رئيس التحرير
عصام كامل

الزلازل السياسية تهدد الدول ذات الخلافات العرقية والدينية

باتريك كوكبيرن
باتريك كوكبيرن

الحرب على الإرهاب دفاع مغر لكن ليس بهذه البساطة، وقضية خطف الرهائن فى الجزائر تعد أحد عواقب العملية العسكرية الفرنسية فى مالى، وهى قضية تستوجب وضع استراتيجية خاصة للتعامل مع نشاط المتشددين الإسلاميين هناك، ما يتطلب فهم خريطة التحالفات فى مالى لفك ألغاز الولاءات المعقدة والمتنافسة فى هذا البلد الأفريقى، خاصة أنه من المحتمل دائما وجود عواقب كبيرة للتدخل العسكرى الفرنسى فى مالى فى أجزاء أخرى من المنطقة.

وحتى بالرغم من ذلك، فإنه من المثير للدهشة أيضا أن مجموعة منفصلة عن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى أصبحت قادرة على الرد بهذه السرعة باحتجاز الرهائن فى منشأة النفط فى عين أميناس بالجزائر.
صحيح أن التدخل الغربى فى مالى قد يعيد النظام، بل حتى يكون مرحبا به من قبل السكان المحليين على المدى القريب، لكن وجود قوة كبرى على أرضهم قد يكون أمرا مزعزعا للاستقرار وهذا هو أحد الدروس العديدة التى تم الاستفادة منها من التدخل الأمريكى فى العراق وأفغانستان.
وبالنسبة للوضع فى مالى فإن هناك الكثير من الأدلة على أن المقاتلين الجهاديين يثيرون الخوف والكراهية فى جنوب مالى حيث يعيش معظم سكان البلاد، ولا يحظون بقدر أكبر من الشعبية فى الشمال حيث طبقوا الشريعة، وفى هذا السياق، فإن الفرنسيين ربما لا تلاحقهم مشاكل كبيرة من تدخلهم فى مالى فى حال أنهوا مهمتهم سريعا.
وفى المقابل، فإن الخطورة بالنسبة للفرنسيين تكمن فى حال ظلوا هناك لفترة طويلة للغاية وأصبحوا متورطين فى الصراعات العرقية وإبقاء حكومة فى السلطة فى مالى فاسدة وغير فاعلة، ومناطق الزلازل السياسية فى العالم كانت أكثر وجوداً فى دول تعانى من خلافات عرقية ودينية، والوضع فى مالى يتناسب مع هذا النمط أيضا، حيث إن شمال البلاد كان يعانى تمردا من الطوارق منذ عام 1963 على الأقل، فالأزمة الأخيرة يعود أصلها إلى انتفاضة قومية من الطوارق عام 2012، واستغلتها جماعات جهادية بعد أشهر فقط من انقلاب عسكرى فى باماكو.
نقلاً عن الاندبندنت
الجريدة الرسمية