رئيس التحرير
عصام كامل

"المطبات" تهدد حلم "أوباما" بالحرب على سوريا.. "الكونجرس" يعترض ويطالب بـ"أدلة كافية".. زيادة المخاوف على فريق التفتيش الدولى.. فقدان الدعم الإقليمى.. و"الدب الروسى" يتوعد الإدارة الأمريكية

الرئيس الأمريكي باراك
الرئيس الأمريكي باراك اوباما

ذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور)، الأمريكية اليوم الجمعة أن العقبات من الداخل والخارج ظهرت فجأة في طريق الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضرب سوريا.. مشيرة إلى أن أوباما يزود أعضاء الكونجرس الأمريكي بالأدلة حول شن النظام السوري هجوما بالأسلحة الكيميائية ضد شعبه.


وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن سلسلة مفاجئة من العقبات، بما في ذلك تصاعد حدة المعارضة داخل الكونجرس ومطبات صناعية في الخارج قد تؤدي بشكل كبير إلى تباطؤ مضي الولايات المتحدة في مسارها نحو تنفيذ ضربات جوية في سوريا بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية هناك.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي قال أمس الخميس إنه "خلص" إلى نتيجة مفادها أن الرئيس السوري بشار الأسد شن هجمات بالأسلحة الكيميائية على نطاق واسع، وأنه لابد أن يحاسب.. مضيفة أنه على ما يبدو فإن أوباما بصدد أن يقرر إما أن ينتظر الشركاء الدوليين للانضمام إلى الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تنفذ فعليا هجمات عقابية لأكثر من أسبوع، أو أن تقرر الولايات المتحدة أن تذهب وحدها وتبدأ إجراءات انتقامية دون مشاركة الحلفاء.

وأشارت إلى أن البيت الأبيض يقدم لقادة الكونجرس أدلة تفيد بأن الرئيس السوري بشار الأسد نفذ هجمات كيميائية في الحادي والعشرين من أغسطس الجاري والتي تقول منظمات الإغاثة الدولية إنها أدت لمقتل المئات من المدنيين السوريين.. وسوف تعلن هذه الأدلة إلى العامة بحلول نهاية الأسبوع الجاري، وفقا لمسئولين في البيت الأبيض.

واستطردت الصحيفة أن قائمة متزايدة من أعضاء الكونجرس تقول إن الرد العسكري الأمريكي يتطلب أكثر من مجرد مؤتمر هاتفي مع زعماء الكونجرس لتقديم الأدلة، وقال رئيس مجلس النواب جون بوينر أمس الخميس إن العديد من المخاوف لم تعالج وأن قضية توجيه ضربات عسكرية سيتطلب المزيد من الوقت والشرح من أوباما.

وأضافت الصحيفة أن المعارضة الداخلية تتصاعد مع زيادة التعقيدات الدولية، بدءا بعجز رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فى الحصول على موافقة سريعة من البرلمان البريطاني للقيام بعمل عسكري ضد سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم المحللين العسكريين والإقليميين ما زالوا يتوقعون انتظار أوباما لانضمام الشركاء الدوليين إلى أي نشاط لدرجة أنه وعلى نطاق أوسع، الولايات المتحدة - لا تريد أن تتهم بأنها توجهت منفردة.. في حال قيامها بتنفيذ عمل عسكري مرة أخرى ضد إحدى دول الشرق الأوسط. ولكن بعضم أشار إلى أنه نظرا " للجدول الزمني الضيق " الذي وضعه أوباما لاتخاذ إجراءات عقابية ضد الأسد ويمكن أيضا مطالبة الرئيس على التصرف، ربما في غضون بضعة أيام، في وجود شيء ما أقل أن يعتبر تحالف قوي.

وأضافت الصحيفة أنه من بين المعقوقات الأخرى التي يبدو أنها ستؤدي إلى تباطؤ أي عمل عسكري أمريكي ضد سوريا هو وجود مفتشي الأسلحة الكيميائية في سوريا والذين يعتقد أنهم لن ينهوا عملهم هناك قبل غد السبت.. وأنه من غير المرجح أن تقوم أمريكا بضرب منشآت الأسلحة الكيميائية السورية بينما فريق التفتيش الدولي لا يزال يعمل هناك.. كما أن بعض الدول قد انضمت إلى تحالف المطالبين بأن يقدم فريق الأمم المتحدة تقريره أولا إلى الأمين العام بان كي مون ومجلس الأمن.

وتابعت أن البرلمان البريطاني سيستأنف مناقشاته بشأن سوريا الأسبوع المقبل، وحتى ذلك الحين فإن ما يعتبر شريكا رئيسيا في أي عمل عسكري قد لا يكون على استعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وعلى الصعيد ذاته، اتهمت جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء الماضي الأسد بتنفيذ هجمات بالأسلحة الكيميائية ضد شعبه.. ولكنها في الوقت نفسه رفضت دعم أي عمل عسكري عقابي.. مشيرة إلى أن هذا الموقف يعتبر أقل من المأمول بالنسبة لإدارة أوباما.. وهو ما يشير إلى أن الولايات المتحدة لن تتمتع بهذا النوع من الدعم الإقليمي الذي كان متوفرا خلال التدخل في ليبيا في عام 2011 من أجل ضرب سوريا.

ومن بين الأمور الأخرى، أن أوباما سيتوجه إلى روسيا الأسبوع المقبل لحضور قمة العشرين في سانت بطرسبرج خلال الفترة من 5 إلى 6 سبتمبر المقبل.. وأنه لا يفضل أن يتم تنفيذ الهجوم على سوريا بينما الرئيس الأمريكي يعقد اجتماعات مع زعماء العالم - بمن في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقا لما يقوله أكثر المحللين في السياسة الخارجية.

ويقول خبراء عسكريون إنه من ناحية أخرى، سننتظر إلى ما بعد قمة العشرين، ويمكن إلى منتصف سبتمبر، الأمر الذي من شأنه أن يعطي الأسد وقتا كافيا لنقل كل ما بوسعه من العتاد العسكري استعدادا للهجوم ضده.

وتابعت أن أوباما سوف يلقي بكلمة أمام دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر الشهر المقبل بحضور قادة العالمـ حيث يرى بعض المحللين في الشئون الدولية أنه من غير المرجح أن يتحدث أوباما إلى الهيئة العالمية في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بقصف بلد عربي، حتى ولو كان سوريا الأسد.
الجريدة الرسمية