رئيس التحرير
عصام كامل

"زيدان" لـ"أتباع الإخوان": لا جدوى من جهادكم واجتهادكم

 الكاتب والروائي
الكاتب والروائي يوسف زيدان

وجه الكاتب والروائي يوسف زيدان، رسالة إلى أتباع الإخوان، اليوم الثلاثاء، قال فيها: "تعلمون أيها الإخوة، أننى طالما فرّقتُ سابقًا بين كبار الرجال والمشهورين من جماعة الإخوان وبين أطياف المتابعين لهم والمؤيّدين، فكنتُ أُسمِّى هؤلاء الكبار "الكهنة" وأصفهم بالعصابة بدلا من "الجماعة" استعمالًا للمعنى الفصيح لكلمة "عصابة"، ولم أدّخر وسعًا في معارضتهم علنًا من يوم لعبوا بالدين سعيًا للدنيا. وما كانت لى غايةٌ من الاعتراض عليهم، إلا صالح البلاد والعباد بمصر وما حولها من بلاد شقيقةٍ مُتشقّقة، تُنذرُ أحوالها بشَرٍّ خطير وفتنٍ لا تصيب الذين ظلموا خاصةً، وإنما تلحق نارُها ويصيب شرارُها القريب والقاصى".


وأضاف: "وقد عارضتُ كل اللاعبين بالدين في أروقة السياسة، من قبل اعتلاء كهنة الإخوان الكراسى ومن يوم أمسكوا بقياد البلاد وزمام العباد، ثم واصلتُ اعتراضى عليهم خلال فترة حُكمهم القصيرة، صابرًا على كيدهم لى ومكائدهم ضدى.. أما وقد انزاح هؤلاء اليومَ عن كراسيهم، وما عاد لهم أملٌ في استعادة ما فُقدوه فجأةً بعدما آل إليهم بغتةً، فقد رأيتُ أنهم صاروا أمةً قد خَلَتْ ومن الأليق والأنبل ألا أذكُرُهم بعد انطواء صفحتهم، بخيرٍ أو بغير خير. 

وقد التزمتُ بما رأيتُه صوابًا، فلم أقُل لهم أو عليهم عقب سقوطهم المروّع أيَّ شئ، ولا تشفّيتُ فيهم مثلما فعلَ بعضُ العوام والجهّال، ولكن يبقى في نفسى الآن، ما يجب أن أقولُه لأتباعهم في هذه الرسالة ولا يجب أن أقوله لمُتابعى أتباع الإخوان في رسائل تالية".

وذكر في تدوينة على صفحته بموقع "فيس بوك": "ونظرًا لضيق وحَرَج الوقت والنفوس، فسوف أُجمل رسالتى لأتباع الإخوان في نقاطٍ أطرحها عليهم تباعًا، وأوّلها الآتى:

وذكر: "لا طائل أيها الأخوة ولا جدوى من جهادكم واجتهادكم غير المُجدى، لإثبات أن ماجرى بمصر ليس "ثورة" وإنما هو "انقلاب"، وهو الجدلُ الذي زاد عن حدّه وأخذ يحتدم طيلةَ الأسابيع الماضية بين الناس ببلادنا، فصاروا يتخالفون فىه حتى تكاد ريحُهم جميعًا تذهب بَدَداَ، وفي واقع الأمر، فإن ما جرى بمصر يوم 30 يونيو ليس ثورةً وليس انقلابًا، وإنما هو بوضوحٍ وحسبما دلّ عليه الاسمُ والوسمُ: "تمرُّد".

وأوضح: "فقد رأت أكثريةٌ من أهل مصر، أن التمرُّد على حُكم الإخوان واجبٌ عليهم، بعدما نفد الصبرُ وزاد عن الحدّ الأمرُ، فصار الخطرُ مُحدقًا بكيان مصر وهويتها، وهوى التمردُ كان موافقًا لجماعاتٍ مصريةٍ متعدًدة: جموعٍ من الناس بلغ بها سيلُ المعاناة اليومية مداه.. جيشٍ رأى قادته أنه صار كلَّ يومٍ يهان ويُستهان به.. أصحاب أعمالٍ كبارٍ وجدوا أن شبح الإفلاس يُهدّد مَن ليس إخوانيًا، ويتوعّده بمزيدٍ من الويل.. شرطةٍ تاهت خُطاها بعد يناير 2011 وتفرّقت بها السُّبل، فاضطربتْ.. حُكامٍ مجاورين رأوا عروشهم في خطرٍ سوف يلحق بهم لا محالة".

وتابع قائلًا: "هؤلاء جميعًا وعديدٌ غيرهم من أطياف الناس، ماثاروا في واقع الأمر وما انقلبوا، بل قاموا بتمرُّدٍ على حُكم الإخوان، فكان كلُّ الذي كان، فلا مجال للجدل حول ما إذا كان الذي جرى ثورةٌ أم انقلاب، ولا وقت للتلكؤ أمام ذلك أو المحاججة المجانية أو المماطلة الخرقاء، فالزمانُ لن يُمهلنا طويلًا لنهنأ بهذه النقاشات البيزنطية الجوفاء.. وسوف نعود لاحقًا لاستكمال الكلام مع أتباع الإخوان، بعد مناقشة العقلاء منهن لهذه النقطة السابقة، عسانا نصل إلى قناعة مشتركة.. (وليخجل الشتّامون من أنفسهم وينصرفوا بعيدًا عن هنا بسُخفهم وساقط ألفاظهم، واجبة المحو والإغلاق لأصحابها، وعسى هؤلاء المستظرفين غير الظرفاء، يدركوا أن الأمر أجل من اللهو الذي اعتادوه على صفحات التواصل الاجتماعى).
الجريدة الرسمية