رئيس التحرير
عصام كامل

مؤامرة الدكتور سعد الدين إبراهيم


لقد تعجبت لمبادرة الدكتور سعد الدين إبراهيم للعفو عن الرئيسين مبارك ومرسى، معللاً ذلك لحدوث الاستقرار فى مصر وقد زادت دهشتى واستشاط غيظى عندما استمعت إليه فى برنامج مصر الجديدة الذى يقدمه المذيع معتز الدمرداش، والذى كان يدير الحوار بطريقة باردة جداً لاترتقى لكارثية الموضوع المطروح للنقاش فى حضور الدكتور عمار على حسن والدكتورة هالة اللذين كانت ردودهما موضوعية وخصوصاً عندما فند الدكتور عمار وبطريقة مهذبة فشل هذه المباردة إذا كان المقصود منها الاستقرار لأنه حسب قوله إن الإخوان المسلمين لم يعترفوا بثورة 30 يونيو ولن يتنازلوا عن أفكارهم الإرهابية وأن العفو ليس بيد رئيس الجمهورية لأن القضية بيد القضاء الذى يجب أن نرتضى بحكمه مهما كان.


وإننى لمزهول من رد الدكتور سعد بطرح مسألة العفو لاستفتاء الشعب.. ماذا يريد هذا الرجل ومن دفعه لطرح هذه المبادرة إنه رجل غامض لا تحركه أفكاره الشخصية بل يتحرك وفق أفكار أمريكية وأجندات ومخططات خارجية لها أذرع فى مصر وخارج مصر من الإرهابيين.

هل يخفى على الدكتور سعد وهو أستاذ وعالم علم الاجتماع فى الجامعة الأمريكية أنه لوحدث مايُبادر به وحتى لو فرض على حد قول الدكتور عمار موافقة الشعب كاملا هل ستختفى جماعة الإخوان وهل سيتنازلون عن أفكارهم فعلا أم ستكون هدنة لمفاجأتنا بكوارث لايعلم غير الله عقباها.

أقول هذا ولا أظن بل اقترب شكى إلى اليقين بأنه عميل أمريكى وهذا لأننى اقتربت من هذا الرجل لمدة ثلاثة أشهر جُبت وحضرت معه كثيرا من المدن والمؤتمرات ووجدته رجلا مستمعاً نشطاً لكل الناس باختلاف ثقافاتهم وظننتُ أنه عالم الاجتماع وهذه أحكام المهنة وآثارها ولكننى وجدته وبمساعدة مركز ابن خلدون الذى يرأسه يدرسون المجتمع المصرى لدراسة الآثار المترتبة على مبادرة كهذه فى نفوس الشعب المصرى وما يعقبه من انقسامات ربما تشهدها البلاد وحروب أهلية مدمرة وانتهاء المجتمع العربى والجيش المصرى الوحيد فى المنطقة بلا رجعة إذا وجدت هذه المؤامرة التى يسميها الدكتور سعد بالمبادرة، صدى لدى بعض الناس.

وخصوصا لم يتحدث الدكتور سعد أنه ما إذا حدثت مصالحة وعفو تام هل سيعترف الإخوان بثورة 30 يونيو ومايعقبها من مطالب أهمها عدم شرعية مرسى؟ بالطبع لا.. سيخرجون ليفجروا ويتظاهروا ويدمروا ويطالبوا، وستدخل مصر فى دائرة مفرغة لانهاية لها إلا عندما نفاجأ بضربة إسرائيلية أمريكية على كل الوطن العربى بما فيهم الخونة جميعاً الذين سعوا إليها طمعاً فى السلطة والخلافة.

يادكتور سعد لم أر لسيادتكم موقفا ثابثا ومحددا فأنت تشكل فى الخفاء وتجوب المدن لتهيئة مؤيدين للفريق شفيق عندما يخوض انتخابات الرئاسة القادمة وتعقد الاجتمعات وتشكلون حزبا للفريق شفيق فى الخفاء وتناقض نفسك بهذه المبادرة.. فهل يادكتور ياعالم بالمجتمع المصرى أنه إذا فرض المستحيل بحدوث ماتنادى به ستكون هناك بيئة صالحة لاحتمال نجاح الفريق شفيق فى الانتخابات.

هناك صفقة قذرة تدبر فى الخفاء بيد مصريين داخل مصر وخارجها تديرها الولايات المتحدة بمساعدة قطر والسودان وتركيا وغيرها.

هذه المبادرات ماهى إلا بلونات اختبار لا أدرى ماذا يريدون من وراء نفخها بالهواء المسموح وإطلاقها؟ فهل لتسميم أفكار الشعب المصرى وجعله يشك فى كل من على الساحة؟ لا أدرى.. ولكن الأقنعة تتساقط من الوجوه الكالحة فظهرت على حقيقتها.. مشوهة وقميئة، ومازال مسلسل سقوط الأقنعة مستمرا.
الجريدة الرسمية