رئيس التحرير
عصام كامل

اضحك مع الجزيرة كوميدي


فاجأنى ابنى عندما قال لى إنه من مشاهدى الجزيرة كوميدى، وقبل أن أندهش للاسم أخبرنى أن كل ما تتناوله الجزيرة هو من قبيل الكوميديا، والعيب ليس في القناة، إنما في الجمهور الذي لايدرك تغير السياسة الفضائية للقناة، التي تعد الأولى الآن من حيث «كوميديتها»، فالمتابع لها يستطيع أن يرى صورا خيالية لما يحدث في مصر، حيث تتراكم صور المليونيات سواء كانت في سوريا، أو في تركيا، أو في أي بلد، والجديد هنا أن الجزيرة نجحت في وضع كلمة مباشر مصر على هذه الصور.

وشرح لى ابنى كيف تستطيع أن تري فيما تعرضه قناة الجزيرة مادة ممتعة، وشيقة، ومسلية، للدرجة التي قد تدمن معها هذه الشاشة العبقرية، التي تستطيع أن تغير لك واقع الحياة، وهنا العبقرية التي لم تستطع قناة أخرى أن تنازعها فيها، وعلي سبيل المثال لا الحصر، فإنها عندما كانت تنقل مليونيات ثوار يونيو استطاعت بجهود جبارة أن تكتب على تجمع ضئيل في الحارة المزنوقة التي دخلت التاريخ على لسان مرسي، لتكتب من فوقها «الاتحادية الآن» وهذا تصور مذهل لايمكن لعاقل أن يستسيغه، لذلك وجب عليك عند متابعة مثل هذا النوع من القنوات الكوميدية، أن تتنازل ولو قليلا عن فكرة العقل، فالعقل داء يجب التخلص منه جلبا للمتعة.

والجزيرة التي كتبت على مظاهرة حاشدة بالآلاف «سفنكس الآن»، بينما كان ميدان سفنكس يشكو الوحدة القاتلة، ولايمر منه سوى شخصين أحدهما عسكري مرور، والثانى ابن عمه، الذي جاء لزيارته في هذا الهدوء الموحش، إنما أرادت أن تقول إن لديها قدرات خارقة لتصوير مظاهرة خفية، قرأ عليها الشيخ محمد عبد المقصود أحد أنبياء رابعة العدوية، وربما قالت الجزيرة إن المظاهرة إنما تم تصويرها من داخل أحلام الدكتور جمال عبد الهادى، الذي تخصص في رؤيا الأنبياء وكان يقصص رؤياه على جماهير رابعة، فاستطاعت القناة التسلل إلى أحلام الرجل واختطاف هذه الصور.

وأضاف ابنى: إن قناة الجزيرة قناة عربية عريقة وأصيلة، وقد أنشئت فقط لتحقيق المأثور العربى الخالد «شر البلية مايضحك» وماتقدمه إنما يندرج كله تحت هذا العنوان العريض، ولاصحة لما يتردد حول قيامها بدور صهيوني في المنطقة، بدليل أن ماتقدمه القناة يقع في دائرة اللامعقول، ولاعلاقة للقناة بما يحدث على أرض قطرائيل، إذ أن الشعب القطرائيلى لايستسيغ النكتة مثل المصريين، ولايمكن التصور أن تقديم برنامج مثلا عن عزل حمد لأبيه بطريقة وحشية، أو عزل تميم لأبيه بطريقة لا إنسانية، أو صداقة موزة أم الأمير للصهوينة المعروفة تسيفي ليفنى، كل هذه الأمور لن يفهمها شعب غير الشعب المصرى.

والجزيرة ولاتزال العهدة على الراوى يقوم عليها شباب مصريون حتي النخاع، ولايمكن اتهامهم بالعمالة، من أجل حفنة بترول، أو غاز، بدليل أن ما يقدمونه يبعث على الضحك، بل إنهم كادوا «يموتوا الشعب من الضحك» فالذين يعيشون في الميادين، يرون ميادين غير التي تعرضها القناة، في إشارة واضحة إلى أن السادة المعدين لديهم جهلاءُ بالجغرافيا فقط، وهناك فرق بين الجهل والخيانة.

ويجب أن نعترف أن سقوط قناة الجزيرة على صخرة الإرادة المصرية، وانحسار دورها في الضحك على الأمير، وأم الأمير، وأبو الأمير، وجد الأمير، إنما هو من مكاسب ثورة ٣٠ يونيو، التي جعلت المواطنين في مصر يقومون بإضافتها ضمن باقة القنوات الكوميدية، تخفيفا على أنفسنا من حدة الحرب التي نخوضها نيابة عن العرب كل العرب، وليس من بينهم دولة قطرائيل!! 
الجريدة الرسمية