نجيب محفوظ يرفض مقابلة حسن البنا
لم يكن الأديب العالمى الراحل "نجيب محفوظ" مؤيدًا مطلقًا أو معارضًا مطلقًا لأي نظام، كما لم يكن ناصريا ولم يصبح ساداتيا في يوم من الأيام.. فقد أيد السادات في 6 أكتوبر 1973 وفي محاولاته لفرض عملية السلام في الشرق الأوسط.
وعندما يسمع كلمة الحرب أول ما يتبادر إلى ذهنه هل هذه الحرب في مصلحة "مصر" أم لا هل هذا القرار أو ذاك في مصلحتها أم لا؟.. هو إذن كأي شخص عادي لا تشغله توازنات السياسة بقدر ما تشغله مصلحة الوطن.
كره "محفوظ" منذ بداية تفتح وعيه السياسي حزب "مصر الفتاة" وجماعة الإخوان.. فالحزب من وجهة نظره أفصح عن انتهازية وفاشية في وقت واحد والجماعة بدأت كجمعية دينية حتى أن بعض الوفديين انضموا إليها إلا أنها أفصحت عن مآربها السياسية فيما بعد الأمر الذي أدى إلى هجوم الوفديين عليها ومحاربتها في الانتخابات البرلمانية.
كان "جودة السحار" صديقًا لـ "محفوظ" وكانت له ميول إخوانية لذا عرض عليه ذات يوم أن يقابل "حسن البنا" إلا أن "نجيب" رفض هذا العرض بشدة حيث كان يرى أن هذه التيارات تمثل خطرًا كبيرًا على المجتمع حيث انها تنتشر في الأوقات التي ينتشر فيها الفساد على مر العصور.
لم يسلم محفوظ من هجوم هذه التيارات التي كانت تصفه وغيره من الكتاب بـ "حثالة الغرب" كما اعتدوا على معرض الكتاب في الإسكندرية وصادروا كتبه وكتب "طه حسين" وغيرهما من الكتاب، بالإضافة إلى حادثة محاولة اغتياله الشهيرة من قبل شاب لم يقرأ كتبه قط.