رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء يختلفون حول إمكانية توجيه ضربة أمريكية لسوريا.. "فؤاد": أمريكا ستوجه ضربات لأماكن تصنيع الغازات الكيماوية وأخرى للمطارات.. "عواد": أوباما يتراجع نتيجة الضغط الدولي وخشية التهديدات الروسية

أرشيفية
أرشيفية

توقع اللواء دكتور نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجى أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة منفردة لسوريا، لافتا إلى أنها لن تحصل على موافقة مجلس الأمن على الإقدام بعمل عسكري تجاه سوريا، مشيرا إلى أن اللجنة التابعة للمنظمة الدولية المنبثقة من الأمم المتحدة التي تقوم بأعمال التفتيش بمنطقة "الغوطة" أنهت عملها بسوريا مؤخرا إلا أنها لم تقدم تقريرها بعد.


وأضاف أن أوباما لن يقوم بتوجيه ضربته إلا بعد أن تعلن هذه اللجنة نتائج التحليلات التي قامت بها فإن جاءت سلبية فلن يكون هناك مبرر لتوجيه هذه الضربة العسكرية وإن جاءت إيجابية فسوف توجه الولايات المتحدة ضربة محدودة تسمى بـ "الجراحية" أي التي تستهدف أماكن بعينها تقوم بتحديدها المخابرات الأمريكية.

وأوضح أنه من الممكن أن تكون هذه المناطق مناطق مصانع لهذه الغازات أو الأسلحة الكيماوية كذلك من الممكن أن تنتهز الولايات المتحدة هذه الفرصة لاستهداف مطارات كى تجبر النظام السورى على تخفيض قدرة القوات الجوية من حدة تعاملها مع المعارضة.

وحول موقف روسيا والصين أكد "فؤاد" أن الموقف الروسى الصينى لن يتغير إطلاقا رغم المحاولات الأمريكية لإقناعه بالمشاركة في توجيه ضربات خفيفة لسوريا، مشيرا إلى أن روسيا ستفرج عن صفقة وقعت بينها وبين سوريا منذ عدة سنوات هذه الصفقة عبارة عن 300 صاروخ لتفجير الطائرات كانت سوريا قد وقعت عليها ودفعت ثمنها لروسيا منذ عدة سنوات إلا أنها تعرضت لضغوط أمريكية لإيقاف هذه الصفقة.

وتابع الخبير الاستراتيجى: روسيا سترد على ضرب سوريا بتسليم الأخيرة هذه الصفقة والتي من شأنها إخلال التوازن الأمريكى من خلال استخدام سوريا لهذه الصواريخ.

وحول الموقف المصرى قال "فؤاد": إن مصر أعلنت موقفها الرافض لتوجيه أية ضربات عسكرية ضد سوريا لأن ضرب سوريا يضر بالأمن القومى العربى، فضلا عما يربط مصر بسوريا من علاقات تاريخية فمصر وسوريا جمعت بينهما "وحدة عربية " كما أن لسوريا موقفا ساند مصر أثناء حرب 1973.

في المقابل قال السفير دكتور عماد عواد مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن هناك تراجعا أمريكيا حيال توجيه ضربة عسكرية لسوريا مشيرا إلى أن أوباما أحال المشروع برمته إلى الكونجرس الأمريكى لمناقشته والذي لن ينعقد قبل التاسع من سبتمبر الجارى وليخرج بقراره بعد ثلاثة أو أربعة أيام، وذلك عقب تراجع بريطانيا وفرنسا عن تأييدهما لشن ضربة عسكرية على سوريا.

وأرجع مساعد وزير الخارجية السابق السبب في تغيير الموقف الأمريكى إلى ثلاث نقاط منها الضغط الذي مارسته روسيا إلى جانب التصريحات الأخيرة لمسئولين روس والتي وصلت إلى حد المطالبة بنزع جائزة نوبل للسلام عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى جانب إشارتها لخطة الدفاع المشترك بينها وبين سوريا فضلا عن تحسب الولايات المتحدة للقيام بعمليات إرهابية على أرضها عقب توجيهها ضربة عسكرية لسوريا منها التهديدات الإيرانية والكورية.

أشار مساعد وزير الخارجية السابق إلى أن الولايات المتحدة غيرت اتجاهها من استخدام القوة العسكرية إلى إحالة رءوس النظام السورى ورئيس الأركان إلى المحكمة الجنائية الدولية حال إذا جاءت تقارير اللجنة التي أرستلها المنظمة الدولية المنبثقة من الأمم المتحدة التي تقوم بأعمال التفتيش بمنطقة "الغوطة" بتأكيد استخدام النظام السورى لغازات كيميائية.

وحول تأثير ذلك الوضع على قناة السويس وما تردد عن إغلاقها حال توجيه ضربة عسكرية لسوريا قال: إن المادة 181 من القانون الدولى تنص على أن الممرات المائية مفتوحة في حالات السلم كما هي في حالات الحرب وبالتالى لا يمكن غلق قناة السويس إلا في حالة استثنائية واحدة هي الأمن الداخلى للبلاد.
الجريدة الرسمية