماجستير علوم سياسية " يبقى إحنا نضغط على الحكومة علشان يكون فيه انتخابات رئاسية حرة وانت تبقى مرشح حركة (السابع -مكرم) الوردية...

نظر السائق إليها في سخرية.. يا ستى إحنا بنقف في طابور العيش ساعتين علشان ناخد عشرة أرغفة.
'باترسون' في ثقة: إحنا هنضغط علشان يكون فيه حرية جنسية.. وحرية معتقدات و...
قاطعها السائق ضاحكا: يا عم حرية جنسية إيه احنا بنفتكر الحاجات دى في الأعياد.. يا ستى موش لاقيين الميه.. بنشتريها.. واللحمة بنتصور جنبها والسمك من الرفاهيات.. انتو بتضغطوا في الهيافة.

ردت 'باترسون' في تصميم: لكن الحركة لازم تلتزم ببروتوكول (كيوتو)..
وقبل أن تكمل 'باترسون' كان السائق يهدئ من سرعة الميكروباص ويقف..
سألته 'باترسون': أنت وقفت ليه.. ياللا نكمل...

رد السائق في قرف: خلاص يا ست "الحيزبون" وصلنا مكرم انزلى...
سألته باترسون: مكرم إيه..
رد السائق: نهاية الخط مكرم عبيد.. العربية دى خط سيرها رمسيس- الحى السابع- مكرم عبيد.. يعنى ده آخر الخط يا حيلتها.. انزلى...

نزلت 'باترسون' وهى تنظر إلى مستشارها نظرة حائرة وسألته: انت فاهم حاجة؟!
رد المستشار بصراحة: فيه 'بروبلم' مستر إمباسادور.. من الواضح أن التنظيم تعرض للاختراق ولازم نتصرف بسرعة ونقابل رئيس جهاز المخابرات الأمريكية...

ولم يقطع هذه الحالة من الذهول سوى رنين جرس الهاتف المحمول لـ'باترسون' وكان على الطرف الآخر الرئيس 'أوباما': إيه الأخبار يا 'باترسون'.. عايز أسمع أخبار كويسة عن برنامج مبادرة نشر ثقافة "السابع- مكرم".. الحزب الديمقراطى معلق آمال كبيرة على نجاح التجربة...

ردت عليه 'باترسون' في إحباط: مستر بريزيدنت.. من الواضح أن تنظيم القاعدة اخترق التنظيم.. وفيه واحد اسمه (أبو مسعد الخانكاوي) هو اللى بوظ العملية.. وأن تنظيم (السابع -مكرم) طلع زى أسلحة الدمار الشامل العراقية.. وزى افتكاساتك أن الجيش المصرى عمل انقلاب على مرسي..

كان صوت الرئيس 'أوباما' قويا لدرجة جعلت الهاتف يقع من يد 'باترسون'..
يا نهار أسود.. دا أنا لسه معتمد 100 مليون دولار لتنظيم جديد اسمه (واحد- مؤسسة) !
الجريدة الرسمية