رئيس التحرير
عصام كامل

أنا مش إخوان!


أنا مندهش لأن هناك من اندهش حينما قرأ أو سمع أن المحامي الإخواني الشهير صبحي صالح قال في التحقيقات التي أجرتها النيابة معه «أنا مش إخواني» لأنه هو الذي سبق أن حث الشباب على الزواج من فتيات الإخوان للحفاظ على نقاء جماعتهم، وهو أيضا الذي سبق أن دعا الله أن يموت على الإخوان ولم يقل الإسلام!


يا أعزائي لا شيء بالمرة يدعو للدهشة أو التعجب حتي ولو قال هذا الكلام مرشد الإخوان أنفسهم د. محمد بديع أو تبرأ خيرت الشاطر نائبه من جماعة الإخوان.. فهكذا هم الإخوان يتجبرون وهم في السلطة أو حتى قريبين منها ومتحالفين معها، ومتراجعوان متخاذلون وهم بعيدون عن السلطة أو على خصومة معها.

هذه هي التقية التي يتسلحون بها والتي احتموا بها دوما في صراعهم مع أجهزة الأمن، وهذه التقية تسمح لهم بالكذب إلى آخر مدى ويبررون ذلك بحماية أنفسهم ولذلك لا يجب أن نفاجأ أو نندهش من إنكار أي إخواني ولو كان قياديا أو كادرا فيها انتمائه لهذه الجماعة.

لكن هؤلاء رغم أن جماعتهم التي ينتمون إليها وينكرون هذا الانتماء الآن ليست شرعية أو قانونية، فإنهم لا يحاسبون أو يحاكمون على هذا الانتماء، وإنما يحاكمون لممارستهم العنف والتحريض عليه.. مما نجم عنه سقوط قتلى ووقوع جرحى وحرق منشآت وممتلكات وكنائس وتخريب ميادين أيضا..

لذلك لن ينجو هؤلاء لمجرد إنكارهم إخوانيتهم.. هم يحتاجون على العكس أن يكونوا أكثر شجاعة ليس فقط بالاعتراف بانتمائهم لهذه الجماعة، وإنما بالاعتذار للرأي العام على ارتكابهم كل الخطايا السياسية، وإعلان التزامهم بضرورة التوقف عن ممارسة العنف والتحريض عليه.. أما هذا الإنكار الذي يتحصن به حتى الآن قادة الجماعة لما ارتكبوه من خطايا فهو أبلغ رد على من لا يشغلهم إلا المصالحة معهم أو بالأصح التوصل لصفقة معهم.
الجريدة الرسمية