الصحف العالمية: انتظار أوباما للكونجرس بشأن سوريا هروب من المأزق السياسي.. أعضاؤه يدعمون القرار رغم صعوبته.. بوتين يتخلى عن سوريا إذا ثبت استخدام بشار للكيماوي.. الضربة خلال 60 يومًا
تصدرت الأزمة السورية المشهد في الصحف العالمية وركزت على الضربة الأمريكية المزمع توجيهها ضد النظام السورى والعقبات التي تقف أمام اتخاذ هذا القرار وموقف الكونجرس الأمريكى من هذه الضربة وهل يعطى الرئيس الأمريكى الضوء الأخضر لذلك وهل يتراجع بوتين عن دعمه للأسد؟
فقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن أعضاء الكونجرس الأمريكي، أكدوا أن قرار توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا صعب للغاية، مؤكدة أن الأعضاء البارزين بالكونجرس قالوا إن رفض الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري قرار الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة ضد أهداف عسكرية سورية، سيكون أفضل أمل للكونجرس للموافقة لتضيق نطاق القرار.
ورأت الصحيفة أن تراجع الرئيس باراك أوباما عن موقفه في توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري وانتظاره لموافقة الكونجرس الأمريكي، ربما تكون وسيلة لخروجه من المأزق السياسي، بعد تصريحه في العام الماضي أن استخدم الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه سيعد تعديا للخطوط الحمراء مما سيغير قواعد اللعبة في الحرب الأهلية السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار أوباما قوبل بردود فعل مختلفة فالبعض رأي أن ضرب سوريا له عواقب كارثية والبعض يري أن تأخير الضربة الموجهة للأسد تعطي للرئيس السوري بعض الوقت للتحضير لمواجهة الهجوم المحتمل عليه.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية الـ "بي بي سي" إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حصل على دعم زعماء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.
وقال أبرز اثنين من الجمهوريين في مجلس النواب وهما جون بينر رئيس المجلس وأريك كانتور زعيم الأغلبية بالإضافة إلى زعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي إنهم سيدعمون التدخل العسكري ضد سوريا.
ودافع وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان جون كيري وتشاك هيجل أمام مجلس الشيوخ عن رغبة الإدارة الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد.
وشدد كيري على أن ضربة سوريا ستبعث برسالة مهمة إلى إيران وحزب الله، الداعمين الأساسيين لنظام دمشق، وحتى إلى كوريا الشمالية أيضا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وشك كسب تأييد عريض إزاء حملته العسكرية على سوريا من قبل الكونجرس رغم إبدائه بعض التحفظات، وذلك عقب حصوله على دعم قادة الحزب الجمهورى والديمقراطى في مجلس النواب أمس.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر أكد عقب لقائه الرئيس أوباما وقادة الكونجرس الآخرين أنه سيدعم قرار التدخل العسكري في سوريا، كما اتفق الديمقراطيون والجمهوريون في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ على صيغة قرار من شأنه أن يمنح أوباما السلطة لشن هجوم عسكري ضد سوريا خلال 60 يوما مع فترة امتداد مدتها 30 يوما.
ونوهت الصحيفة بأن حالة الشكوك تتنامى وبخاصة في مجلس النواب الأمريكى لأن مصادقة قيادة الحزب الجمهورى لا تضمن موافقة أحزاب أخرى معارضة ومشاكسة كما أن هناك أعضاء آخرين يعارضون أي قرار من شأنه أن يجر الولايات المتحدة إلى صراع فوضوى آخر في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن" الانطباعات الحالية للتأييد من قبل قادة الحزب الجمهورى،الذي نادرا ما يوافق على أي اقتراح يقدمه الرئيس أوباما، تمثل الأساس لقرار التدخل العسكري في سوريا رغم الانطباعات الأولى يوم السبت الماضى عندما تراجع أوباما عن خطط الهجوم وقدم طلبا لموافقة الكونجرس.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما سيتوجه حاليا إلى السويد وروسيا حيث في محاولة لحشد تحالف دولى لمعاقبة الرئيس السورى بشار الأسد على استخدامه هجمات بالأسلحة الكيماوية ضد أبناء شعبه قرب العاصمة دمشق الشهر الماضى مما أسفر عن مقتل 1400 شخص.
وأشارت الـ "بي بي سي" إلى إدانة الأمم المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا ووصفته بأنه غير قانوني، حيث قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن استخدام القوة غير قانوني إلا دفاعا عن النفس أو بتصريح من مجلس الأمن الدولي في تصريحات يبدو أنها تشكك في قانونية الخطط الأمريكية لضرب سوريا دون تأييد من الأمم المتحدة.
كما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة وحلفاءها من القيام بعمل عسكري في سوريا دون موافقة الأمم المتحدة واصفا أي هجوم بأنه سيكون بمثابة " اعتداء" على دمشق.
وقال بوتين إن بلاده لا تستبعد دعم أي قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي يتيح استخدام القوة ضد الحكومة السورية إذا ثبت بالدليل القاطع" أنها استخدمت الأسلحة الكيماوية.
وتأتي تصريحات الرئيس الروسي قبل يوم واحد من انعقاد قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، التي غالبا ما تركز على قضايا الاقتصاد العالمي ولكن الأزمة السورية تلقي بظلالها على اجتماعات القمة.
وقال بوتين في مقابلة أجرتها معه قناة الأولى في التليفزيون الروسي إنه "من السخف أن يستخدم الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية في الوقت الذي تحرز فيه قواته انتصارات عسكرية ضد المعارضة".
وأضاف "إذا كان هناك إثبات على استخدام أسلحة كيماوية من قبل الجيش النظامي فيجب تقديم هذا الدليل إلى مجلس الأمن الدولي ويجب أن يكون مقنعا".
وفيما يعد تغيرا واضحا في موقفه بحسب مراسلين، أوضح بوتين أن "روسيا مستعدة للتحرك بأكبر حزم ممكن إذا ثبت استخدام أسلحة كيماوية وعرف الطرف الذي استخدمها".
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده سلمت بعض مكونات أنظمة صواريخ "اس-300" إلى سوريا لكن تم تعليق تسليمها حاليا.