الضربة العسكرية على سوريا تشعل غضب السياسيين... الخولي: تدخل مصر عسكريا في سوريا أمر مرفوض... شعبان: العدوان على سوريا بداية اعتداء على مصر... وأبو حامد يطالب القادة العرب بالتفاوض مع الأسد
مع استمرار تداعيات المشهد السياسي السوري والأزمة التي تهدد بدخول سوريا إلى نفس المشهد الذي دمر العراق في وقت سابق، خرج علينا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليطلب رسميا موافقة الكونجرس على شن عمل عسكري ضد دمشق بهدف منع نظام بشار من استخدام هجمات بالأسلحة الكيميائية.
وجدد أوباما اتهامه لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بالمسئولية عن شن هجوم بغازات سامة في ضواحي دمشق مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
في حين أثارت كلمة "أوباما" العديد من ردود الأفعال الرافضة في العالم العربي عموما وفي مصر بشكل خاص نظرا للعلاقات القوية تاريخيا بين الطرفين.
وحول فكرة توجيه ضربة عسكرية لسوريا، قال المهندس حسام الخولي سكرتير عام حزب الوفد، إنه يرفض أي تدخل أجنبي في سوريا على الرغم من عدم ارتياحه للأعمال التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد، أو نظامه، حيث أكد أن الهدف الأساسي من الضربة العسكرية التي تنوي الولايات المتحدة توجيهها لسوريا هو هدم الجيش العربي الثاني في المنطقة بعدما دمرت الجيش العراقي في السابق وفشلت في تدمير الجيش المصري باستخدام جماعة الإخوان.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه أمس تحدث باسم المصالح الإسرائيلية وليس حتى الامريكية، مؤكدا أن الثورة المصرية في 30 يونيو، أظهرت المشروع الأمريكي التقسيمي الذي يهدف إلى تقسيم كل المنطقة إلى سنة وشيعة وضرب سوريا وتدمير جيشها حتى تنعم إسرائيل بالهدوء التام.
وعن الموقف المصري من الضربة العسكرية لسوريا، قال الخولي: إن مصر عليها أن ترفض هذه الضربة ولكن ليس بتدخل الجيش في سوريا كما ينادي البعض لأن التدخل في شئون الدول مرفوض وإنما عن طريق ضرب المصالح الأمريكية مشيرا إلى أن الخسائر المعنوية عند الأمريكان تعتبر خسارة كبيرة لا تعوض مطالبا من الدول العربية الاتحاد وتذكر المليون ونصف المليون عراقي ضحية الغزو الأمريكي.
في حين أبدى محمد أبو حامد نائب مجلس الشعب السابق رفضه للقرار الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا مؤكدا أن الأمر ليس مساندة لنظام بشار الأسد، وإنما هو حفاظ على الأمن القومي العربي حتى لا تتكرر تجربة العراق التي كانت لها العديد من الآثار السلبية على الشعب العراقي ومنطقة الشرق الأوسط ككل.
وأضاف أن كل الدول العربية عليها أن ترفض أي تدخل أجنبي عسكري داخل سوريا بحيث يعملون على إيجاد مبادرات لعلاج الأزمة السورية مطالبا جامعة الدول العربية بإصدار بيان تندد فيه بضرب سوريا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب على أن يتم الاتفاق على مبادرات يرعاها قادة عرب يتفاوضون مع بشار الأسد لوقف نزيف الدم السوري.
وتابع أبو حامد، مؤكدا أن خطاب الرئيس الامريكي أوباما أمس أظهر أنه في مازق كبير حيث أنه ضخ الكثير من الأموال من أجل تنفيذ مخططاته في الشرق الأوسط إلا أن نجاح الثورة المصرية أطاح بهذه المخططات ووضعه في مأزق أمام أعضاء الكونجرس الذين يحاسبونه على أموال الشعب الأمريكي.
كما رفض النداءات التي تطالب الجيش المصري بالتدخل في سوريا، إذ أكد أن الجيش من المحتمل أن يخرج للدفاع عن الدول العربية في المستقبل وفقا لاتفاقيات الدفاع المشترك الا أنه حاليا يجب أن يتفرغ للشان الداخلي لتطهير مصر من البؤر الإرهابية.
كما قال أحمد بهاء الدين شعبان منسق الجمعية الوطنية للتغيير والقيادى بجبهة الإنقاذ إنه من رابع المستحيلات أن يقبل أي عربي يؤمن بقضية العروبة بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، مشيرا إلى أن سوريا لها مكانة خاصة في قلب كل عربي وكل مصري على وجه الخصوص باعتبارها بوابة الأمن القومي المصري.
وأضاف أن مصر ترتبط بعلاقات خاصة مع سوريا إذ كانت أول دولة تقيم الوحدة العربية كما تعتبر الدولة الأكثر من حيث الترابط الثقافي والإنساني وهو الأمر الذي يؤكد أن ضرب سوريا هو في الأساس ضرب لمصر من بوابتها الشرقية.
وطالب الحكومة بالوقوف بقوة أمام العدوان على سوريا مشيرا إلى أن هذا العدوان سيكون مدخلا للاعتداء على مصر وغير من الدول العربية مشيرا إلى أن بيانات الإدانة لم تعد تكفي في مثل هذه الظروف حيث لابد من التحرك لإبراز رفض العدوان على سوريا بحيث يكون التحرك دبلوماسيا وسياسيا ودوليا.
وعن مطالبات الجيش المصري بالتدخل في سوريا قال شعبان إن هذا الأمر صعب جدا في الفترة الحالية خاصة وأن مصر لديها العديد من المشاكل الداخلية التي تتمثل في القضاء على البؤر الإرهابية والتي لا تعتبر بعيدة عن مؤامرات إسرائيل والولايات المتحدة.