رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف العربية تحرض على إسقاط الأسد بالعزف على "وتر الأخلاق".. الراية: النظام السوري وقع في شر أعماله.. عكاظ: توحيد الصف ضرورة لمرحلة ما بعد سقوط بشار.. الوطن: الإدانة وحدها لا تكفي

الصحف العربية - ارشيفية
الصحف العربية - ارشيفية

دعت الصحف العربية، في افتتاحياتها الصادرة اليوم، المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته بالكامل وعدم السكوت عن الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه وضد الإنسانية كلها، وطالبت برد حازم وقوي إزاء جرائم النظام السوري لإيصال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى كل الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية في العالم بأن قتل الشعوب التي تطالب بحريتها "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه ولا يمكن السماح به مهما كانت المبررات والمخاوف.


ومن جانبها، قالت صحيفة "الراية" القطرية تحت عنوان (رخصة للقتل في سوريا)" إنه لم يعد أحد يصدق ما يردده النظام في سوريا ويردده حلفاؤه عن عدم المسئولية عن الجريمة ضد الإنسانية التي استهدفت المواطنين السوريين في الغوطة في ريف دمشق. وأسفرت عن مقتل نحو 1500 مواطن سوري نصفهم من النساء والأطفال بعد أن بدأت الأدلة والبراهين تتوالى .. وآخرها ما كشفه مسئول حكومي فرنسي، نقلا عن المخابرات الفرنسية، من أن صور الأقمار الصناعية تبين أن هجوم 21 أغسطس في سوريا الذي استهدف الغوطة في ريف دمشق جاء من ناحية مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية".

وأضافت أن الهجوم الكيماوي كان هائلا ومنسقا وليس لدى المعارضة وسائل لتنفيذه، مؤكدا أن النظام السوري وقع في شر أعماله بعد أن تيقن أن المجتمع الدولي لن يسكت على هذه الجريمة المروعة.


أما صحيفة "الشرق" القطرية فأكدت، في افتتاحيتها، أن العدالة تقتضي معاقبة النظام السوري على جرائمه الشنيعة ضد شعبه فلا إفلات عن العقاب كما أن أية معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا وأن تشكل تشجيعًا لنظام دمشق للمضي قدمًا في استخدام أسلحة الدمار الشامل المتاحة لإبادة الأبرياء.
وعبرت الصحيفة عن مخاوفها إزاء عدم تحرك المجتمع الدولي وبحزم، وقالت "إن ذلك بمثابة رسالة خاطئة وخطيرة في نفس الوقت لكل طغاة العالم وإدانة المجازر المروعة لا تكفي فلابد من موقف دولي حازم وجاد، والتدخل بموجب الفصل السابع لحماية الشعب السوري ولوقف المآسي الإنسانية".
وبدورها، قالت صحيفة "الوطن" القطرية "إن العرب سجلوا موقفا قويا بمطالبتهم - عبر الاجتماع الوزاري العربي الذي انتظم في القاهرة يوم الأحد الماضى - المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسئولياته للجم وحشية نظام الأسد ومحاكمة كل المتورطين في القتل بالسموم كمجرمي حرب وبصورة عاجلة.

وشددت "الوطن" على أن الوقت قد حان امام المجتمع الدولي أن يتحرك بالعصا وأن يتدخل بالقوة واصبح لزاما على العرب - وهم جزء أصيل من هذا المجتمع الدولي وشرعيته- أن يدعموا هذا التحرك والشعار المرفوع "كل مَــن يتواطأ مع نظام الأسد الشرير ولو بالصمت .. يعطي هذا النظام رخصة لارتكاب المزيد من الجرائم والفظائع والشرور".
وخلصت في الختام إلى القول "آن الأوان لتسجيل موقف إنساني بالدرجة الأولى.. موقف يتسق مع كل قيم وأخلاق وأعراف المجتمع البشري، في هذه الألفية".
في حين، تحدثت صحيفة "الوطن" العمانية عن حملة الضغط على أعضاء الكونجرس بمن فيهم المترددون بالموافقة على قرار أوباما بتوجيه ضربة عسكرية على سوريا بذريعة أنه " إذا لم نفعل شيئًا ضد الرئيس السوري بشار الأسد فستضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية".
ورأت "الوطن" أن واشنطن بمضيها في توجيه هذه الضربة العسكرية على سوريا إنما تعجل برحيلها من المنطقة ومن ثم انهيارها، إذ ليس في وسعها إدراك تداعيات هذه الخطوة عليها وعلى المنطقة .. والذي إذا ما تدحرج إلى حرب شاملة فستكون كلفتها باهظة لا تتحملها الولايات المتحدة "حتى لو استلمت شيكًا من تجار الحروب والخراب".
أما صحيفة "عكاظ" السعودية فقالت تحت عنوان (السوريون المؤتلفون) إنه في حال نفذت الضربة الأمريكية - الأوربية على مواقع نظام الأسد في سوريا، ونجحت في إزاحة هذا النظام عن كاهل السوريين، فمن المهم أن يتآلف السوريون ويتفقون جميعا شعبا وائتلافا معارضا بكل أطيافه ليقفوا صفا واحدا وتحت قيادة موحدة لحقن الدماء وعدم التنازع على السلطة بعد سقوط النظام الحالى.

كما أبرزت صحيفة "المدينة" السعودية موقف المملكة تجاه الشعب السوري، فكتبت في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان (لن نتخلّى عن الشعب السوري) إن المملكة - التي حذّرت مرارًا من تطورات وتداعيات الأزمة وتغاضى المجتمع الدولي عن مؤازرة الشعب السوري وإنهاء معاناته واتخاذ موقف حاسم ضد نظام الأسد منذ اندلاع تلك الأزمة قبل أكثر من عامين - لم تفاجأ بمذبحة الغوطة الوحشية التي ارتكبها بشار الأسد وأودت بحياة أكثر من 1400 قتيل بينهم أكثر من 400 طفل- على حد قولها.

وتحت عنوان (سورية.. إدانة النظام لا تكفي) أشارت صحيفة الوطن السعودية إلى أن وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل قال إن إدانة النظام السوري لا تكفي، وأن أي معارضة لأي إجراء دولي ضد نظام الأسد ستشجعه على المضي في تنفيذ جرائمه بحق الشعب السوري.

وأكدت الصحيفة أن هناك ارتباك دوليا، خاصة في أوربا فيما يتعلق بحل الأزمة السورية، وواشنطن تحديدا تتحمل مسئولية هذا الارتباك، الذي وقعت فيه ووقع فيه بعض حلفائها من دول الاتحاد الأوربي، مرجعة هذا الارتباك إلى عدم توخى اوباما الحسم في معالجة الأزمة السورية، مشددة على ضرورة أن يكون هدف المجتمع الدولى هو إسقاط النظام السورى بشتى الطرق.
الجريدة الرسمية