رئيس التحرير
عصام كامل

رفع الأحذية أمام السفارات


تألمت عندما رأيت بعض المواطنين أمام السفارة التركية يرفعون الأحذية وهم مبتسمون وهم يشعرون أنهم أبطال لأنهم يعتبرون أن رفع الأحذية قد أتى لهم بالانتصار.. وبهذا الفعل يثبتون أن لنا كرامة ونسوا أن الكرامة الحقيقية هي أن نعمل ونكفى قوتنا حتى نملك قرارنا.. لا نعيش على معونات من كد وعرق الآخرين !


أين ذهبت القيم من بعض الناس؟! فمنذ فترة ليست بعيدة فعلنا ذلك أمام السفارة السعودية ورفعنا أيضا الأحذية وكتبنا على جدران سفارتها شتائم وألفاظ لا يمكن لأى إنسان أن يتحمل هذا على بلده ولا على من يمثله ويرأسه.. وانتهت الأزمة بسلام ولن ننسى رقى واحترام خادم الحرمين وسفير المملكة في مصر الذي ترك برنامجا تليفزيونيا سعوديا هاجمه بعض المشاركين لمناقشة أحداث السفارة.. إلا أن حبه واحترامه لمصر ومعرفته أن من قاموا بهذا الفعل السيئ لا يمثلون المصريين ونسوا ما حدث ووقوف خادم الحرمين الشريفين بجانب مصر في أزمتها الآن بثقله السياسي وحكمته لتبقى الحكمة والاحترام والقيم هي ما تبنى سمعة الشعوب لا قلة الأدب.

لا بد أن تظهر مصر بالصورة التي تليق بها.. ولا نترك المجال لقلة قليلة من الناس أن تسيء إلى المصريين وتضيع معها سمعتنا التي نبذل في سبيلها قصارى جهدنا.. ولا أنسى أننى عند مغادرتى للفندق الذي مكثت فيه أسبوعا في باريس الشهر الماضى قمت بتنظيف غرفتى جيدا.. وحتى في المطاعم أنظف ما تبقى أيضا حتى لا تكون وجهة نظرهم عنا.. أن هؤلاء هم المصريون.

إننا أمام أزمة أخلاق تتفشى يوما بعد يوم حتى أصبح الفرد منا يعيش الغربة في بلده وسط انهيار القيم التي بذل أهلنا الجهد من أجل زرعها فينا.. وها هي الآن تنهار وللأسف سينال منا أيضا الانحدار لأننا مهما انعزلنا عنهم لا بد أن نتقابل معهم يوما ما.

إن لدينا أزمة حقيقية في التعبير والأخلاق معا.. فلا يمكن أن تعمم الهمجية على كل المصريين من أفعال القلة منهم لنوصف في بلاد العالم بصفات سيئة.. وإنما التعميم هو الحقيقة فعندما تحرق كنيسة في مصر لا يمكن إنكار مدى الضيق والألم الذي ينتاب كل المجتمع المسيحى تجاه كل المصريين.. ويتناسوا أن من فعلوا ذلك هم أفراد مأجورة معدودة.

الجريدة الرسمية