رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس محترم


ظفرنا نحن المصريين برئيس محترم.. رئيس يدرك أنه ليس بفرعون ولذلك يحترم شعبه ويتحدث معه بصدق.. مهذب يتحدث بقوة ولكن دون إسفاف أو تهجم على أحد.. يخاطب عقل مستمعيه.. ويحترم الشعب ولذلك يصارحه بكل شئ.


هذه هو الانطباع الذي خرج به الناس حينما سمعوا رئيسهم المستشار عدلي منصور في أول حديث صحفي له مع التليفزيون المصري.. لم يكن الرجل يقرأ كلمة مكتوبة أعدت له، وإنما كان يتحدث بتلقائية ويرد على ما يطرح عليه من أسئلة.. كانت لغته بليغة وهو مسيطر عليها، ويستخدم الكلمات التي لا لبس فيها أو حمالة الأوجه التي تجيب على هذه الأسئلة بوضوح وصراحة.. ورد على كل ما يثار حاليا من محاولات عرقلة خارطة المستقبل بافتعال خلاف بين من ينتمون لـ ٢٥ يناير ومن ينتمون لـ ٣٠ يونيو، أو بإثارة الغبار السياسي حول المصالحة مع الإخوان، أو أيضا بإثارة المخاوف حول مستقبل حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر والتشكيك في عودة الدولة البوليسية وكذلك التشكيك في دور المؤسسة العسكرية.

لم يتحدث المستشار عدلي منصور فقط بوصفه رجل قانون رفيع المستوي، وإنما تحدث أيضا بوضعه رجل سياسة يستوعب حقيقة اللحظة التاريخية التي نعيشها الآن .. حيث نخوض حربا مع إرهاب تورطت فيه جماعة الإخوان وجماعات إرهابية أخري لتستعيد به حكما استعاده منهم الشعب حينما خرج بالملايين رافضا استمرار مرسي رئيسا للجمهورية.

ولذلك فإن حديث الرئيس المؤقت يعد رسالة للكافة بأن الحكم الفعلي في يده ومعه حكومة د. الببلاوي، فإذا كان يتحدث بهذه الطريقة الواثقة الحاسمة فإنه إذن يسيطر على أمره وعلي أدواته ويتعود فعلها.. لذلك لم يكن غريبا أن تقول وزارة الدفاع لأوباما حينما حاول الاتصال تليفونيا مع الفريق السيسي "الكلام يكون مع الرئاسة المصرية وليس معنا".

الجريدة الرسمية