محفوظ جسد شخصية "سيد قطب" في المرايا
جسد الأديب والمفكر الكبير نجيب محفوظ شخصية الشيخ "سيد قطب" في إحدى رواياته الشهيرة وهى رواية "المرايا"، وذكر الكاتب رجاء النقاش في كتابه عن مذكرات نجيب محفوظ، أن محفوظ تحدث في كتاباته عن سيد قطب وما حدث له من تحولات فبعدما كان مهتما بالأدب والفنون الأدبية، أصبح شخصية متطرفة تصدر الفكر التكفيري بصفته أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
وتقول المذكرات إن محفوظ لم يزر سيد قطب سوى مرة واحدة، يقول عنها محفوظ: "ذهبت إليه رغم معرفتى بخطورة هذه الزيارة وبما يمكن أن تسببه لى من متاعب أمنية، وفى تلك الزيارة تحدثنا عن الأدب ومشاكله ثم تطرق الحديث إلى الدين والمرأة والحياة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي ألمس فيها بعمق مدى التغيير الكبير الذي طرأ على شخصية سيد قطب وأفكاره.
رأيت أمامى إنسانا آخر حاد الفكر متطرف الرأي، يرى أن المجتمع عاد إلى الجاهلية الأولى وأنه مجتمع كافر لا بد من تقويمه بتطبيق شرع الله انطلاقا من فكرة «الحاكمية» وسمعت منه آراءه دون الدخول معه في جدل أو نقاش حولها، فماذا يفيد الجدل مع رجل وصل إلى تلك المرحلة من الاعتقاد المتعصب".
ويذكر محفوظ أيضا أنه ظل يعتبر «قطب» حتى اليوم الأخير من عمره «صديقا وناقدا وأديبا كبيرا كان له فضل السبق في الكتابة عنى ولفت الأنظار إلىّ في وقت تجاهلنى فيه النقاد الآخرون.
ولتأثري بشخصية سيد قطب وضعتها ضمن الشخصيات المحورية التي تدور حولها رواية «المرايا» مع إجراء بعض التعديلات البسيطة.