رئيس التحرير
عصام كامل

سوريا في مرمى نيران واشنطن.. "بخيت": تفويض مجلس الشيوخ الأمريكي ليس له أهمية وضرب دمشق "بلطجة" دولية.. "فؤاد": قرار الكونجرس غير مؤثر ومجلس الأمن "الفيصل"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وجهت مسودة التفويض الذي منحته لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي لاستخدام القوة العسكرية في سوريا والذي يخول للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن يقوم بعمل عسكري "محدود ومخطط له" ضد سوريا في فترة زمنية تقدر بـ 60 يومًا، الأنظار من جديد نحو سوريا لتصبح في مرمي الهدف الأمريكي لتتجدد التساؤلات ما إذا كانت ستوجه ضربة عسكرية جوية لسوريا خلال تلك الفترة، أما أن التحذيرات الدولية ستحول دون ذلك.

وفي هذا السياق قال اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن مسودة التفويض الذي منحته لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى لاستخدام القوة العسكرية في سوريا والذي يخول للرئيس أن يقوم بعمل عسكري "محدود ومخطط له" ضد سوريا ليس لها أي أهمية.

وأوضح أن قرار هذه اللجنة لا يعنى أنها منحت ضوءًا أخضر لأوباما للتحرك العسكري نحو سوريا، لافتًا إلى أن هذه اللجنة لا تتخذ قرارات إنما قرار الكونجرس يكون بالتصويت وليس بقرار لجان.

وأكد أن الغرض من قرارات لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي التأثير على أعضاء الكونجرس بالتصويت لضرب سوريا.

وحول السيناريو المتوقع حال تصويت الكونجرس بالموافقة على توجيه ضربة عسكرية جوية لسوريا قال "بخيت " هذه بلطجة دولية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لن تحظى بدعم دولي، ولن تحصل على أية تحالفات لضرب سوريا ولن تحظى حتى بدعم الشعب الأمريكى نفسه الذي يرفض هذه الضربة.

وأضاف هذا النوع من البلطجة يشكل نموذجًا للتدخل السافر في شئون أية دولة عربية، بعد أن أصبح الأمر حقًا مكتسبًا للأمريكان بأن يفعلوا ما يشاءون تجاه العرب بغرض تفتيتهم.

وعن تأثير هذه الضربة على قناة السويس قال لا يوجد أي تخوف تجاه قناة السويس فهى تحكمها اتفاقية القسطنطينية والتي تقضى بدفع رسوم معينة لكن على هذه السفن أن تتحمل مسئولية نفسها.

وأشار بخيت إلى أن إيران وكوريا لن تتدخلان عسكريًا إذا ما تم توجيه ضربة لسوريا، وأن الأمر ما هو إلا تهديدات وحرب كلامية.

ومن جانبة أكد اللواء دكتور نبيل فؤاد، الخبير الإستراتيجى، أن كل ما يجري الآن بأنه وسيلة للضغط على سوريا، مشيرًا إلى أن هناك اجتماعات ستعقد خلال الأسبوع الجاري بلجان الكونجرس قبيل التصويت على القرار، لافتًا إلى أن الفيصل ليس في التصويت ولكن هناك أبعاد دولية لابد أن تضعها الولايات المتحدة في الاعتبار، بمعنى أن الأمر لا يقف على الحصول على تفويض من الكونجرس ولكن هناك اعتبارت دولية أخرى.

وأشار "فؤاد" إلى أنه لابد أن تحصل الولايات المتحدة على موافقة مجلس الأمن وإلا سيعتبر الهجوم العسكري عدوانًا على سوريا، مشيرًا إلى أن الفيتو الروسي الصيني سيحول دون ذلك.

وعن تجاهل قرار مجلس من قبل الولايات المتحدة أثناء ضربها للعراق في عهد الرئيس الأمريكى جورج بوش قال فؤاد: "الرئيس الأمريكى جورج بوش كان أهوج ويتخذ قرارات دون تقدير الأمور بشكل جيد، أما الرئيس أوباما فهو أكثر عقلانية من بوش، منبهًا أن الاعتبارات الدولية لابد من أخذها في الاعتبار فالموقف الإقليمي حرج جدًا، ويتعلق بإيران وحزب الله وأيضًا إسرائيل، فضلًا عن الموقف المتعلق بروسيا الاتحادية".

وأضاف فؤاد أن كل الاحتمالات مفتوحة واعتقد أن الأمور تتجه الآن للضغط على نظام الأسد مشيرا إلى أن التدخل سيكون بضربة جوية على بعض المطارات والمواقع التي يتوقع أن تكون أماكن لتصنيع الغازات الكيماوية ومخازنها في عملية محدودة صاروخية لتخفيض القوة الجوية السورية للحد من قدرة الأسد العسكرية وإعطاء فرصة للجيش الحر لالتقاط أنفاسه.

ولفت الخبير العسكري إلى أن الأمر سيكون أكثر وضوحًا بعد ثلاثة أسابيع، وذلك بعد أن يخرج تقرير اللجنة الدولية للأمم المتحدة التي زارت سوريا وأخذت عينات تقوم بتحليلها للتأكد من أن النظام السوري قام باستخدام غازات كيماوية من عدمه، فإذا قالت لايوجد غازات كيماوية انتفى المبرر، وإذا قالت يوجد فإن الأمر هنا يستحق التوقف عنده.

وعن مصلحة الولايات المتحدة في ضرب سوريا قال "فؤاد" الولايات المتحدة دأبت على وضع نفسها كقوة عظمى يحق لها تحقيق السلام العالمي لأنها تنفذ القانون الدولي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تمنع استخدام السلاح الكيماوي فهذا زعمها، إلا أن الغرض الحقيقى أنها تحاول من خلال تلك الحجج أن تسيطر على الدول العربية وتتدخل في شأنها الداخلي لإضعافها وتفتيتها.
الجريدة الرسمية