أحزاب للبيع !!
آلو.. آلو ورحمة الله وبركاته... حزب للبيع بمشتملاته ومرتكزاته، 1979 معدل، يؤمن بالسلام كخيار إستراتيجي، العداد ألف كيلومتر فقط، عمره ما مشي ولا اتحرك فابريكة دواخل وخوارج، يمكنه الدوران في المحل، عمره ما رش ولا اترش لا بالماء ولا بالدم، جنوط اسبور!!، فتيس يدوي نقلة واحدة للأمام وعشرة إلى الخلف، اللون ثوري فوشية، بيحدف يسار وكمان يمين، يمكن ضبطه ليبقى وسط، وسط تجاري ووسط سياسي ووسط فني ووسط منحط، بعد تركيب عدة هز الوسط، يمشي على الرصيف وجنب الحيطة ويحب الزيطة، به كل الكماليات ورفوف إضافية لإضافة قواعد شعبية، وشراء العبد ولا تربيته، مليون جنيه فقط، السعر قابل للتفاوض والدفع كاش!!
للجادين فقط!!
آلو: مستعدين نشتري بعشرة آلاف جنيه، آلو: موافق، آلو: وأنا مش موافق، لأن موسم بيع وشراء الأحزاب ولى وانقضى، ولأن الانتخابات القادمة فردي ولأنك لست مضطرًا لا لعمل أو شراء حزب كي تتمكن من دخول البرلمان.
قانون الأحزاب ذو الخمسة آلاف توكيل وانتخابات القوائم كان مجرد خدعة كبرى وقعنا فيها جميعا لم يكن لها من هدف إلا تسليم السلطة للكارتيلات السياسية الكبرى القادرة على تمويل أحزاب خمسة نجوم وسوق البسطاء الفقراء للتعليم على قوائمها كي يصل إلى البرلمان البلكيمي وونيس وأم أيمن التي كان عليها أن تنشئ حضانة للأطفال لا أن تجلس في سدة التشريع.
خمسة آلاف توكيل الله وحده يعلم كم تكلفت لتذهب في النهاية إلى لجنة للأحزاب ثم محكمة للأحزاب (وآل إيه جاي القانون يداوينا!!) لينتهي الأمر بلا وألف لا مكتوبة مقدمًا ومعدة سلفًا لتبقى الهيمنة الأبدية على البرلمان والرئاسة بيد أحزاب (أفاع كبرى) تمولها قطر أو السعودية أو أمريكا كما حدث بالفعل تضمن حصة الأسد من البرلمان ولا عزاء للأفراد مهما بلغ ثراؤهم ولا للكيانات الصغيرة الناشئة التي كتب عليها الشقاء والفناء الأزلي بدءًا من رحلة السراب بحثًا عن خمسة آلاف توكيل ثم رحلة الضياع أمام لجنة الأحزاب وصولًا إلى رحلة الفناء أمام صناديق الانتخابات، حيث لا يمكن أن تتكافأ على الإطلاق القدرات المالية بين أحزاب تمولها كارتيلات تتخفى وراء دول ومخابرات ذات نفوذ هائل وأحزاب صغيرة ناشئة تنحت في الصخر من أجل طباعة صورة أو ورقة.
لم يبق أمام صاحبنا الذي (تملك) حزبًا بالوراثة سوى عرضه للبيع بهذا السعر البخس أملًا في الفوز بلقمة العيش وليس الفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، لكن العرض جاء متأخرًا بعد أن انكشفت الخدعة الكبرى.
لا فرصة أمام صاحبنا سوى بيع الحزب لمتحف أحزاب سادت ثم بادت.
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية..