رئيس التحرير
عصام كامل

«التيار الشعبي» يطرق أبواب «الحياة الحزبية».. القرار النهائي في 21 سبتمبر الجاري.. «الجندي» نقطة تحول في تاريخ أنصار «صباحي».. أبناء «حمدين» يخوضون ال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يتخيل عدد كبير من شباب «التيار الشعبي المصري» أن يتحول حلمهم إلى حقيقة ويصبح هذا التيار منتشرا بشكل كبير في جميع أنحاء الجمهورية تحت زعامة مؤسس التيار «حمدين صباحي»، أو كما يطلق عليه أنصاره «النسر المصري».


بدأ حلم أنصار «النسر»، منذ دخوله معركة الانتخابات الرئاسية السابقة، والتي خرج «صباحي» من مرحلتها الأولى مرفوع الرأس بعد حصوله على 5 ملايين صوت انتخابي، تلك الأصوات التي كانت «نواة انطلاق مشروع التيار الشعبي».

يوم بعد الآخر، يتجسد الحلم ويتحول لواقع، ويصبح «سبتمبر 2012» يوم ميلاد «التيار الشعبي المصري»، ليخوض مرحلة صعبة وحرجة في صفوف المعارضة، ليصبح تيارا ثوريا خالصا خرج من رحم ثورة « 25 يناير»، يبتعد عن تياري «نظام مبارك» و«الإسلاميين».

ظل «التيار الشعبي» على مدى عام ومع بداية الإعلان عن مظاهرات «كشف الحساب»، التي دعا لها العديد من شباب القوى الثورية للتظاهر ضد الرئيس المعزول محمد مرسي عقب انتهاء أول 100 يوم من حكمه دون الوفاء بما تعهد به.

كان أبناء «صباحي» أول الداعين للخروج في تظاهرات ضد مرسي، كما كانت المنصة الرئيسية الموجودة بميدان التحرير في ذلك اليوم خاصة بـ«التيار الشعبي»، واتخذت جماعة الإخوان قرارا «غير متوازن» بالخروج في مظاهرات مضادة مما أدى إلى وقوع أول صدام على الأرض بين شباب القوى السياسية والنشطاء من جهة وميليشيات جماعة الإخوان من جهة أخرى.

وظل أعضاء وشباب التيار الشعبي في كل المظاهرات المناهضة لحكم جماعة الإخوان حتى الإعلان الدستوري الذي صدر في 22 نوفمبر من العام الماضي، وهو ما حول المشهد السياسي في مصر بشكل واضح، وتحديدًا بعد أن قررت قوى المعارضة التي طالما اختلفت فيما بينها، توحيد صفوفها والخروج بشكل تحالف أطلق عليه «جبهة الإنقاذ الوطني»، وبالطبع كان في القلب من تلك الجبهة التيار الشعبي المصري.

وخرج «حمدين صباحي» ليلقي أول بيان للجبهة وإلى جواره الدكتور محمد البرادعي وسامح عاشور نقيب المحامين والسيد البدوي رئيس حزب الوفد، وغيرهم من القيادات والأحزاب التي أعلنت انضمامها لجبهة الإنقاذ.

كان الإعلان عن جبهة الإنقاذ بالتزامن مع المسيرات والمظاهرات الموجودة في الشارع المصري، والتي استمرت لعدة أيام وأعقبها إعلان جبهة الإنقاذ الاعتصام بميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية حتى قامت ميليشيات الإخوان بفض اعتصام الاتحادية بالقوة واستخدام السلاح.

ورغم من كل ذلك، ظلت المظاهرات مستمرة حتى 25 يناير من العام الحالي وكان ذلك اليوم أحد الأيام الفارقة في تاريخ «التيار الشعبي»، حيث تعرض أحد أعضاء التيار للاختطاف وهو «الشهيد محمد الجندي»، وذلك خلال الأحداث التي شهدها ميدان التحرير لعدة أيام، ثم عثر عليه بعد ذلك في مستشفى الهلال متأثرا بجراحه نتيجة تعذيبه أثناء اختطافه لعدة أيام وتوفي «الجندي» متأثرًا بجراحه وتصاعدت حدة التيار الشعبي في الخطاب، وتحديدًا جيل الشباب في التيار وارتفع سقف مطالبهم لإسقاط النظام وليس مجرد إلغاء الإعلان الدستوري أو غير ذلك من المطالب التي رفعتها جبهة الإنقاذ الوطني.

واستمرت حالة الشد والجذب، حتى إطلاق حملة «تمرد» لسحب الثقة من «محمد مرسي»، وكان التيار الشعبي أول قوة سياسية تعلن بشكل رسمي ومباشر فتح مقارها لاستقبال استمارات الحملة، مطالبًا أعضاءه بالعمل في كل محافظات مصر لجمع توقيعات المواطنين على استمارات «تمرد» واستطاع أعضاء التيار الشعبي على مدى شهرين هما عمر حملة «تمرد» أن يجمعوا مليونا و161 ألف استمارة.

وبعد أن نجحت ثورة «30 يونيو» وتم إسقاط نظام الإخوان، بات هناك وضع مختلف، حيث بدأ الحديث عن حل جبهة الإنقاذ الوطني باعتبار أن دورها انتهى وأن الهدف منها أيضًا انتهى، إلا أن التيار الشعبي بزعامة «حمدين صباحي» وقف لوقت طويل ضد هذا الطرح، الذي تبناه حزب الوفد، وتمسك بتحول الجبهة إلى تحالف انتخابي يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بل وتقديم مرشح رئاسي يتفق عليه داخل الجبهة رغم أن المشهد الحالي يؤكد صعوبة ذلك.

وفى الفترة الأخيرةـ فجر التيار الشعبي مفاجأة جديدة وهى الإعلان عن نية التيار تقنين أوضاعه وتحول التيار لحزب سياسي جديد باسم التيار رغم أن معظم قيادات التيار بمن فيهم «صباحي» أعضاء بحزب «الكرامة».

وقد تداول أعضاء التيار فيما بينهم خلال الفترة الماضية عدة أطروحات منها حل حزب الكرامة على أن تتم الاستفادة من قاعدة بياناته لتصبح قلب حزب التيار الشعبي، بالإضافة إلى التوكيلات التي سوف يقوم أعضاء التيار غير المنتمين للكرامة بعملها لتأسيس «حزب التيار الشعبي»، إلا أن تباين وجهات النظر بين أعضاء التيار كان سببا في تأجيل الفكرة لطرحها على المؤتمر الثاني للتيار الشعبي والذي من المقرر عقده في 21 سبتمبر الجاري والتصويت بشكل علني خلال المؤتمر على فكرة تأسيس الحزب.

ويظل وضع التيار الشعبي معلقا حتى 21 سبتمبر لمعرفة ما سيقرره أعضاء المؤتمر العام حول وضع التيار، في الوقت الذي تؤكد فيه جميع المؤشرات أن «التيار الشعبي» بات قريبا من التحول لحزب سياسي، ليخوض الانتخابات بعيدًا عن جبهة الإنقاذ الوطني.
الجريدة الرسمية