رئيس التحرير
عصام كامل

"فورين بوليسي": علاقة أمريكا وقطر "مختلطة ومشوشة".. الدوحة ترد الجميل لواشنطن بتقويض جهود "أوباما" بالمنطقة.. السياسات القطرية نعمة ونقمة على الولايات المتحدة

الرئيس الأمريكي باراك
الرئيس الأمريكي باراك اوباما

لا يختلف أحد على أن بعض سياسات قطر متعارضة مع الولايات المتحدة ولكن لا يعرف أحد السر في ذلك خاصة وأن قطر بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية كانت نقطة الانطلاق في غزو العراق والإطاحة بصدام حسين، فضلا عن تأكيد تقارير بأن قطر التي تمارس دورا أكبر من حجمها الآن هي في الأساس نتاج فكرة إسرائيلية لشيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى الحالى عرفت بـ "أسرلة قطر" وإن كان ينفيها القطريون، وهى فكرة أقنع بها بيريز أن أي دولة صغيرة يمكن أن تكون كبيرة ولها نفوذ قوى إذا لعبت دورا بالنيابة عن الدولة العظمى التي تسود العالم.


مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تطرقت للعلاقة بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية ووصفتها بأنها مختلطة ومشوشة، وقالت: بعد أن وقفت أمريكا بجانب قطر لتزدهر اقتصاديا ويعلو نفوذها سياسيا في الشرق الأوسط، انقلبت قطر لتعمل ضد مصالح أمريكا في المنطقة، بل وتقوضها.

وأوضحت المجلة أن قطر كانت واحدة من حلفاء الولايات المتحدة الأكثر قيمة في الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي، حيث تستضيف قاعدة القوات الجوية الأمريكية الأكبر في الخليج العربى، وكثيرا ما قدمت الدعم السياسي والمالي لمبادرات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وفي المقابل، واشنطن غالبا ما شجعت النشاط القطري لإضفاء الشرعية على الدبلوماسية الأمريكية، بما في ذلك الدعم السياسي في جامعة الدول العربية لتوجيه ضربة أمريكية محتملة ضد سوريا.

ولكن دور قطر في سياسات الولايات المتحدة المتبعة في الشرق الأوسط أصبحت أكثر بكثير مما هو إشكالية المعترف بها عموما، فالإمارة الخليجية الصغيرة والطموحة سعت إلى استخدام ثروتها الهيدروكربونية الهائلة لتمويل وتسليح الحروب الأهلية في ليبيا وسوريا، وانطلقت لتدعم حماس في غزة وهي إرهابية بالنسبة لأمريكا، وحاولت التوسط في النزاعات في السودان ولبنان. بل والأخطر أن قطر بدأت في محاذاة اهتمامها أحيانا مع الولايات المتحدة الأمريكية. حتى أن قطر أطلقت "قناة الجزيرة أمريكا" لإعادة توجيه الانتباه إلى الأهداف والغايات في الدوحة.

وأشارت المجلة إلى أن النشاط القطري على مدى السنوات القليلة الماضية كان بمثابة نعمة ونقمة بالنسبة للولايات المتحدة، منوهة إلى أن قطر تحركت في كثير من الأحيان بنشاط هدفه تقويض جهود الولايات المتحدة لحل المشاكل الرئيسية في المنطقة. ففي مصر، على سبيل المثال، مكن التمويل القطري الضخم وغير المشروط حكومة الرئيس المعزول "محمد مرسي" من تجنب اتخاذ خطوات صعبة رآها صندوق النقد الدولي (والولايات المتحدة) ضرورية لعودة الاقتصاد المصري إلى مساره الصحيح والتوصل إلى حل وسط مع المعارضين المحللين.

وفي غزة، ساعدت قطر على تقويض جهود الولايات المتحدة لعزل "حماس" ونزع الشرعية عن طريق احتضانها بقوة والعمل من قيادتها من خلال الزيارات رفيعة المستوى إلى غزة. وفي ليبيا، أحبطت باستمرار جهود الولايات المتحدة لدعم تشكيل حكومة انتقالية ليبية معتدلة وشاملة قادرة على الحكم بفعالية.

وانتهت المجلة قائلة إن قطر باتت عقبة لتحقيق سياسات أمريكا في المنطقة وبالتالي تقويض نفوذها وارتفاع نجم قطر كلاعب إقليمي رئيسي في المنطقة المضطربة على إثر ثورات الربيع العربي التي دعمتها بقوة.
الجريدة الرسمية