رئيس التحرير
عصام كامل

«أوباما» يستجدي الكونجرس لتوجيه ضربة عسكرية لدمشق..الرئيس الأمريكي: أملك إصدار أمر بتنفيذ الهجوم دون الحصول على إذن..الهجوم الكيماوي اعتداء على الكرامة الإنسانية وخطر على الأمن القومي للولاي

لرئيس الامريكى باراك
لرئيس الامريكى باراك اوباما

وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما الهجوم الكيماوي الذي وقع في سوريا في الحادى والعشرين من شهر أغسطس الجارى، بأنه أسوأ هجوم كيماوي يشهده العالم في القرن الحادي والعشرين.


وقال أوباما، في كلمة ألقاها اليوم السبت حول الأوضاع في سوريا:" إن حكومة دمشق تتحمل المسئولية عن هذا الهجوم على الشعب السوري".

وأضاف " إن تقارير المخابرات الأمريكية أظهرت القوات السورية وهى تقوم بالتجهيز لهذا الهجوم الكيماوي وإطلاق الصواريخ على المناطق السورية ذات الكثافة السكانية العالية".

ومضى الرئيس الأمريكى باراك أوباما يقول "إن هذا الهجوم الكيماوي الأخير في دمشق أسفر عن مصرع أكثر من ألف شخص من بينهم عدة مئات من الأطفال".

ووصف أوباما في كلمته هذا الهجوم بأنه يمثل اعتداء على الكرامة الإنسانية وينطوى على خطر شديد على الأمن القومي الأمريكي.

وقال:" إن حكومة سوريا قتلت الأطفال بالغاز، وهذا الهجوم الكيماوى يعرض للخطر أصدقاء وشركاء واشنطن على الحدود مع سوريا مثل تركيا والعراق وإسرائيل ولبنان والأردن ".

وحذر أوباما - في كلمته - من استخدام السلاح الكيماوى، وقال " إن الهجوم الكيماوى الأخير من جانب نظام الحكم السورى يمكن أن يؤدى إلى تصعيد في استخدام الأسلحة الكيماوية".

وأضاف " لقد قررت بعد مناقشات مستفيضة ومداولات عميقة أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقوم بعمل عسكري ضد أهداف تابعة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد ".

وتابع قائلا: "إن هذا العمل العسكري لن يكون تدخلا عسكريا مفتوحا في سوريا، كما أنه لن يتضمن إنزال قوات أمريكية في الأراضى السورية، وإن هذا العمل العسكري سيكون محدودا من حيث المدى والنطاق الزمنى، وأنا على ثقة من قدرتنا على محاسبة نظام الرئيس السورى بشار الأسد لاستخدامه أسلحة كيماوية والرعب الناتج عن مثل هذا السلوك".

وقال:"إن القوات الأمريكية اتخذت مواقعها في المنطقة، كما أبلغنا رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية بأن القوات باتت مستعدة لتوجيه الضربة العسكرية إلى سوريا في أي وقت نختاره، كما أنه أبلغنى بأن هذه الضربة يمكن أن يتم تنفيذها غدا أو الأسبوع القادم أو في الشهر القادم ".

وأكد أوباما أنه على استعداد لإصدار الأمر بتنفيذ العمل العسكري ضد سوريا.

وقال الرئيس الامريكي:"لقد اتخذت قرارى بالقيام بعمل عسكري ضد سوريا بوصفى القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية واستنادا إلى قناعتى الشخصية بأنه ذلك يخدم مصالح الأمن القومي الأمريكى، وأصدرت قرارا ثانيا بضرورة الحصول على تفويض من الشعب الأمريكى باستخدام القوة ضد سوريا وذلك من خلال ممثلى الشعب داخل الكونجرس".

وأشار أوباما إلى أنه استمع خلال الأيام الماضية إلى آراء أعضاء الكونجرس بشأن كيفية التعامل المنتظر مع سوريا، كما أنه تحدث أيضا صباح اليوم إلى القيادات الأربع للكونجرس واتفقوا على تحديد موعد لإجراء مناقشات وإجراء التصويت على هذه الخطوة فور عودة الكونجرس إلى الانعقاد.

وتابع أوباما يقول "إن الإدارة الأمريكية على استعداد خلال الأيام القادمة لتقديم أية معلومات لمن يرغب من أعضاء الكونجرس لتساعده على فهم ما يحدث في سوريا وتداعيات ذلك على الأمن القومى الأمريكى".

واعترف اوباما بان الادارة الامريكية اتخذت قرارها بالقيام بعمل عسكرى ضد سوريا دون انتظار لنتائج تقرير فريق المراقبيين الدوليين بشأن الاسلحة الكيماوية فى سوريا ، كما انها قررت المضى قدما دون انتظار لموافقة مجلس الامن الدولى والذى يعانى فى الوقت الراهن من الشلل الكامل والافتقار الى الرغبة فى مساءلة بشار الاسد " على حد تعبيره ". 

وقال اوباما " اعتقد اننى املك سلطة القيام بمثل هذا العمل العسكرى ضد سوريا دون الحصول على تفويض محدد من الكونجرس الامريكى ، ومع ذلك ، يتعين علينا اجراء مناقشات بهذا الصدد داخل الكونجرس نظرا لان المسألة كبيرة بالمقارنة بغيرها من المسائل السياسية الاخرى ". 

واضاف " اعتقد ان دولتنا ستكون اقوى واجراءاتنا ستكون اكثر فعالية اذا ما سرنا فى هذا المسار وطرحنا الامر على الكونجرس خاصة وان كبار زعمائه وافقوا صباح اليوم على ان ذلك سيكون افضل بالنسبة للديمقراطية الامريكية".

واعرب اوباما عن احترامه للاراء التى طالبت بضرورة التحلى بالحيطة والحذر واكد ان ماحدث فى سوريا مسألة تتجاوز الحرب الكيماوية ، فبشار الاسد ارتكب عملا غادرا ادى الى مقتل اكثر من الف شخص من بينهم عدة مئات من الاطفال ، ومن ثم فلابد ان نتعامل مع هذا السلوك ....والا فماذا سنفعل مع الدول الاخرى التى تسعى الى امتلاك اسلحة نووية او مع الارهابيين الذين ينشرون أسلحة بيولوجية اوالجيوش الاخرى التى تقوم بعمليات ابادة جماعية "

وقال أوباما "لن نستطيع أن نربي أولادنا فى عالم تتعارض فيه الأقوال مع الأفعال.. ولاتحترم فيه الاتفاقيات التى نوقع عليها ولاتحترم القيم التى نرفعها؛ ولا اتوقع ان توافق كل الدول على القرار الذى اتخذته بشأن العمل العسكرى ضد سوريا ، لقد سمعت اشارات تأييد عديدة بهذا الصدد من اصدقاء للولايات المتحدة ، ان ما حدث فى سوريا عملية وحشية يتعين مواجهتها واطالب بقية افراد المجتمع الدولى بضرورة الوقوف وراء الاجراءات التى سنقوم بها ضد نظام بشار الاسد ".

واختتم اوباما كلمته بتوجيه رسالة الى الشعب الامريكى قال فيها " اعلم جيدا انكم تشعرون بالقلق من الحرب ..وان الولايات المتحدة ستواصل تأييد الشعب السورى من خلال الاستمرار فى ممارسة الضغوط على نظام حكم بشار الاسد وتأكيد التزامها حيال المعارضة السورية ومواصلة الحلول السياسية التى من شأنها ان تؤدى فى النهاية الى تشكيل حكومة تحترم كرامة الشعب فى سوريا ".

وقال "ان الولايات المتحدة لايمكن - ولا يجب عليها - ان تغض الطرف عما يحدث فى سوريا .. سوف نقيم نظاما جديدا على رماد الحرب ونحن نفعل ذلك انطلاقا من ايماننا بان حق الشعوب فى ان تعيش فى سلام وكرامة يتوقف على اضطلاع الدول خاصة الكبرى منها بمسئولياتها .. والولايات المتحدة لديها الرغبة فى القيام بمثل هذه المسئولية بوصفها الدولة الاقدر علي ذلك من غيرها من الدول الاخرى " . 

وقال اوباما اطالب اعضاء الكونجرس الامريكى من الحزبين الديمقراطيى والجمهورى بالتصويت على هذا القرار – بالعمل العسكرى ضد سوريا – من اجل مصلحة الامن القومى الامريكى . واتطلع الى المناقشات التى سوف يجريها الكونجرس بهذا الصدد وانا أمل ان تدركوا ان هناك امورا تعلو على الخلافات الحزبية الضيقة ...ان المسألة لاتتعلق بمن يشغل منصب الرئيس الامريكى ولكنها تتعلق بالولايات المتحدة كدولة ذات مكانة فى العالم واتمنى ان تظهروا للعالم ان الولايات المتحدة تلتزم بتعهداتها وتنفذ ماتقوله واننا نؤمن بأن الحق فوق القوة "

وتابع اوباما يقول " اعترف بان تلك ليست بالمهمة السهلة ، وانا لم يتم انتخابى فى هذا المنصب لتفادى اتخاذ القرارات الصعبة " .

وقال اوباما " ان الديمراطية الامريكية ستكون اقوى عندما يقف ممثلى الشعب فى الكونجرس الى جانب الرئيس " .

وتابع يقول " اطالب الكونجرس اليوم بتوجيه رسالة الى العالم مفادها اننا على استعداد للمضى قدما الى الامام كأمة واحدة وشعب واحد
الجريدة الرسمية