رئيس التحرير
عصام كامل

«سوريا تسيطر على صفحات الصحف العربية».. «البيان»: العملية العسكرية لحماية المدنيين.. «الرياض»: بشار يعيد للأذهان سيناريو «الأسد» الأب.. «الشرق»: روسيا

الصحف العربية
الصحف العربية

اهتمت الصحف العربية، الصادرة صباح اليوم الجمعة، بتطورات الأزمة السورية في ضوء التحضير لضربة عسكرية تعد لها الولايات المتحدة وحلفاؤها ردا على استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق.


وتحت عنوان (حماية المدنيين) رأت صحيفة "البيان" أنه من البديهي أن أي عملية عسكرية أو حرب تستهدف في المقام الأول حماية المدنيين أو إرساء الأمن والسلم في نهاية المطاف، فلا توجد حرب تشن على نظامٍ ما دون أن يكون أحد أهم مراميها وضع حد لآلة القتل لا سكب المزيد من الدماء، واليوم في سوريا تلوح في الأفق ملامح ضربة عسكرية إثر استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق قبل أكثر من أسبوع في واحدة من أبشع المجازر في تاريخ العرب الحديث خاصة أن المتضررين في هذه الفاجعة كانوا من المدنيين.

وأضافت الصحيفة أنه إذا كانت حماية المدنيين الهاجس الأساس للمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والتحالفات الفاعلة على الأرض في غير مكانٍ من العالم فواجب التدخل أمر لا مناص منه وضروري وحتمي ويجب أن يحدث في أسرع وقتٍ ممكن لأن التأخير سيعني مزيدًا من الضحايا والنازحين.

وأشارت الصحيفة إلى أن أعين العالم تتطلع اليوم إلى سوريا التي باتت مزيجًا مما حصل في البلقان وأفريقيا بينما يستمر النزيف منذ أكثر من عامين وسط عجزٍ دولي فاضح وغير مبرر تجاه كارثة إنسانية قبل أن تكون سياسية وطالت المدنيين قبل أن تنال من العسكر أو الأطراف المسلحة.

وأعادت صحيفة "الرياض" السعودية إلى الأذهان، ما قام به الأسد الأب في حماة، حيث أباد ما يزيد على ثلاثين ألفًا بكل وسائل أسلحته، ولم يرحم صدام حسين بعض أفراد عائلته ورفاقه وشعبه دون استثناء كردًا وعربًا، سنة وشيعة، في سبيل أن يبقى على كرسيه، ولم يكن القذافي أقل إجرامًا حيث وسع دائرة إرهابه بإسقاط طائرة أمريكية على (لوكربي) استدعت دفع ليبيا ما يزيد على (7) مليارات دولار تعويضات لعائلات الضحايا وغيرها من العقوبات، وحوّل بلدًا غنيًا إلى مركز تصدير للإجرام والسجون والفقر والأمية بسبب جنون العظمة.

ووصفت الصحيفة الأسد الابن، بأنه "نيرون" جديد يفعل ما يعزز غريزة القتل في تكوينه التربوي ونزعته غير السوية، حيث أراد أن يكون النسخة عن والده، ليعاقب سورية بشرًا وتراثًا واقتصادًا بجميع أدوات التدمير.

أما صحيفة "المدينة" السعودية فقالت "ربّما اعتقد سفاح سوريا بشار الأسد أن واشنطن تقاعست عن عزمها توجيه الضربة العسكرية، التي أكدت كافة المؤشرات على أنها واقعة، بعد تحركات العديد من القطع البحرية الأمريكية والبريطانية نحو سوريا".

وأشارت إلى أن التغاضي عن تلك الجريمة سيعتبر بمثابة ضوء أخضر لتكرارها؛ بما يؤدّي إلى تقويض القيم والأسس الأخلاقية والإنسانية التي تدعو لها كافة الأديان السماوية، والتي قامت على أساسها مباديء حقوق الإنسان، والأمم المتحدة نفسها.

وبينت الصحيفة أن معاقبة النظام السوري لن تكون فقط بسبب جريمة استخدامه السلاح الكيميائي في الغوطة، وتسببه في مقتل أكثر من 1000 شخص بما في ذلك الأطفال والنساء، فقد شكلت تلك الجريمة الذروة في سلسلة الجرائم التي نفذها ضد شعبه، وأودت بحياة عشرات الآلاف من الضحايا باستخدامه كافة الأسلحة الفتاكة.

فيما رأت صحيفة "الشرق" السعودية أن روسيا وإيران الحليفتان للنظام السوري ما زالتا ترفضان حتى اللحظة فكرة إيواء بشار الأسد وعائلته، فيما يبدو وكأنهما لا ترغبان في حمل إرثه من الإجرام والوحشية.

وقالت "ومع التصلب الذي يبديه رئيس النظام السوري تجاه مطالبات شعبه بتنحيه عن سدة السلطة في البلاد، ومع فشل كافة المحاولات والحلول السياسية الدبلوماسية التي بذلت على كافة المستويات لحل الأزمة السورية، ومع التداعيات المتتالية لممارسات النظام ضد الشعب السوري بالإرهاب والقتل وسفك الدماء، التي كان آخرها القتل بالأسلحة الكيماوية ما أوجد أرضية خصبة لاستهداف النظام بضربة عسكرية ومعاقبته على استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين الأبرياء العزل".

وخلصت الصحيفة إلى أنه لا يمكن أن يظل بشار الأسد رئيسًا، ولا يمكن أن يدخل في أية تسوية سياسية يتم التخطيط لها سواء كان ذلك قبل الضربة المتوقعة في أية لحظة أو بعدها.

فيما أرجعت صحيفة "اليوم" السعودية الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، إلى قصر نظام الأسد وسوء إدارته وهيمنة الفكر الطائفي الأحادي على قراراته.

ورأت أن الخروج من النفق السوري المظلم، واضح وبسيط، وهو أن يجنح النظام إلى الحكمة ومواجهة الحقيقة بشجاعة، والاعتراف بإرادة السوريين وأنهم شعب كريم لم يعد يتحمل الإهانات التاريخية وشظف العيش والفساد.

وشددت الصحيفة على أنه لو أزال النظام الغشاوة عن عينه، بهذه الحقائق السورية التاريخية، فإنه ربما كان سيجد ألف سبيل لإخراج سوريا من محنتها الراهنة، وحفظ دماء السوريين وصيانة كرامتهم.

وأشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أن ما يكتبه البعض في الصحف والمواقع الإلكترونية حول التدخل العسكري في سورية، يدعو إلى الدهشة، فالبعض يدعو بكل تطرف إلى تدمير البنى التحتية وقتل أبناء هذه الطائفة أو تلك وتهجير من تبقى منهم، وغير ذلك من أعمال غير إنسانية لا يقبلها عقل ولا منطق ولا شريعة.

ورأت أن القوة هي الحل الوحيد الرادع لنظام لبشار، لكن ما لم يستوعبه بعض المتحمسين أن للحرب قوانينها وأهدافها، وهدف هذه الحملة يجب أن يقتصر على الإطاحة بنظام الأسد أو إجباره على القبول بالحل السياسي الذي يحمي الشعب السوري من بطشه.

وبينت الصحيفة أن استخدام الكيماوي في سورية جريمة لا يقبلها أحد، ويجب معاقبة من قام بها وفقا للقوانين والشرائع الدولية، لكن هذا لا يعني أن تتعرض سورية كلها للدمار كما يتمنى بعض الحاقدين.
الجريدة الرسمية