رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تكشف أسرارًا جديدة حول هزيمة أكتوبر 73.. «تل أبيب» اعتبرت السادات «بائعًا للطماطم» ثم فوجئت بمكره.. «أشرف مروان» حاول اختطاف مدير الموساد.. و«تل أبيب» ن

فيتو

المخابرات الإسرائيلية كانت ضعيفة وعنصر المفاجأة كبدها خسائر فادحة.. أشرف مروان لا يزال لغزًا.. نظروا إلى السادات على أنه بائع طمامطم ليكتشفوا مكره وتدبيره للمؤامرات.. كان بإمكان مصر قصف تل أبيب.


لا يزال لهيب حرب أكتوبر 1973 يؤرق إسرائيل حتى اليوم، إذ اهتمت الصحف الإسرائيلية بنشر معلومات جديدة عن الحرب تزامنًا مع الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر المجيدة.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن "ألبرت سوداى" رئيس القسم السياسي المصري في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والذي كان من المقتنعين بأن مصر وسوريا ستشنان حربًا ضد إسرائيل، وقال في شهادته أمام لجنة "أغرانات"، التي حققت في إخفاقات حرب 73، وبينت كيف قمع مسئولو المخابرات الأصوات التي تنبأت بالحرب وقللوا من أهمية نشوبها.

وكشف "سوداى"، عن معلومات يتم نشرها لأول مرة، حيث قال: إن المخابرات الإسرائيلية كانت ضعيفة أثناء الحرب، كما كانت هناك مخاوف من اختطاف رئيس الموساد على يد أشرف مروان آنذاك، مشيرا إلى أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية كانت تعتبر الرئيس الراحل "أنور السادات"، رجلا لا يساوى شيئا وعديم الخبرة ولن يستمر في الحكم طويلًا، أو مجرد "بائع للطماطم".

وأضاف أنه على الرغم من أن الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" كان أشد تطرفًا من السادات وفقا لإسرائيل، إلا أنه كان متعقلًا ومن السهل تعقبه، أما السادات فبسبب قصر الوقت وشخصيته الغامضة، كان لا يمكن توقع ماذا سيفعل"، مؤكدا أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية توصلت في نهاية المطاف إلى أن السادات كان ماكرًا ومدبرًا للمؤامرات.


كما نقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية وثيقة سرية عن "بيني بيلد"، قائد سلاح الجو الإسرائيلي في حرب 73، مفادها أن الحظ ساعد على عدم تعرض تل أبيب للقصف من قبل المصريين خلال الحرب، مضيفًا أن "تل أبيب في ذلك الحين كانت أكثر مكان عرضة للقصف نظرًا لأنها مدينة ذات كثافة سكانية عالية، ولكن الصدفة لعبت دورها حتى لا تقصفها الطائرات المصرية التي كان بإمكانها إطلاق عشرة قنابل على المدينة".

وأردف: الخوف من المصريين بسبب قوة جيشهم حال دون الحصول على إذن بالانطلاق في مهمات مراقبة كل يومين أو كلما رغب الجيش في ذلك، مما تسبب في تقدم الجانب المصرى.

وتابع بيلد: "إن الجنرال إفراهام أدان الذي كان قائدًا للوحدة 162 التي دفعت القوات المصرية للعودة خلف قناة السويس، أوضح أن الجيش الإسرائيلي لم يأخذ الجيوش العربية على محمل الجد، والجيش الإسرائيلى، جيش قليل العدد".

ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية تصريحات رئيس الاستخبارات الإسرائيلى الأسبق خلال حرب أكتوبر عام 1973، وهو اللواء المتقاعد "شلومو غازيت" قوله "إن الخلل في جهاز المخابرات الإسرائيلى، هو الذي أدى إلى الضربة الموجعة التي تلقتها إسرائيل في حرب أكتوبر، مشيرًا إلى ضرورة أن تضع إسرائيل يدها على المشاكل الرئيسية التي أدت لهذه الهزيمة".

ويرى غازيت أن بداية الفشل في الحرب يكمن في حالة السكر التي كانت بها إسرائيل نتيجة انتصارها في حرب 1967م، فضلًا عن الجهل التام بالجيوش العربية التي لم نؤمن بإمكانية هذه الجيوش في الاستعداد والتخطيط.

وأضاف: أن عنصر المفاجأة واتباع سياسة الخداع، والخسائر الفادحة والصعوبات الاستثنائية ساهمت كلها في الهزيمة، ونفى غازيت ما يقال بأن ديان والسادات وكسينجر قاموا بعمل اتفاق على حرب تحقق فيها مصر انتصارا ملموسا يجعلها لا تخجل من الدخول في مفاوضات السلام، معتبرًا أن هذا هراء.

وأردف أن لا أحد حتى اليوم يعلم هل كان أشرف مروان مؤامرة ضد إسرائيل خلال حرب أكتوبر أم لا، مضيفًا أن هناك مدرستين الأولى تعتبره عميلا مزدوجا والثانية ترى أن المخابرات المصرية دسته داخل إسرائيل.
الجريدة الرسمية