رئيس التحرير
عصام كامل

أوباما اتهزم يا رجالة


كما قال سعيد صالح في مسرحية «المشاغبين» مرسي الزناتى انهزم يارجالة، خرج علينا الرئيس الأمريكى ليقول في فضائية سى.إن.إن: «أوباما اتهزم يارجالة».. وهزيمة أوباما لحقت به في مصر وعلى أيدى المصريين شعبا وجيشًا.


لقد اعترف أوباما صراحة ودون مواريه بأن السلاح الذي ظل الأمريكان يهددوننا به على مدى عدة سنوات وهو سلاح المساعدات العسكرية فقد فعاليته ولم يعد يجدى أو يخيفنا، وأننا مضينا في طريقنا ولن نتراجع عن بناء دولتنا الديمقراطية العصرية، وأننا لن نفرط في أمننا القومى ومصالحنا الوطنية حفاظًا على مساعدات تتراجع قيمتها الحقيقية عامًا بعد الآخر، نظرًا لارتفاع أسعار الأسلحة والمعدات العسكرية مع ثبات أرقام هذه المساعدات منذ ثلاثة عقود مضت.

فها هو أوباما يقول: إن وقف المساعدات في حد ذاتها قد لا يؤدى إلى عدول الحكومة الانتقالية في مصر عما تفعله.. ويقول أيضًا كانت هناك مساحة بعد الإطاحة بمرسي قمنا خلالها بعمل دبلوماسى في محاولة لتشجيع الجيش المصرى للتحرك في طريق المصالحة لكنهم لم ينتهزوا هذه الفرصة!

وهكذا يعترف أوباما بوضوح.. لقد أخفقنا في مصر ولم يعد ممكنا علاج هذا الإخفاق الآن بالضغط على المصريين بسلاح المساعدات العسكرية، الذي أشهرته أمريكا دومًا في وجوهنا..

غير أن أوباما لا يخفى نية إدارته إلغاء هذه المساعدات بدعوى أن تنسجم تصرفات واشنظن مع القيم الأمريكية، وهى القيم التي أهدرها الأمريكان في كل مكان في العالم ابتداءً من تحالفهم مع المافيا في أوربا لإسقاط الأحزاب الشيوعية وحتى تمرد العراق وأفغانستان مرورًا بتحالفهم مع الإرهابيين طوال الوقت في منطقتنا وما اعترف به هو سبب غضبهم الشديد لما فعلناه في مصر حينما أطحنا بحكم الإخوان الفاشى، ثم حينما تمسكنا بمواجهة الإرهاب الذي مارسه الإخوان وحلفاؤهم..

ويفسر أيضا الحملات التي انخرط فيها الأمريكان ضدنا.. دعونا من أكذوبة المبادئ والقيم التي يتشدق بها أوباما.. فنحن لا ننسى ما قاله أحد مفكرى المحافظين الجدد في أمريكا وهم يستعدون لغزو العراق، حينما أكد أنه لكى يتم الحصول على تأييد الشعب الأمريكى لهذا الغزو، فكان من الضرورى إضفاء طابع أخلاقى عليه عندما تم التسويق إعلاميًا أن هدف الغزو هو مساعدة العراقيين على صنع ديمقراطيتهم.. لكن لأن مرسي أقصد أوباما اتهزم يارجالة في مصر، فإنه يتعين علينا أن نكون حذرين من جانب إدارته.. فهو سوف يسعى للانتقام منا..

ولأنه يدرك أن الضغط المباشر لم يعد يجدى معنا الآن، فإنه سوف يلجأ لرجاله في بلادنا ليثيروا الفتن السياسية وسطنا، والبعض منهم عاود نشاطه في هذا الصدد بالفعل خاصة بعد استقالة د.البرادعى.. أوباما اتهزم في بلدنا، لكن رجاله ما زالوا يحاربوننا ويتآمرون علينا لإجهاض ثورتنا.. فهل ننتبه؟
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية
الجريدة الرسمية