اللجوء السياسي "الحديقة الخلفية" لدعم الإرهاب.. عبد المنعم سعيد: مبررات الدول أنهم سياسيون مضطهدون.. مكرم محمد: بوابة لعبور الإرهابيين تحت غطاء حقوق الإنسان
يتخذ الإرهابيون حول العالم العديد من الأساليب التي يحاولون بها الهرب من جرائمهم ومصيرهم الذي ينتظرهم أيا ما طال الوقت، حيث تبرز فكرة اللجوء السياسي لدي الدول الغربية كأحد أهم هذه الطرق، ويشير التاريخ الحديث إلى عدد من الحالات التي فتحت فيها بعض الدول أبوابها للمتهمين في قضايا الإرهاب تحت شعار "اللجوء السياسي" للمضطهدين في بلادهم.
وتعتبر بريطانيا من أكثر الدول التي تمنح حق اللجوء السياسي للمتهمين بالإرهاب على مستوي العالم، فقد منحت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حق اللجوء السياسي، على الرغم من أنه من أبرز الإرهابيين المطلوبين للمحاكمات الدولية، وكذلك منحت الإيراني "المنتصر البلوشي" حق اللجوء السياسي، ومن ثم الإقامة الدائمة التي جعلته يعامل كناشط سياسي تحميه الشرطة الإنجليزية رغم أنه متهم من قبل إيران بتهم تتعلق بالإرهاب.
كما منحت السلطات الإيطالية الشيخ "الحسيني عرمان" الشهير بـ"أبو عماد المصري" أو "شيخ ميلانو" حق اللجوء السياسي رغم اتهامه في عدد من القضايا الإرهابية والجهادية، وهي الخطوة التي فسرها بعض المحللين بأنها تأتي لعرقلة طلب مصري بتسليم أبو عماد للقاهرة، ورغبة السلطات الإيطالية في الإبقاء عليه على أراضيها حتي يمكنها استخدامه كورقة ضغط على الحكومة المصرية بعد ذلك.
وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت بريطانيا ملجأ للإرهابي الأردني "محمود عثمان" الشهير بـ "أبو قتادة" الذي وصف في الماضي بأنه "سفير ابن لادن في أوربا" والذي حصل على اللجوء السياسي على الرغم من اتهامه في عدد من القضايا الإرهابية، منها هجوم على المدرسة الأمريكية في عمان، والتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سائحين أثناء احتفالات الألفية في الأردن، إلا أنه بعد معركة قضائية طويلة وبعد أسابيع من اتفاق بين الأردن وبريطانيا تم ترحيله إلى عمان ليواجه محاكمته هناك، ولتظهر في قضيته دولة أخرى تعرض عليه اللجوء السياسي وهي تونس، إلا أنه يرفض العرض ويقرر العودة إلى الأردن.
ولم يختلف الموقف الأمريكي عن الموقف البريطاني في دعم الإرهاب واستضافة الإرهابيين، ويعتبر الشيخ عمر عبد الرحمن أبرز الأمثلة على ذلك، فعلي الرغم من أنه عاش فترة في الولايات المتحدة وتمتع بالدعم الأمريكي له حينما أدار أحد المراكز والمساجد هناك، إلا أنه عوقب بالسجن مدي الحياة هناك، بعد أن ساهم في عملية تفجير مبني التجارة العالمي عام 1993.
وعن تحليل مواقف هذه الدول من دعم الإرهاب قال الدكتور عبد المنعم السعيد -الرئيس السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- إن هناك عددا من الدول التي تقدم للإرهابيين خدمات الإيواء واللجوء السياسي، على الرغم من كونهم مطلوبين للعدالة، مشيرا إلى أن هذه الدول يكون في اعتقادها اختلاف القواعد التي يقوم عليها النظام القضائي بينها وبين الدول التي تحاكم المتهمين بالإرهاب، وبالتالي فاختلاف المواصفات بين النظم يعطي الدافع لهذه الدول كبريطانيا والدول الإسكندينافية لاعتبار هؤلاء سياسيين مضطهدين في بلادهم وليسوا إرهابيين.
كما أوضح أن السبب الرئيسي وراء استضافة الدول للإرهابيين يرجع إلى إيمانهم بحقوق الإنسان، وبأن هؤلاء هم أشخاص مضطهدون في بلادهم، نافيا أن يكون السبب الحقيقي سياسيا لاستعمالهم كورقة ضغط، وأكد أن لنا تاريخا طويلا مع الإرهاب لم نسمع فيه عن استخدام الإرهابيين كورقة ضغط.
وأضاف أن الشيخ عمر عبد الرحمن الذي ذهب إلى الولايات المتحدة واتهم في تفجير برج التجارة الأول عام 1993 لم يستخدم للضغط على الحكومة، كما أن الإخوان هاجروا في الخمسينيات وعاد بعضهم أكثر ديمقراطية ككمال الهلباوي، في حين أن بعضهم عاد أكثر تطرفا.
وأكد "السعيد" أن هناك عددا من الدول التي استخدمت اللجوء السياسي لدعم الإرهابيين وهي الدول الأصولية، ومنها إيران والسودان وباكستان، فقد تستخدم اللجوء من أجل توجيه الإرهابيين إلى دول أخرى، مشيرا إلى أن مسألة اللجوء السياسي للإرهابيين قد تحدث في مصر قريبا من قبل قادة جماعة الإخوان، وكثرة الحديث عن اتهامهم بالإرهاب سيعطي لهم الفرصة للترويج بأنهم مضطهدون ويحتاجون إلى اللجوء السياسي.
أما الكاتب مكرم محمد أحمد- نقيب الصحفيين الأسبق- فقد أوضح أن اللجوء السياسي تم استخدامه كبوابة عبور للإرهابيين على مدي فترات طويلة، وأبرز الأمثلة على ذلك هي بريطانيا التي أعطت جماعة الإخوان وأنصار تيار الإسلام السياسي حق اللجوء السياسي في الغرب، في حين أخذت اليمن نفس المركز في العالم العربي
أشار "مكرم" إلى أن اليمن في عهد على عبد الله صالح كان من أكبر معاقل الإرهابيين، فقد عمد عبد المجيد الزنداني -رئيس جماعة الإخوان في اليمن- إلى جعل بلاده "محطة ترانزيت" للإرهابيين القادمين من وإلي أفغانستان، مشيرا إلى أن مصر طالبت من الرئيس اليمني أكثر من مرة أن يوقف هذا الأمر ولكنه لم يتسجب.
وأشار مكرم إلى قضية الشيخ عمر عبد الرحمن، بقوله: إنه ذهب إلى السودان ولكن الأمريكان دبروا لسفره إلى نيويورك، فقد أقاموا له مسجدا ومركزا ليكون أكبر مورد للمحاربين والمجاهدين، وساعده اثنان من أبنائه في معسكر "أسد الدين اختبار"، مؤكدا أن هذا المركز ظل مفتوحا بواسطة المخابرات المركزية حتي اكتشفت الإدارة الأمريكية أن عبد الرحمن يعمل ضد مصالحهم.
وأكد أن الإرهابيين حينما يطلبون حق اللجوء السياسي يظهرون أنفسهم وكأنهم مضطهدون في بلادهم للحصول على الحماية، في حين أن الدول تقبل هذه الطلبات حتي تستخدم من هؤلاء الإرهابيين ورقة ضغط في الأوقات الحرجة لتحقيق مطالب ومصالح معينة.
ورفض المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية اللواء عادل سليمان اعتبار أن اللجوء السياسي أحد بوابات دعم الإرهاب، وأكد أن العالم حتي الآن لم يتفق على مفهوم محدد للإرهاب أو العمل الإرهابي، وبالتالي فمن اليسير أن يتم إطلاق لقب "إرهابي" على أي شخص، خاصة وأنه يتم حاليا توظيف هذا اللقب في الأمور السياسية.
وأشار إلى أن الوقت الحالي اختلط به الحق بالزيف، ولم نعد قادرين على تمييز "الإرهابي" من "السياسي المضطهد"، مستشهدا بما يجري في مصر حاليا، فهناك اضطهاد لقادة الإسلام السياسي وبخاصة قادة جماعة الإخوان، بما يعطيهم الحق في طلب اللجوء السياسي لأي دولة، إلا أنهم لن يقبلوا على ذلك ليظلوا "على قلوب معارضيهم".
وتقرأ أيضًا
الفريق حسام خير الله لـ "فيتو":
الإخوان المسلمون "حصان طروادة الأمريكي" لتصدير الإرهاب إلى مصر
أحداث سبتمبر فضحت المخابرات الأمريكية
كان أميرًا لتنظيم الجهاد وانضم لـ"القاعدة" عام 2001
رقبة الظواهرى بـ" 25 مليون دولار"
حينما ينقلب السحر على الساحر الأمريكي
ابن لادن.. القتل باسم الله
عمر عبد الرحمن "أسير الأمريكان".. مفتى قتل الرؤساء وهدم الهرم وانتخاب مرسي
حلمى النمنم لـ"فيتو":الإرهاب صناعة إخوانية
القتل باسم السماء.. لغة عالمية