رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: سوريا تعيش كابوسًا إنسانيًا.. الحرب دمرت آثار الشعب السوري..اللاجئون خطر داهم على استقرار دول الجوار.. العالم لا يبالي بالمأساة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بدأ الإعلام الغربى في نشر تقارير الهدف منها رسم صورة سيئة لسوريا للأسد في ظل الحرب الأهلية الدائرة هناك تدفع الرأى العام الغربى الأمريكى والأوربى إلى تقبل قرار الضربة العسكرية التي يتم الترتيب لها وتداول النقاشات بشأنها في دوائر صنع القرار الإستراتيجي والعسكري في الولايات المتحدة.


وفى هذا الإطار نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا حول الوضع الإنساني في سوريا، ووصفته بأنه كابوس تعيش فيه سوريا منذ أكثر من عامين ونصف.

وقالت الصحيفة إن السوريين وجيرانهم عانوا بما فيه الكفاية، وفي حاجة إلى بنية إقليمية جديدة لتعزيز مستقبل أكثر استقرارا للبلاد.

وأشارت إلى تدمير بيوت السوريين وقتل العديد من الأفراد من أسرة واحدة، ما جعل حياة السوريين مأساة كبيرة لكل سوري ولا سيما الأطفال الذين عاشوا ظروفا قاسية وسيواجهون مستقبلا مظلما، مضيفة أن المدن السورية وآثارها العريقة التي احتضنت مختلف الديانات والطوائف على مر العصور دمرت أيضًا.

ونوهت الصحيفة عن المأساة التي تعاني منها البلاد المجاورة وخاصة الأردن التي تواجه المشاكل الناجمة من أكثر من سنتين من الحرب الأهلية في سوريا التي لا هوادة فيها ووحشية للغاية، وضغط النازحين السوريين على البنية التحتية للبلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سوريا، أودى بحياة أكثر من 1500 شخص من بينهم الأطفال والنساء الأبرياء، وفقدان السوريين لمنازلهم وسبل العيش بكرامة، ولجوئهم إلى مخيمات اللاجئين، التي اصبحت قذرة على نحو متزايد، ويزداد معدل الجريمة بسببها في الأردن وتعاني من استقرار هش بسبب الفقراء والمهمشين في المناطق الحضرية الأردنية.

وأشارت الصحيفة إلى استعداد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبناء ائتلاف لإعادة صياغة التدخلات الغربية السابقة، ولكن يجب أن نتذكر المأساة الإقليمية الواضحة بالفعل لتلك الدول، التي تسببت نتائجها في صدمة الشعوب، كما حدث في أعقاب الحروب الصناعية، السلاح البترودولار: اليورانيوم المنضب في العراق وأفغانستان؛ هجمات الطائرات بدون طيار، واستخدام الذخائر الكيميائية في الماضي، من مجهولي الهوية، وتسبب في سقوط ضحايا، ونخشي من تكرار نفس الشيء وعلينا أن نتذكر أعمال سيدني بيلي والكويكرز خلال 1970، الذي دعا الأطراف المتحاربة في المنطقة للتحذير من أهوال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

ورأت الصحيفة أن العالم يقف اليوم غير مبال بهذه المأساة، لا يأبه لحجم المعاناة ويتردد في مد يد العون للشعب السوري في محنته، مشيرة إلى توصيل الإعانات الإنسانية، في حالة الحرب الأهلية، أمر غاية في الصعوبة، فالعاملون في النشاط الإنساني في سوريا يواجهون صعوبات غير اعتيادية، في مهمة توصيل الإعانات.

كما إن مشكلة اللاجئين - وفقا للصحيفة- تمثل خطرا داهما على الاستقرار السياسي والاقتصادي في الأردن ولبنان، ويكمن الحل في استكمال المساعي الدبلوماسية والذهاب إلى مؤتمر جنيف 2، الذي يقترحه مبعوث الأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، من أجل الخروج من الطريق المسدود.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى الحاجة الماسة لمؤسسات تعزز الترابط الاقتصادي والأمني لكي يجعل شعب الشرق الأوسط يعزز بحياة كريمة لا تشوبها شائبة من قبل أي شيء.
الجريدة الرسمية