رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. خطيب مسجد الحصري: الإسلام حث على أن نحب لإخواننا وإن لم يكونوا من ديننا ما نحبه لأنفسنا.. التنازع يضيع الدولة.. إعجاب كل ذي رأي برأيه من المهلكات

فيتو

بعد أن أثار الجدل بما نشر عن تكفيره للشعب المصري لانسياقه وراء القوات المسلحة، تنشر " فيتو" خطبة الجمعة للشيخ الدكتور صلاح نصار أحد أئمة الأزهر، بمسجد الحصري بأكتوبر.

قال الشيخ صلاح، في خطبته أن الله عز وجل قال: "هذا الدين ارتضيته لنفسي ولن يصلحه إلا أمران السخاء وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما سمعتموه" فالدين الذي ارتضاه الله لنا ارتضاه لنفسه.
وأكد أننا بحاجة لأن نتعرف على باب السخاء، بعض الناس يقولون إن السخاء عطاء وجود وكرم وهذا في مجال الماديات، لكن السخاء أعم وأشمل من أن يكون عطاء ماديًا، والعطاء في أن يقذف الله حب الناس في قلب عبد من عباده، فإذا أحبه أعطاه كل ما يلزم بداية من الكلمة الطيبة، ونهاية ببشاشته في وجه أخيه.
وأضاف إن الإسلام في مكة لم تقم له دولة وكان المسلمون المستضعفون يجيئون للرسول- صلي الله عليه وسلم- وقد اعتدي عليهم، وهم جرحى ومصابون، وكان يقول عليه الصلاة والسلام اصبروا، وظل الأمر كذلك حتي هاجروا من مكة للمدينة، فرارًا بدينهم لا فرارًا بأنفسهم.
وتابع الشيخ نصار أن الرسول- صلي الله عليه وسلم- أراد أن يؤسس بالمدينة لدولة، وبعد أن غرس الإيمان في نفوس المؤمنين، ولم يكلفوا بشيء سوي أنهم قالوا "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وترسخت هذه العقيدة في نفوسهم، وكانت الصلاة في آخر عهده- صلي الله عليه وسلم.
وأشار الشيخ نصار إلى أن هناك اقترابا إيمانيا وثيقا في قلوب المؤمنين، وأراد الرسول أن يترجم ذلك في خطاب في المدينة، ونزل الرسول في قباء على مشارف المدينة، فأسس مسجده الأول" لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه" وأراد الرسول أن يكون الانطلاق لكل مناحي الحياة من المسجد، وأن يوثق العبد صلته بربه، والانطلاق من المسجد حيث يخرج الناس بطاقة إيمانية يفعلونها في حياتهم، في جميع أحوالهم وفي سلوكياتهم وجميع معاملاتهم.
الأمر الثاني هو ما آخي به الرسول- صلي الله عليه وسلم -بين المهاجرين والأنصار، بعد أن رسخ الإيمان في قلوب الجميع، فكان المسلم من المهاجرين ينصر أخاه من الأنصار، لكن هناك أمرا لابد من التفكير فيه جليًا وهو استقبال الأنصار للمهاجرين وهذا هو السخاء، والعطاء الحقيقي، والحب المتبادل، والإسلام حثنا أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا، ولو لم يكونوا من ديننا " أحب للناس ما تحب لنفسك" وهذا يشمل الأخوة في الإسلام والأخوة في الإنسانية.
والأمر في الإنسانية يشمل ما لم يعتد عليك، فهو أخ لك في الإنسانية، فقال تعالي في أول سورة النساء "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها"، والذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا يجب أن نبرهم ونقسط إليهم.
المسلم معطاء يعطي الكثير ولا يبخل أبدًا، فالإنسان إذا عود نفسه على العطاء كان له أساس يبني عليه، من العطاء والمحبة والإخاء، كما قال الرسو- صلى الله عليه وسلم -مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، و"المؤمن للمؤمن كمثل البنيان يشد بعضه بعضا" وهذا ما يجب أن نكون عليه.
حذرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من شح النفوس، وبين لنا في حديث قال فيه "ثلاث مهلكات، شح مطاع وهوى متبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه" فالشح يصل بالناس لحب النفس والأنانية، وهذا مرفوض في الإسلام، فالمسلم لابد أن يكون معطاء إلى أن يؤثر على نفسه، أما البخل وشح النفس فيجعل الإنسان يحب ذاته ويصل بالإنسان حد الشقاق الذي نهانا الله عنه عندما قال" وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"، كما يجب على المسلم أن يكون مثاليًا، وأن يطيع الله ورسوله وعدم التنازع لأن التنازع يؤدي للفشل، والفشل يؤدي لضياع الدولة.
وكما قال الإمام الغزالي في تفسيره، " لا تنازعوا" فتضيع دولتهم، وحث الإسلام أبناءه فقال تعالي " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" فيجب أن نظل على الإسلام، ونتمسك بالإسلام، وقال تعالي" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانا".
ودعا الشيخ بتأليف القلوب، مستشهدًا بقول الله تعالي" اتقوا الله ما استطعتم" فالتقوي على قدر الاستطاعة، فإذا كنا نتقي الله في الأسرة وفي إخواننا والوطن الذي نعيش فيه، في تآلفنا وتعاوننا وكنا على قلب رجل واحد، لا شقاق أو نزاع، فكما جمعنا الله على كلمة التوحيد لابد أن نجتمع على توحيد الكلمة.
وأشار إلى أن الأمر الثاني الذي يصلح فيه أمر المسلمين هو حسن الخلق، وهو هدف رسالة الرسول صلي الله عليه وسلم، عندما قال" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، التخلق بأخلاق الإسلام فتحسن لمن أساء وتعطي من حرمك، لا نرد الإساءة بمثلها لكن نردها بالصفح، " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله" وحسن الخلق من مبادئ الإسلام وتعاليمه، وحسن الخلق يجمعنا مع الرسول الكريم، ويجتمع من حسنت أخلاقهم في معيته يوم القيامة.
وشدد الشيخ على ضرورة إصلاح ذات بيننا وجعلها بين تقوي الله وطاعة رسوله، تقوى الله ومخافة الله وأن نكون على خشية من الله، وأن نصلح ذات البين لأن فسادها يضيع الدين، فالله ورسوله يدعونا لإصلاح ذات البين، وهو درء لكل المفاسد، والرجوع لديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودعا لحقن دماء المسلمين في كل مكان.
الجريدة الرسمية