عيون وآذان.. (خازوق ثورات الربيع لا علاج له)!!
كان الأستاذ أكرم زعيتر يكتب فى «الحياة»، أيام مؤسسها وأول رئيس تحرير لها، كامل مروة، مقالاً، إما أن يحمل اسمه أو لقب «كاتب عربى كبير»، وهو لقب اشترك فيه عدد من السياسيين العرب وكبار المفكرين، ممكن كتبوا فى «الحياة».
وبعد أن صدرت «الشرق الأوسط» فى لندن فى 4/7/1978 تعاقدت مع المناضل أكرم زعيتر، للإسهام فيها، فكان كل مقال يرسله إلى من عمان، يحمل فوق عنوانه الكلمات: أرجو نشر المقال خالياً من الأغاليط، والكلمة الأخيرة مفردها غلطة وجمعها أغلاط، أما أغاليط فجمع الجمع، أو صيغة منتهى الجموع بلغة النحويين.
كنت فى بيروت أطلب من الدكتور شارل مالك، أحد الذين صاغوا ميثاق الأمم المتحدة، أن يكتب لـ «الدايلى ستار» التى رأست تحريرها، مقالات بالإنجليزية، فكان يفعل، ويكتب فوق العنوان فى الصفحة الأولى: رجاءً نشر المقال كما هو".
وكنتُ أصحّح مقال الدكتور شارل مالك، وأصحّح بعده مقال الأستاذ أكرم زعيتر، وأنا رئيس التحرير، لتجنّب أن يزعل هذا أو ذاك من أخطاء مطبعية".
ذلك الجيل من الكتّاب الكبار عند رب رحيم، وتذكّرت من عرفت منهم وأنا أرانى فى عصر أصبح الصحيح فيه هو الاستثناء، والخطأ هو القاعدة الغالبة، عندى للقراء اليوم:
الربيع العربى
خطأ.. هو بدأ فى الخريف ودخل الشتاء ولم يخرج منه بعد.
- الاقتصاد المصرى تعافى أو فى طريق التعافى.
خطأ.. الإخوان المسلمون ليس عندهم كوادر للنهوض بالاقتصاد، والمطلوب أن يستعينوا بأفضل الخبرات الاقتصادية المصرية والعالمية لا أن يركبوا رأسهم.
- العراق أفضل برحيل صدام حسين!!
خطأ.. صدام حسين كان مجرم حرب، غير أن مئة صدام حسين أهون من قتل مليون عربى ومسلم ليرحل ديكتاتور واحد، ويصبح العراق مستعمرة إيرانية.
- النظام أفضل من المعارضة فى سورية.. المعارضة أفضل من النظام فى سورية...
خطأ وخطأ.. النظام والمعارضة سيئ وأسوأ.
- القذافى سقط.. وليبيا ارتاحت...
خطأ.. القذافى رحل وبقى ظله الأسود فوق ليبيا كلها مع وجود السلاح فى أيدى مليشيات مجرمة.
- مشكلة لبنان حروب الآخرين على أرضه...!!
خطأ.. اللبنانيون يوجهون دعوات رسمية وشعبية إلى الآخرين ليقتتلوا على أرضهم.
- استمرار عمر البشير فى حكم السودان مصلحة سودانية وعربية وإسلامية.
خطأ.. فى عهد البشير قُسِّم السودان إلى دولتين، والآن النوبة فى شمال السودان يريدون الانفصال!!!.
- المعارضة فى الكويت والأردن والبحرين تريد الديمقراطية!.
خطأ.. هى تريد الحكم وستكون أقسى على المعارضة لها من أى نظام تخلفه.
- الفلسطينيون خذلهم العرب والمسلمون!!.
خطأ.. الفلسطينيون خذلوا أنفسهم بانقسامهم المستمر!!.
- إسرائيل قبلت حل الدولتين.. ولكن "أبوعمار" أطلق الانتفاضة الثانية وجعل الإسرائيليين يتحولون إلى اليمين.
خطأ.. اليمين الإسرائيلى قتل إسحق رابين فى 4/11/1995 والحل على بُعد أشهر، والانتفاضة الثانية بدأت فى 29/9/2000 لغياب الحل!!.
- العقوبات على إيران تعجّل بسقوط النظام.
خطأ.. العقوبات تؤذى المواطن الإيرانى المغلوب على أمره ولا تمنع "آية الله خامنئى" أو محمود أحمدى نجاد من أكل ثلاث وجبات فى اليوم.. و«قزقزة» الفستق الحلبى بينهما!!.
- البرنامج النووى الإيرانى يهدد العالم.
خطأ.. الأطماع الفارسية تهددنا، أما السلاح النووى الإيرانى فغير موجود وبالتالى لا يهدد أحداً.. ترسانة إسرائيل النووية فى يد حكومة "فاشستية" تهدد العرب والمسلمين جميعاً.
وأختتم مصححاً نفسى، فقد كنتُ أرى أن الوضع العربى فى سوءِ أن يقفز الواحد من على دراجته الهوائية (البسكليت)، ويكتشف أن لصاً سرق المقعد الجلدى الذى كان ينوى الجلوس عليه، ووجدت أخيراً أن هذا الرأى خطأ لأن الذى يسقط على العمود المعدنى للدراجة الذى كان المقعد الجلدى يرتكز عليه يستطيع أن يُشفى بعد أيام من العلاج، إلا أن "الخازوق الذى أجلَسَتنا ثورات الربيع المزعوم عليه لا علاج له"!!!.
نقلاً عن الحياة اللندنية.
