رئيس التحرير
عصام كامل

"على جثتى" يعيد فتح ملف "القرصنة".. الفنانون غاضبون.. نقيب السينمائيين: السرقة تهدد صناعة السينما ويجب تغليظ العقوبة.. ونصرالله: "تسريب" الأفلام يلحق خسائر فادحة بشركات الإنتاج

افيش فيلمعلى جثتيللفنان
افيش فيلم"على جثتي"للفنان أحمد حلمي

جدد تسريب فيلم"على جثتى" للفنان أحمد حلمي، قبل مرور 24 ساعة فقط على طرحه بدور السينما، مخاوف السينمائيين من التعرض لخسائر فادحة جراء تعرض الأفلام للقرصنة المتتالية مما يؤثر على حجم الايرادات على نحو كبير.. وبعد ساعات قليلة من بداية عرض الفيلم تم تسريب نسخة وصفت بالجيدة، منه عبر تداول روابط تحميل الفيلم على اليوتيوب والمنتديات والمواقع بدءا من صباح الخميس الماضى.


وأثارت الواقعة غضبا واسعا فى أوساط السينمائيين خاصة أسرة الفيلم التى سارعت إلى التواصل مع موقع "يوتيوب" لحذف النسخة، كما طلبت مساعدة وزارة الاتصالات لحذف النسخ المسروقة من على المنتديات والمواقع، وهددت الشركة المنتجة برفع دعاوى قضائية ضد كل من يعرض الفيلم بشكل غير قانونى.

وفى الوقت الذى طالب فيه الفنان هانى عادل جمهوره ومحبى الفن الراقى بمشاهدة الفيلم فى السينما، وعدم مشاهدته على الإنترنت للمحافظة على الفن الهادف وتشجيع الفنانين على صنع فن جميل ونظيف.

وكتب على صفحته بموقع الـ "فيس بوك" لمحبى الفن المحترم، "رجاء خاص يا جماعة فيلم حلمى الجديد "على جثتى" اتسرق ونزل على النت أرجوك اتفرج عليه فى السينما علشان المتعة تبقى أكتر، وتشجع حلمى وكل اللى بيقدموا فن محترم إنهم يكملوا ويرتقوا بذوقنا العام ونفس الحاجة أرجوكم بالنسبه للمزيكا شجع كل الفرق الجديدة اللى بتحترم عقلك وبتقدملك كل جديد".

أما تامر إبراهيم مؤلف الفيلم، فقلل من أهمية التسريب وتأثيره على الإيرادات وقال"هذا يحدث مع كل شىء فى مصر، سواء الكتب أو الأفلام أو حتى الألبومات الغنائية"، مشيرا إلى أن الفنان أحمد حلمى يتمتع بجماهيرية واسعة، ولن يؤثر تسريب الفيلم على حجم الإقبال عليه.

فيلم "على جثتي" يشارك فى بطولته غادة عادل، خالد أبو النجا، حسن حسنى، ويظهر فيه أحمد السقا كضيف شرف، وإخراج محمد بكير.

وتدور أحداثه فى إطار اجتماعى كوميدى، ويجسد أحمد حلمى فيه شخصية صاحب محل أثاث يصاب فى حادث ليعانى غيبوبة طوال أحداث الفيلم ويكتشف حقيقة نفوس من حوله دون أن يدرى أحد به من خلال الأحداث.

ورغم أن عمليات القرصنة تعود إلى سنوات طويلة سابقة لكنها زادت على نحو ملحوظ خلال العامين الماضيين، وبلغت ذروتها خلال موسم عيد الفطر الماضى حيث تم تسريب ثلاثة من أفلام العيد، هى "مستر أند ميسز عويس،تيته رهيبة، "بابا".

وجاء فى مقدمة الأفلام الأكثر تحميلا، طبقا لعدد مرات التحميل من قبل المتابعين لعمليات القرصنة الفنية فى مثل تلك المواسم، فيلم "مستر أند ميسز عويس"، الذى وصل عدد مرات تحميله إلى 98486 مرة، وهو الفيلم الذى يقوم ببطولته كل من حمادة هلال، بشرى، هناء الشوربجي، تيتيانا، ولطفى لبيب.

وجاء فى المرتبة الثانية فيلم "تيته رهيبة"، الذى وصل عدد مرات تحميله إلى 42421 مرة، وهو الفيلم الذى يقوم ببطولته كل من محمد هنيدى، محمد فراج، إيمى سمير غانم،وسميحة أيوب، واحتل فيلم "بابا"، الذى يقوم ببطولته كل من أحمد السقا،درة، إدوارد،وسليمان عيد، ووصلت عدد مرات تحميله إلى 29382 مرة.

وبهذا يصل مجموع عدد مرات التحميل للأفلام الثلاثة إلى أكثر من 170 ألف مرة، وبتقدير متوسط سعر تذكرة السينما بـ15 جنيها، ويصل مجموع أقل خسارة للشركات المنتجة والموزعة للأفلام إلى ما يتخطى حاجز 2ر5 مليون جنيه.

أما الواقعة التى سببت مشكلة كبرى فكانت لفيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسرى نصرالله حيث استبعد الفيلم من المسابقة الرسمية لمهرجان "أبوظبى" الأخير، وتم عرضه خارج جميع مسابقات المهرجان ردا على عرضه تجاريا فى منطقة الخليج قبل بداية المهرجان بأيام قليلة،وهو ما يخالف لوائح المهرجان.

المثير فى الأمر ما كشفه حينها المخرج يسرى نصر الله نفسه من أن الشركة المنتجة اضطرت إلى الإسراع بطرح الفيلم تجاريا قبل الموعد المحدد سلفا بعد تسريب نسخة من الفيلم فى مصر، موضحا أن تأجيل طرح الفيلم لحين انتهاء المهرجان كان سيتسبب فى خسائر كبيرة للشركة المنتجة.

من جانبه، قال نقيب السينمائيين مسعد فودة إن مشكلة القرصنة باتت أزمة تهدد صناعة السينما ويتعين على الجهات المعنية اتخاذ خطوات فعلية لمواجهة المشكلة، مشيرا إلى أنه سبق أن توجه شخصيا إلى وزارة الداخلية قبل أشهر وحصل على وعد بالعمل على مواجهة القرصنة التى باتت المشكلة الأكبر فى صناعة السينما.

أضاف أن السينما ليست مجرد شاشة تعرض أفلاما بل هى جزء مهم من اقتصاد الدولة، ويتعين على وزارة الداخلية أن تملك زمام الأمور فى اعتقال القراصنة الذين يسرقون أعمال المبدعين بلا مقابل.

أشار إلى أن المشكلة ليست جديدة حيث سبق أن رفع الفنان الراحل السيد راضى النقيب السابق للسينمائيين مذكرة إلى وزارة الداخلية بسبب القرصنة، وقال "لكن حتى الآن مازلنا نعانى من نفس المشكلة".
الجريدة الرسمية